الأحد 12 مايو 2024

تناقضات جماعات الإسلام السياسي تقود الشباب للإلحاد.. خبراء: حكم الإخوان أصاب المواطنين بصدمة نفسية وإحباط.. وأحداث العنف والخراب خلال حكمهم دفعت إلى انتشار الأفكار الإلحادية

تحقيقات14-9-2018 | 19:27

أستاذ طب نفسي: حكم الإخوان أصاب المواطنين بصدمة وإحباط وقاد البعض للإلحاد

أستاذ علم اجتماع: «الإسلام هو الحل» وعنف الإخوان أحد أسباب زيادة الإلحاد

 

حالة إحباط وصدمة نفسية تعرض لها المجتمع نتيجة تناقضات جماعات الإسلام السياسي وبينها تنظيم الإخوان قاد البعض لحالة من التشكيك والوقوع في براثن الأفكار الإلحادية، حسبما أكد خبراء نفسيون واجتماعيون في تحليلهم لظاهرة الإلحاد وتزايدها خلال السنوات الأخيرة، موضحين أن العنف والخراب الذي شهدته البلاد خلال عام حكم الإخوان كانت كاشفة لحقيقتهم لكنها أدت لحالة من الارتباك والتشكيك في الدين.

 

صدمة نفسية وإحباط

الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، قال إن جماعات الإسلام السياسي ومنها تنظيم الإخوان أحد أسباب تزايد معدل الإلحاد في مصر خلال السنوات الأخيرة وذلك بسبب أخطاء تلك الجماعات وتنصيبهم أنفسهم رعاة للدين الإسلامي وأن من أيدهم يؤيد الله والإسلام ومن يعارضهم يقف ضد الدين والدعوة.

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه مع مرور الوقت اكتشف المواطنون عورات تنظيم الإخوان والمنتمين لنفس التيار الفكري بتورط أحدهم في ممارسة الرذيلة وعلاقات غير مشروعة وإشاعة آخر تعرضه للاعتداء من قبل مجهولين وفي النهاية تبين أنه أجرى عملية تجميل في وجهه، وغير ذلك من أفعال وفتاوى شاذة.

وأكد فرويز أن مثل هذه التصرفات أصابت الشباب بالإحباط ما زاد من معدل الإلحاد بعد عام حكم الإخوان، حيث كان دخولهم إلى معترك الحكم ومحاولاتهم لأخونة الدولة وفشلهم في إدارة أمور البلاد واستخدامهم لغة التهديد والوعيد وصدور فتاوى شاذة بمثابة صدمة نفسية للشباب والمواطنين وأوقعت البعض في براثن الأفكار الإلحادية والتشكيك في الدين نتيجة الشك فيمن يتحدثون باسمه.

وأشار إلى أن التنظيمات الإرهابية واتخاذهم الدين مسوغا لأفعالها شكك الناس في الدين الإسلامي وطبيعته الوسطية ومع محاولات أخرى لتكسير الأصول والثوابت الإسلامية، مضيفا إن الملحد قديما كان شخصا مثقفا لكنه اليوم شبه مثقف ليست له خبرات أو قراءات بنى عليها فكرته إنما أصبح الانحدار الثقافي المغذي الرئيسي لهم وجعلت من الشباب لقمة سائغة لهذه الأفكار التي انتشرت في المجتمع خلال السبع سنوات الماضية.

وطالب أستاذ الطب النفسي بضرورة رفع الوعي والثقافة كعامل أساسي لمواجهة هذه الظاهرة بعودة دور الثقافة والساحات الشعبية للرياضة والاهتمام بالشباب في كافة المناطق الشعبية وغير الشعبية وتقديم برامج إعلامية وثقافية هادفة ومواد فنية من الأفلام والمسلسلات تدعو لقيم الخير وصحيح الإسلام.

 

العنف والخراب

فيما قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن تجربة حكم الإخوان في مصر كانت أحد الأسباب التي أدت لانتشار ظاهرة الإلحاد بين الشباب خلال الفترة الأخيرة، موضحة أن الإخوان رفعوا شعار "الإسلام هو الحل" وقاموا بأحداث عنف ودماء وخراب جعلت بعض الشباب الصغير ممن أيدوهم يشعرون بأن ثمة شيء خاطئ.

وأوضحت في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن حالة الصدمة النفسية التي تعرض لها الشباب أدت إلى تداخل الأفكار وسببت حالة من الارتباك أدت لنكران البعض لوجود دين وأنه ليس الاتجاه الصحيح، مضيفة إن البعض وقع في شباك الأفكار الإلحادية ومع تراجع دور الأسرة وهدم منظومة القيم الأخلاقية ازداد الأمر سوءا .

وأكدت خضر أن تنظيم الإخوان اتضحت نيته خلال عام حكمهم ووضحت حقيقة الرياء والكذب والنفاق فلفظهم الشعب في ثورة 30 يونيو، مضيفة إن التصدي لظاهرة الإلحاد يحتاج إلى ملئ فراغ الشباب وتوفير منظومة فكرية وثقافية وإعادة بناء القدوة والقيادة لتغذية عقول الشباب وحمايتهم.

وأضافت إن الرئيس عبد الفتاح السيسي يولي ملف بناء الإنسان أهمية بالغة خلال ولايته الرئاسية الثانية والتي يجب معها وضع منظومة ثقافية وإعلامية تتعاون فيها وزارات الثقافة والشباب والرياضة والهيئات الإعلامية لمواجهة تلك الأفكار.

    Dr.Radwa
    Egypt Air