أكد الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، على أهمية التنسيق بين الدول العربية وتبادل الخبرات فيما بينها لمواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة.
جاءت ذلك خلال جلسة بعنوان "محاربة أفكار التطرف من خلال التعليم والثقافة وسيادة القانون" برئاسة الدكتور أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، ضمن فعاليات اليوم الثاني من الندوة البرلمانية العربية للاتحاد البرلماني العربي، والتي يستضيفها مجلس النواب تحت عنوان "حول الوضع العربي الراهن".
وأضاف الأزهري أن التيارات المتطرفة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لنشر مضمونهم التفكيري عبر التدوينات المختلفة والمحتوي التكفيري، لافتا إلى أن هذه الأفكار تنتشر كالنار في الهشيم.
وأوضح أن أحد المراكز البحثية تمكن من رصد نحو 100 ألف صفحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تتبع هذه التيارات، من بينها نحو 60 ألف صفحة باللغة العربية ثبت المحتوى التكفيري، إضافة إلى 40 ألف صفحة بلغات مختلفة، محذرا من أنه لو كل صفحة واحدة من هذه الصفحات استطاعت اختطاف عقل شاب واحد، لأصبح هناك 100 ألف إرهابي ومتطرف، وهذا أمر كارثي.
وأضاف الأزهري، أن التيارات المتطرفة تبلور نفسها بسرعة فائقة حيث دخلت إلى عالم "السوشيال ميديا" لنشر محتواهم التكفيري، مشيراً إلى أن إدارة موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قامت بإغلاق 10 ألاف حساب لتنظيم "داعش" الإهاربي في يوم واحد خلال عام 2015، موضحا أن غلق حساب يسهل أمامه إنشاء أضعافه، وهذه خطورة مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع وكيل لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب: "أن عدد الكتب المعبرة عن هذا الفكر المتطرف تصل إلى نحو 1000 كتاب تنتشر على الفضاء الاليكتروني، بالإضافة إلى الكتب اليومية التي تصدر عن التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" ، و"أحرار ليبيا"، و"أنصار بيت المقدس".
وقال الأزهري إن جميع الأفكار المتطرفة خرجت من عباءة جماعة الإخوان المسلمين، والتي لها دستور فكري يتمثل في كتابات تحرض على التطرف والعنف .
وأكد الأزهري أهمية مواجهة الإرهاب بالتعليم في مجتمعاتنا العربية، والتي تقتضي بأن يكون لدينا دليل إرشادي لأهم القضايا التي نحتاجها في نظامنا التعليمي، مثل مادة التربية الوطنية أو التربية القومية التي يجب أن تعيد التأصيل لفكرة الوطن في عقول أبنائنا.
وأوصي بضرورة عرض المفهوم الديني الصحيح في الدول العربية وإبراز المقاصد العليا للدين والشريعة وأهمها حفظ الأنفس والأموال والأعراض.
وطالب بترسيخ 5 قيم في وعي الإنسان المسلم، وهي : "احترام حقوق الأكوان، وازدياد العمران، وإكرام الانسان، وحفظ الأوطان، وزيادة الإيمان.
وشدد على أهمية بناء الشخصية الوطنية في المجتمعات العربية، مع الاهتمام بالتعليم والثقافة وسيادة القانون.