الأحد 24 نوفمبر 2024

المجندات فى إسرائيل قنبلة تهدد الحكومة

  • 23-3-2017 | 10:59

طباعة

تقرير: دعاء رفعت

بين فتاوى الحاخام وجرائم التحرش الجنسى تجد المجندات فى الجيش الإسرائيلى أنفسهن فى مواجهة ضغوط كبيرة، يمكن فى نهاية المطاف أن تؤدى إلى الهروب من الخدمة أو الاعتذار عنها.. الأمر الذى يهدد ثلث قوة الجيش الإسرائيلى.

مؤخرا اشتعلت حرب سياسية تهدد حكومة «نتنياهو», بعد تهديد وزير الدفاع «أفيجدور ليبرمان» بوقف تمويل الكلية العسكرية التمهيدية، ووقف الإعتراف بها ككلية عسكرية، إذا لم يقدم رئيس الكلية الحاخام «يغئال ليفنشتاين» استقالته، التى طالب بها «ليبرمان» فى أعقاب تصريحات الحاخام عن المجندات الإسرائيليات: «بأنهن تدخلن إلى الجيش يهوديات وتخرجن منه غير يهوديات».

فى تقرير لها ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» أن «ليبرمان» اعترض بسبب تكرار تصريحات الحاخام ضد بعض الفئات ففى الجيش الإسرائيلى مثل النساء والمثليين، والتى اعتبرها محاولة للتحريض وتغييب الوعى قائلا: «تلك التصريحات مست بي, ليس فقط كوزير للأمن يقدر النساء اللواتى ضحين بحياتهن من

أجل إسرائيل, بل أيضًا كأب ابنتى المتدينة خدمت فى صفوف الجيش دون أن تمس خدمتها بيهوديتها وإيمانها», وأضاف «ليبرمان» قائلا: «إنه منذ قيام دولة إسرائيل قتل ٨٥٩ مجندة إسرائيلية أمثال المجندة «كيرن تاندلر» و»تمار الئؤر» مساعدة الطيار والشرطية «هدار كوهين» وغيرهم».

أغضب تهديد «ليبرمان» وزير التعليم «نفتالى بينيت» ورئيس حزب البيت اليهودى, الذى وجه اتهام لوزير الدفاع بأنه يحاول الصعود على حساب المجندات الإسرائيليات قائلا: «تصريحات ليبرمان تشبه تلك التهديدات بقصف سد أسوان وقتل «إسماعيل هنية» خلال ٤٨ ساعة, والمطالبة بإلغاء المواطنة لعرب إسرائيل», وأضاف «بينيت»، مشيرا إلى تصريحات الحاخام: «أنا أرفض وبشكل كبير تصريحات «ليفنشتاين» ضد النساء, أنا التقيت بزوجتى أثناء خدمتها فى الجيش و»إيلييت شاكيد»، وزيرة العدل الإسرائيلية خدمت فى الجيش وغيرهن من المجندات اللواتى أسهمن فى أمن إسرائيل، ولكن آخر ما يهم ليبرمان هن المجندات».

رفض موقف «ليبرمان» أيضا «أورى أرئيل» وزير الزراعة من حزب البيت اليهودي, قائلا:»مطالبة وزير الدفاع للحاخام «ليفنشتاين» بالاستقالة تجاوزا ومخالفة للديمقراطية, منصبه هو وزيرا للدفاع ولا يمكنه استخدام منصبه لتهديد المدنيين والكليات العسكرية لمجرد تعبير عن الرأى», وانضمت إليه «تسيبى حوتوفيلي» نائبة وزير الخارجية قائلة: «تهديدات ليبرمان غير واقعية, فتصريحات الحاخام تندرج تحت حرية التعبير عن الرأى ويجوز لأي كان انتقاده».

من جانبه رد وزير الدفاع موجهًا حديثه لوزير التعليم قائلا: «إن بينيت يدافع عمن يحاول تحويل إسرائيل إلى إيران, نحن لن نسمح وستظل النساء متساوية مع الرجال فى إسرائيل».. وإلى جانب مطالبته باستقالة «ليفنشتاين»، التى أيدها «يائير لبيد»، عضو الكنيست ورئيس حزب «يش عتيد», طالب «ليبرمان» الحاخام بالاعتذار إلى أهالى المجندات اللواتى قتلن أثناء تأديتهن الخدمة فى الجيش الإسرائيلى وبشكل خاص عن استهزائه بهن والتشكيك فى يهوديتهن.

