الثلاثاء 14 مايو 2024

حمزة بن لادن الوريث المنتظر لعرش القاعدة

23-1-2017 | 12:20

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية هذا الأسبوع عن إدراج اسم حمزة بن لادن على قوائم الإرهاب كما ضمته إلى قائمة العقوبات الأمريكية باعتباره إرهابياً دولياً بتهمة تهديد الأمن القومي وبذلك يحظر عليه التعامل مع أي شركة أمريكية أو امتلاك عقارات في الولايات المتحدة وبذلك يضاف اسم حمزة إلى القائمة التي تضم الآلاف من الأفراد والجماعات وتضم أيضاً أخاه غير الشقيق سعد.

 

وحمزة هو ابن أسامة بن لادن من زوجته خيرية صابر وهي إحدى الزوجات اللاتي ألقي القبض عليهن في عملية عام ٢٠١١ التي انتهت بقتل بن لادن ويعد حمزة الابن المفضل لأبيه ويؤكد فواز جرجس الأكاديمي والخبير في سياسة الشرق الأوسط أن الجميع في السنوات العشر الماضية يتحدثون عنه كخليفة لأبيه، كما يرى أنه الوجه الجديد للقاعدة لأنه كاريزمي ويتمتع بشعبية مع العامة.

 

ووفقاً للاندبندنت البريطانية فإن الكثيرين يرون حمزة ولي عهد التنظيم وأنه يلعب دوراً قوياً وليس مجرد رمز وكان قد أعلن عن انضمامه رسمياً لتنظيم القاعدة منذ نحو عام ونصف ودأب منذ ذلك الحين على بث رسائل صوتية لأتباعه ودعا بشن هجمات على عواصم غربية ومنها واشنطن وباريس وتل أبيب.

 

ويرى بيتر بيرجن الخبير في محطة ال “ سي إن إن” أن حمزة يتميز بأنه الأصغر سنا بين زعماء التنظيم وأنه تلقى إعدادا مميزاً علي يد والده إلا أنه لا يتوقع أن يتولى مسئوليات رسمية في القريب العاجل وكان حمزة قد وجه كلمة في شهر مايو الماضي إلي الجماعات الإسلامية في سوريا ناشد فيها بالتوحد وتحرير فلسطين وقبل رسالة حمزة بيوم واحد كان أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة قد بث رسالة امتدح فيها جبهة النصرة في سوريا مما يشير إلى أن التنظيم يريد استغلال حالة الضعف والتشتت التي يمر بها تنظيم داعش.

 

وكانت مجلة شبيجل الألمانية قد نشرت تقريرا جاء فيه أن مجموعة من قادة تنظيم القاعدة انتقلوا خلال عام ٢٠١٦ إلي سوريا مما يشير إلي أن التنظيم يستعد للعب دور مركزي هناك، ويري تشارلز ليستر الخبير المتخصص في تنظيم القاعدة أن التواجد في سوريا يتميز بسهولة الحركة، كما أنه أقرب إلي أوربا وعلي حدود إسرائيل، ويعتقد ليستر أن إرسال قادة إلي هناك يعتبر مؤشراً لا يستهان به، أن التنظيم يسعي بقوة لإثبات وجوده في هذه المنطقة.

 

ولعل أهم القادة الذين انتقلوا إلي سوريا سيف العدل وأبو الخير المصري وعبدالله أحمد عبدالله الذين شاركوا في أول العمليات الكبري للتنظيم عام ١٩٩٨ على سفارتين أمريكيتين في إفريقيا وأيضاً رفاعي أحمد طه الذي وقع مع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري تهديدا عام ١٩٩٨ ضد الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ومواطنيهم وقد لقي رفاعي مصرعه مؤخراً في عملية أمريكية في سوريا. ويستغل التنظيم قرب سوريا من إسرائيل بصورة دعائية فقد صرح حمزة بن لادن في إحدي الرسائل الصوتية أن الجهاد في سوريا هو مفتاح تحرير القدس ويتوقع خبير الإرهاب ليستر تنافسا بين القاعدة وداعش في سوريا وإنه حتي الآن يتمركز أنصار التنظيم في شمال غرب البلاد بينما ينحسر تنظيم داعش بسبب الضربات الدولية المتتالية في شرق البلاد.

 

وتختلف جبهة النصرة المعروفة بولائها لتنظيم القاعدة بدرجة كبيرة عن تنظيم داعش أن معظم أعضائها من السوريين بالإضافة إلي أن داعش لا تقبل أي توجيهات من تنظيم القاعدة على عكس جبهة النصرة.

