خلال فترة حكم الجماعة الإرهابية،
عانت المرأة المصرية كثيرا من التضييق والتهميش ومحاولة الاعتداء وتكميم الأفواه
مرة بالقوة والتحرش ومرة بالدين والتحايل عليه، إذ أن الجماعة الإرهابية استغلت
جيدا الدين وسيسته لتنفيذ خططتها للهيمنة على مقاليد الحكم ومنها تهميش المرأة
وعزلها كليا من جميع مجالات الحياة، ورفضوا منها أي فرص للمشاركة في العمل
والإنتاج وحاربها بكل قوة.
في التقرير التالي نرصد بعض
الوقائع التي تعرض فيها المرأة للظلم والتهميش والاعتداء خلال عام من حكم الجماعة
الإرهابية.
كما في عام 2013 شهد ميدان
التحرير في الذكرى الثانية لثورة يناير اعتداءات جنسية على المتظاهرات من قبل بلطجية،
وصلت عددها إلى 24 حالة تراوحت ما بين التحرش وهتك العرض والاغتصاب، واستدعت 6
حالات منهن التدخل الجراحي.
وشهد شارع طلعت حرب في نفس ليلة 25 يناير 2013 واقعة
تعد سافر على عدد من الناشطات ومنهن شاهندة مقلد، ونور الهدى زكى، والفنانة عزة بلبع
على يد بلطجية ومسجلين خطر.
كما صدر في عام 2013 تعديلات قانوني
مجلس الشعب وتنظيم مباشرة الحقوق السياسية التي ألزمت الأحزاب عند تشكيل القوائم بوضع
سيدة واحدة على الأقل في النصف الأول من القائمة ما عدا الدوائر ذات الأربعة مقاعد.
كما حذفت وزارة التربية والتعليم صورة
الدكتورة درية شفيق إحدى رائدات حركة تحرير المرأة في مصر من مادة التربية الوطنية
للمرحلة الثانوية بحجة عدم ارتدائها للحجاب وتعد درية شفيق أول من طالب بإنشاء حزب
سياسى "مصر بنت النيل" وينسب إليها الفضل في حصول المرأة المصرية على حق
الانتخاب والترشح في دستور 1956 كما أن لها كتابات عدة وترجمة للقرآن الكريم باللغتين
الفرنسية والانجليزية.
فيما انتقدت لجنة حقوق الإنسان بمجلس
الشورى ذو الأغلبية الإسلامية مشاركة السيدات في تظاهرات إحياء الذكرى السنوية للثورة
مؤكدة أنهن السبب فى تعرضهن للتحرش والاغتصاب لنزولهن المظاهرات وسط الرجال.
أيضا منعت إحدى المعلمات بمدرسة أسماء بنت
أبى بكر الإعدادية بالإسكندرية طالبة متفوقة علميا ورياضيا من التصوير مع زميلاتها
بعد استلام شهادة التقدير بحجة أنها غير محجبة .
وفي يوم المرأة المصرية الذي يوافق
16 مارس، اعتدى شباب جماعة الإخوان المسلمين على مجموعة من المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد
في المقطم ومن بينهم الناشطة ميرفت موسي التي تعرضت للصفع.
كما تم تهديد طالبة بحبس والدها وحرمانها
من المشاركة في نشاط الإذاعة المدرسية عقب إلقائها قصيدة معادية للنظام.
كذلك كشفت دراسة صادمة لمعهد التخطيط القومي
والأمم المتحدة عن تعرض أكثر من 99% من السيدات في مصر للتحرش الجنسي في عام
الإخوان، فضلا تحرش وزير الإعلام المصري صلاح عبد المقصود بإعلامية باستخدام تلميحات
جنسية بوصفها إنها "ساخنة" كما تكررت الواقعة خلال توزيع جوائز على ومصطفى
أمين حيث سألته إحدى الصحفيات هي فين الحرية فأجابها:"ابقى تعالى وأنا أقولك فين".
فيما تم إقصاء الدكتورة إيناس عبد الدايم رئيس
دار الأوبرا من منصبها رغم ما شهدته الأوبرا في فترة رئاستها من ازدياد واضح في النشاط
الثقافى وزيادة في الإيرادات، وهو ما اعتبرته الجمعيات النسائية حلقة من حلقات مسلسل
إقصاء المرأة المتعمد.
وعلى النقيض تماما وبعد ثورة 30 يونيو، ولأول
مرة تجمع حكومة مصرية 5 وزيرات حيث شغلت المرأة 5 حقائب في حكومة الببلاوي هي حقائب
الصحة والسكان، والإعلام، والبيئة، والبحث العلمي ولأول مرة تشغل امرأة منصب وزير الثقافة
وبلغت نسبة تمثيل النساء 16% مقابل 6% فقط في حكومة الدكتور هشام قنديل.
وفي شهر أكتوبر من عام 2013، أفتى
مفتي الجمهورية الدكتور شوقى علام بجواز تولى المرأة القضاء والولايات والمناصب
العليا بالدولة وذلك بعد جهد كبير للمنظمات النسائية في المطالبة بحق المرأة
في تولي القضاء.
وقد أشادت جمعيات معنية بحقوق المرأة بالدستور
الجديد، بعد 30 يونيو واعتبرته انتصارا لحق المرأة المصرية في المواطنة الكاملة ومنح الجنسية
لأبنائها والعناية بالمرأة الفقيرة والمهمشة، بالإضافة إلي النص على الحد من
كافة أشكال العنف ضد المرأة ولا سيما الزواج المبكر والتزام الدولة بالاتفاقيات الدولية
المتعلقة بحقوق الإنسان وتدعيم حق مشاركة المرأة بنسبة 25% في المحليات.