الثلاثاء 24 سبتمبر 2024

لحماية مصالح التنين الجيش الصينى يتوسع من آسيا إلى إفريقيا

23-3-2017 | 11:22

تقرير: أمانى عاطف

تفرض الصين نفسها حاليا بكل قوة على الساحة العسكرية للعالم. فالنمو المستمرللقوة العسكرية الصينية على مدى العقود الثلاثة الأخيرة اصبح مثار قلق متزايد للولايات المتحدة والدول الغربية الكبرى وربما يجعلها المنافس الأكبر بالنسبة لأمريكا فى السنوات القليلة القادمة . فالجيش الصيني مصنف الثالث عالمياً بعد جيش الولايات المتحدة وروسيا ولكن اليوم تعد الصين القوة الثانية في العالم بعد روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق مجتمعة من حيث حجم القوات المدرعة البرية كما تحتل المركز الأول في العالم من حيث إجمالي عدد الجنود في الخدمة يليها أمريكا ثم الهند، هذه الدول الثلاث هي الدول الوحيدة التي كسرت حاجز المليون جندي في الجيش. تمكنت الصين فى عام ٢٠١٥ من تخطي كل من ألمانيا وفرنسا لتصبح في المركز الثالث عالميا كأكبر دول مصدرة للسلاح فى العالم بعد كل من الولايات المتحدة وروسيا.

يبدو أن بكين تخطو بخطوات هادئة ومنتظمة نحو تعزيز قوتها الاقتصادية والعسكرية فى الساحة العالمية.

فهى تنفذ هدفا واضحا وهو حماية وتأمين التجارة والتنمية الاقتصادية ،مما يجعلها تتوسع فى تواجدها العسكري مع نمو المصالح الصينية فى العالم.أعلنت بكين الأسبوع الماضي أنها ستزيد الإنفاق العسكري بنحو ٧ في المائة، بقيمة إجمالية تبلغ حوالي ١٤٧ مليار دولار. تخطط بكين أيضا لزيادة قوات المارينز ٤٠٠٪ في محاولة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والعسكري في البلاد عبر آسيا وإفريقيا .كما أنها

قررت زيادة وجود جيش التحرير الشعبي الصيني في المحيط الهندي من ٢٠ ألف عنصر حاليا إلى ١٠٠ألف من أجل تأمين وحماية خطوطها البحرية الحيوية ومصالحها المتنامية خارج  حدودها ولا سيما بعد تفاقم الأوضاع فى بحر الصين الجنوبى بشأن ملكية عدد من الجزر هناك التي اكتشف فيها احتياطي كبير من النفط والغاز. الأمر الذى أثار قلقا للولايات المتحدة والدول المجاورة مثل فيتنام وتايوان، التي تدعي أيضا بالسيادة على الجزر في المنطقة. وقال مصدر عسكرى أيضا من المتوقع زيادة عناصر البحرية الصينية من ٢٣٥ألفا إلى أكثر من ٢٧٠ألف فرد (١٥ ٪).

كثفت الصين من وجودها العسكري في الخارج، وبالدرجة الأولى في إفريقيا،باعتبارها قارة غنية بالمواد الخام فاستحوذت على اهتمام خاص من القادة الصينيين، حتى إن القارة الإفريقية كانت الوجهة الأولى التي زارها الرئيس الصيني بعد صعوده إلى سدة الحكم.و تنفيذا لسياسة التوسع سعت الصين إلى تعزيز وجودها العسكرى فى قارة إفريقيا مع الاستثمارات والتنمية فى القارة السمراء. إذ أرسلت الصين ٢٧ ألف جندي على مدى الـ٢٥ سنة الماضية للمشاركة في عمليات حفظ السلام.وبعد إقامة منشآت عسكرية في باب المندب، لا تجد الصين حرجاً في مواصلة إقامة قاعدتها العسكرية في جيبوتي متغلغلة في عمق البحر الأحمر والقرن الإفريقي. حيث تقع القاعدة على مقربة من معسكر ليمونير أحد أهم المنشآت الأجنبية في تلك المنطقة والتابعة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون). وتفيد التقارير أن وحدات بحرية صينية ستتمركز مستقبلا في الموانئ الصينية على شواطيء جيبوتي.

كما عملت فى السابق على حماية مصالحها الاقتصادية فى إفريقيا ،حيث أرسلت كتيبة حفظ سلام إلى جنوب السودان فى ٢٠١٤ لحماية أصولها النفطية  ويحظى جنوب السودان بأهمية خاصة لدى الصينيين لأنه يمتلك ٧٥ ٪ من احتياطيات السودان الموحد من النفط،  كما زادت بكين من نسبة مشاركاتها العسكرية فى عمليات مكافحة القرصنة فى خليج عدن حيث تمر ١٣٠٠ سفينة بضائع صينية تعرض نحو ٢٠٪ منها لعمليات قرصنة . كذلك دخلت الصين كشريك عسكري مهم عبر التدريب والتسليح والمساعدة التقنية لدول مثل أنجولا ونيجيريا.

وفى آسيا قامت بتمويل بناء ميناء غوادر، الواقع بالقرب من مضيق هرمز الذي يعتبر ممرا رئيسيا لنقل النفط من الخليج، وتديره حاليا شركات صينية متخصصة. وعلى الرغم من أن القطع البحرية الصينية لا تتمركز في هذا الميناء بشكل دائم، إلا أن السفن الحربية الصينية ترسو هناك بين الحين والآخر. وأن وحدة بحرية سيتم نشرها في قاعدة واقعة في جنوب غرب باكستان.

تهدف الصين إلى توفير شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط بين آسيا وأوربا وإفريقيا على امتداد طرق التجارة العالمية القديمة مثل طريق الحرير في ظل مبادرة “حزام واحد .. طريق واحد”.ولذلك تستثمر الصين في مشروعات الطيران والطاقة والسكك الحديدية والطرق البرية والاتصالات في الدول المشاركة في المبادرة. استثمرت الصين أكثر من ٥٠ مليار دولار ، منذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق عام ٢٠١٣.

في حين أن التوسع الصيني من خلال طريق الحرير البري والبحري لا يتحدى قوة الولايات المتحدة بشكل مباشر، إلا أن بعض الأمريكيين يرون البرنامج بمثابة تهديد وتحد لهيمنة الولايات المتحدة في الخارج. وأبدى مسئولون أمريكيون المعارضة للتعاون بين دول الغرب وبنك استثمار البنية التحتية الأسيوي المملوك للصين. حتى الرئيس السابق أوباما عارض توسع الصين التجاري بالخارج. لأنه مع اشتداد قوة الصين سوف يصاحبه نفوذ أكبر، قد يقلل من الهيمنة التي تفرضها أمريكا.