 

ومن خلال متابعة الرسائل الصوتية لحمزة بن لادن والوثائق التي رفعت عنها واشنطن صفة السرية مؤخراً يتضح التدريب والتأهيل الذي تلقاه في السنوات الأخيرة وكيفية استغلال القضايا الإسلامية والإعلامية والقدس في كسب الشعبية سواء له أو للتنظيم.

 

وقد ولد حمزة عام ١٩٩١ وأمه خيرية صابر هي ثالث زوجات أسامة بن لادن حاصلة علي شهادة الدكتوراه في علم نفس الأطفال وأكاديمية سابقة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة ورافقت زوجها منذ تواجده في جدة وحتي إقامته في السودان ولم تنجب سوى حمزة.

 

وعقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر انتقل حمزة ووالدته وبعض أفراد أسرة بن لادن إلي إيران بعد تفاوض بين التنظيم وإيران التي احتوت رموز القاعدة وأسرهم سنوات طويلة. وفي إيران تكونت رؤية وفكر ومنهج حمزة عبر فريق خاص كان مكلفاً بمتابعته وبعد ذلك مع مجموعة خاصة ضمن طالبان إلى جانب الرعاية الإيرانية الخاصة.

 

وتوضح إحدى الرسائل التي كشف عنها مؤخراً ويرجع تاريخها إلي الثامن عشر من أكتوبر عام ٢٠٠٧ من أسامة بن لادن إلي شخص يدعي كارم اعتراض بن لادن الشديد علي توجيه تهديدات إلي إيران بدون مشاورته وفتح جبهة مع طهران قال فيها “أنت تعلم أن إيران هي الممر الرئيسي لنا بالنسبة للأموال والأفراد والمراسلات وكذلك مسألة الأسرى”.

 

بعد عدة أعوام وعقب خروج آل بن لادن من إيران طلب أسامة توجيه رسالة أخرى إلى من وصفهم بالعقلاء في الإدارة الإيرانية.

 

ووفقاً للوثائق فإنه بعد فترة وجيزة استطاع تنظيم القاعدة التمكن من إعادة أسرة زعيمه من إيران إلى مناطق مختلفة فتوجه ابنه محمد إلي سوريا وآخرون إلي باكستان عبر محاولات ضغط مختلفة من بينها التفاوض على رهائن إيرانيين وكانت أسرة بن لادن تتمتع بحياة طبيعية في إيران وبارك أسامة خبر زواج ابنه هناك من ابنة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري وأنجب منها طفلين هما سعد وخيرية.

 

كما تكشف الرسائل أيضاً ما عمد إليه الوسطاء عن تأمين خيرية صابر في وزير ستان بموقع مختلف عن مكان تواجد ابنها حمزة وأسرته.

 

وفي الوقت الذي كان يسعى فيه أسامة بن لادن بالتنسيق لعودة أسرته من إيران إلي باكستان كانت مخاوفه جلية من أن تكون الموافقة الإيرانية على إعادة أسرته إلي وزير ستان مجرد طعم للكشف عن مكان إقامته.

 

ويبدو أن هذه المخاوف كانت في محلها فعملية الاقتحام التي أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي في مايو ٢٠١١ للمجمع السكني الذي كان يقيم به مع زوجاته وأولاده جاءت بعد شهرين فقط من وصول خيرية.

 

وكان أول ظهور لحمزة في مقطع مرئي عام ٢٠٠٥ ضمن قوة من مقاتلي طالبان استهدفت جنودا باكستانيين في وزيرستان وقبل ذلك في ٢٠٠٣ كانت رسالة صوتية منسوبة له عبر أحد المواقع التابعة لتنظيم القاعدة يحض فيها أتباع التنظيم في كابول وبغداد وغزة على إعلان الجهاد ضد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وفي ٢٠٠٨ ظهر شريط فيديو لحمزة بن لادن يدعو فيها لإزالة بريطانيا وحلفاءها من الوجود مهاجما كذلك الولايات المتحدة والدانمارك وفرنسا.

 

ومنذ منتصف عام ٢٠١٥ وبعد إعلان انضمام حمزة رسمياً للتنظيم توالت الرسائل الصوتية المنسوبة إليه ووجه حمزة التحية إلي أيمن الظواهري ووصفه برفيق الجهاد مع الوالد مشيداً بفروع وأتباع القاعدة في الجزيرة العربية وسوريا وفلسطين والعراق والمغرب والهند والصومال والشيشان وأندونيسيا.

    Dr.Radwa
    Egypt Air