حرصا من وزارة الثقافة على تكريم رموز الموسيقى والغناء في مصر والعالم العربي، وتحت رعاية الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، تنظم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدي صابر احتفالية فنية كبرى بمناسبة الذكرى الـ 25 على رحيل الموسيقار بليغ حمدي، وذلك في الثامنة مساء الأحد 23 سبتمبر بالمسرح الكبير، حيث تحييها الفرقة القومية العربية للموسيقي بقيادة المايسترو مصطفى حلمي.
وتتضمن الاحتفالية باقة من أجمل ما لحن بليغ لعمالقة الغناء في مصر والوطن العربي خلال مشواره الفني يتغني بها نجوم الفرقة منها سيرة الحب وبعيد عنك لكوكب الشرق السيدة ام كلثوم غناء المطربة مي فاروق، وأهل الهوى اسمعوني للفنانة وردة الجزائرية غناء رحاب مطاوع، واه يااسمراني اللون لشادية غناء نهي حافظ، ردوا السلام لعفاف راضي غناء مي حسن، علشان بحبك انا لنجاة الصغيرة غناء رضوى سعيد، ومن أغاني العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ أغنية خايف مرة أحب، على حسب وداد قلبي و خسارة خسارة غناء احمد عفت وطاير ياهوي لمحمد رشدي غناء ياسر سليمان.
المعروف أن الموسيقار بليغ حمدي ولد في حي شبرا بالقاهرة في 7 أكتوبر عام 1931 وكان والده يعمل أستاذا للفيزياء في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، أتقن العزف على العود وهو في التاسعة من عمره، وفي سن الثانية عشرة، حاول الالتحاق بمعهد فؤاد الأول للموسيقى؛ إلا أن سنه الصغير حال دون ذلك والتحق بمدرسه شبرا الثانوية، في الوقت الذي كان يدرس فيه أصول الموسيقي في مدرسه عبد الحفيظ امام للموسيقي الشرقية، ثم تتلمذ بعد ذلك على يد درويش الحريري، وتعرف من خلاله على الموشحات العربية والتحق بليغ بكلية الحقوق، وفي نفس الوقت التحق بشكل أكاديمي بمعهد فؤاد الأول للموسيقي (معهد الموسيقي العربية حاليا )، وتعاون مع كبار الشعراء والمطربين من زمن الفن الجميل وأنتج أجمل الألحان الوطنية والرومانسية والشعبية، كما قام بتلحين القصائد والابتهالات الدينية وأغاني الأطفال حتى أصبح له طابع خاص به يميزه عن غيره من الملحنين.
توفي بليغ في 12 سبتمبر عام 1993، عن عمر يناهز 62 عاما بعد صراع طويل مع المرض، تاركا رصيدا فنيا ثريا، ما زال خالدا ومرتبطا بوجدان وذكريات الشعب المصري والعربي حتى اليوم.