رفض تقرير نشرته صحيفة «يديعوت آحرونوت» الإسرائيلية تصريحات الحاخام, مشيرا إلى أن دولة إسرائيل غير معنية بتمويل منصة رئاسة الحاخام «ليفنشتاين»، الذى لا يكف عن ترديد النكات حول المجندات الإسرائيليات من مكتبه الرسمى، وأن «ليبرمان» لم يطالب بإغلاق الكلية العسكرية لينال مطلبه كل هذا الغضب من بعض الوزراء, فوزير الدفاع طالب – وعن حق – ذهاب الحاخام إلى بيته, فلا يوجد أى سبب يجعل البعض يقدم الدعم لشخص له مثل هذه الآراء.

أضافت الصحيفة أنه فى أعقاب تصريحات «ليفنشتاين» رد عدد من رجال الدين اليهودى فى إسرائيل فى بيان لهم يفيد بأنه «لا يجوز للمجندين والمجندات فى الجيش الإسرائيلى أداء تدريبات قتالية معا, وإلى أن نجد حلا لكيفية تطبيق الفصل فى الوحدات المختلطة فإنه لا يجوز أداء الخدمة فيها» وخلافا لموقف رئيس الكلية العسكرية أعربوا الحاخامات فى بيانهم عن تقديرهم لدور المجندات الإسرائيليات فى حراسة أمن دولة إسرائيل وأشار البيان أنه يخص هؤلاء الذين على وشك الانضمام إلى الجيش من الشباب المتدينين، الذين يأخذون الحاخامات مرجعية دينية لهم.

فى نص البيان جاء أن: «الأدوار المختلطة للمجندين الذكور والإناث, التى لا تشمل أنشطة بدنية مباشرة هى جزء لا يتجزأ من الحياة العصرية، وهذا مسموح بشكل كامل».

وطبقا لـ»آحرونوت» فإن الجيش الإسرائيلى قد طالب الحاخامات بعدم المساعدة فى تكوين «جيتو» للمتدينين داخل الجيش، الذى صرح بأنه مكان للاتحاد وليس مكانًا للانقسامات, وأن الاتحاد ضرورة من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل، مؤكدا على معارضته لأى محاولة لتقسيم الجيش أو المس بالجنود ذكورًا وإناثًا.

تشكل النساء فى الجيش الإسرائيلى نسبة تقترب من ٣٣٪ من الجنود أى ما يمثل ثلث الجيش, فى إسرائيل يتم التجنيد الإجبارى على النساء أيضًا لمدة ٢٤ شهرًا، ومنذ عام ٢٠٠٠ تم السماح للنساء بالعمل فى الأماكن القتالية بناء على رغبتهن, أيضا يتم إعفاء النساء من أداء الخدمة فى أحوال الزواج والحمل أو فى حال قدمت فتاة اعتذارها عن أداء الخدمة العسكرية بسبب انتمائها للطوائف الدينية المتشددة, ومن الجدير بالذكر أن الاعتذارات إرتفعت عام ٢٠١١ لتصل إلى نسبة حوالى ٤٠٪ من الفتيات، مما تسبب فى قلق الجيش الإسرائيلى، الذى صرح سابقا بأن حالات التهرب من أداء الخدمة العسكرية تزايدت بشكل كبير بين الفتيات الإسرائيليات.

تعد من أكبر المشاكل، التى تواجه النساء أثناء أدائهن للخدمة فى الجيش الإسرائيلى هى مشكلة «التحرش الجنسي»، حيث نقلت صحيفة «هاآرتس» عن النيابة العامة العسكرية الإسرائيلية، أن عدد لوائح الاتهام المقدمة ضد عسكريين بارتكاب جرائم جنسية، ارتفع بنسبة ٤٠٪ , وأنه تم تقديم ٣٧ لائحة اتهام من مجندات تعرضن للتحرش فى عام ٢٠١٤, وأوضحت أن ٣٥٪ من لوائح الاتهام تم تقديمها بسبب مخالفات تتعلق بالمس بالخصوصية الشخصية، مثل استراق جنود وضباط النظر على إناث أثناء استحمامهن أو تصويرهن، كما أن ٧ لوائح اتهام قدمت بشبهة تنفيذ أعمال تحرش جنسي، و٨ لوائح اتهام بشبهة تنفيذ جرائم اغتصاب بالقوة.

فى يناير كشفت بيانات رسمية قدمها الجيش الإسرائيلي, أن مايقرب من ١٣٢٩ مجندة تعرضن للتحرش فى عام ٢٠١٦, بارتفاع عن العدد الذى سجل عام ٢٠١٥ وهو نحو ١١٠٠ حالة تحرش.

    الاكثر قراءة