السبت 1 يونيو 2024

لوفيجارو: «السلام» سلاح بوتين الأخير مع اليابان

15-9-2018 | 11:54

السلام.. إنه آخر ما توصل اليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإحراج رئيس الوزراء الياباني شينزو آبى .. فخلال قمة فلاديفوستوك ، عرض الرئيس الروسي يوم الأربعاء الماضي بصورة مفاجئة على رئيس الوزراء الياباني توقيع "معاهدة سلام دون شروط مسبقة بحلول نهاية العام" .

ووصفت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية فى مقال لها نشرته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت هذا العرض بأنه عرض مذهل يضع حدا لحالة الحرب العبثية المستمرة بين القوتين منذ عام 1945 نتيجة لغياب أي معاهدة سلام بينهما .

 

وأضافت "لوفيجارو" فى مقالها أن بوتين يعي جيدا توجه طوكيو بعدم قبول مثل هذا الاقتراح .. فمعاهدة سلام "غير مشروطة" ستثبت سيادة روسيا على جزر الكوريل التى ضمت غالبيتها عام 1945 والتي تحلم اليابان باستعادتها .

 

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن قمة فلاديفوستوك تمثل مرحلة جديدة فى لقاء طويل "غير مكتمل" بين القوتين الجارتين .. فقد التقى بوتي وآبى 22 مرة .. وعلى الورق ، روسيا ـ الغنية بالمصادرة الطبيعية ولكن اقتصادها فى حالة جمود وتفتقر إلى الاستثمارات واليابان ـ وهى دولة صناعية كبيرة وبها رؤوس أموال كثيرة ولكنها تفتقر للموارد .. لديهما ما يتفقان عليه .. أما من حيث الواقع ، فالعلاقات بين البلدين لا تزال هشة .. فحجم التجارة بين العملاقين كانت فى عام 2017 أقل ثلاث مرات عنها بين روسيا وألمانيا.

 

واستطردت الصحيفة قائلة إن مجموعات البترول والغاز اليابانية ـ والتي تهتم بالطبع باستغلال الأراضي الروسية الغنية ـ تعرضت لانتكاسات باهظة التكاليف .

 

ونقلت عن جيمس دي براون الأستاذ فى جامعة تمبل اليابانية والمتخصص فى العلاقات الروسية اليابانية قوله إن القطاع الخاص الياباني يفتقر الثقة فى الحكومة والمحاكم الروسية .. فالذهاب لاستغلال الموارد الطبيعة فى منطقة الخليج أو اندونيسيا أمر ـ بالنسبة له ـ أقل مخاطرة مثلما الحال فى روسيا القريبة.

 

وثمة مشكلة أخرى بالنسبة للمجموعات اليابانية ، تتمثل فى العقوبات الأمريكية التى يمكن أن تطبق عليها فى حالة قيامها بأعمال فى روسيا .. بيد أن شينزو آبى يحثها على الاستثمار فى روسيا أملا فى إعادة فتح ملف جزر الكوريل وحتى يوازن القلق الصيني وينوع الشركاء فى إطار الحرب التجارية التى يثيرها ترامب .