رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب يبدو عازما على شن حرب تجارية كاملة مع الصين، مستشهدة بقرار البيت الأبيض
أمس فرض جمارك إضافية قيمتها مائتي مليار دولار على بضائع صينية.
وأوضحت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الإلكتروني- أن هذه الخطوة تأتي
في أعقاب الفشل الواضح للمحادثات الأخيرة بين المسئولين الأمريكيين والصينيين، وقالت:
إن الهجوم الجديد من جانب واشنطن سوف يُلقي بظلالة - أو ربما يقوض بالكامل - على الدعوة
الأخيرة من جانب وزير الخزانة ستيفن منوشين إلى بكين لإحياء المفاوضات.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب أبدى في وقت سابق من اليوم رغبة لقتال تجاري، وذلك
في سلسلة من التغريدات، وأشاد بمناوراته الحمائية، التي زعم - حسب الصحيفة - أنها عززت
الاقتصاد الأمريكي بشكل كبير.. وفي هذا السياق، قال مسئولون في البيت الأبيض إن ترامب
سيضيف المزيد إلى قائمة الجمارك الجديدة على الصين في حال ردت بكين، كما هو متوقع.
وتعليقا على ذلك، قالت الصحيفة إنه على المدى القصير، يمكن أن تُلحق مثل هذه
الإجراءات العقابية، التي تستهدف الصين، أضرارا كبيرة على الشعب الأمريكي نفسه.
وأضافت: إن ترامب طلب من مساعديه تحديد الجمارك بنسبة 10%، وهو ما قد يؤدي إلى
ارتفاع الأسعار على المستهلكين الأمريكيين، حيث يتم دفع هذه الجمارك من قبل الشركات
الأمريكية التي تستورد المنتجات، لذلك فإن هذه الشركات غالباً ما تنقل فارق التكاليف
إلى المستهلكين الأمريكيين في شكل أسعار أعلى.
وتابعت الصحيفة الأمريكية: إن الجمارك الجديدة تعد جزءا من جهد أكبر يبذله ترامب
لمواجهة الصين، فبعد أن فرضت إدارته رسوم استيراد على السلع الصينية في وقت سابق من
هذا الصيف، ردت الصين بتدابير انتقامية قال مسئولوها إنها كانت بادرة ضبط النفس. والآن،
بدلا من تهدئة التوترات، اختار ترامب التصعيد، بل ورأى أن شن حرب تجارية محتملة بمثابة
استراتيجية سياسية رابحة في الداخل، وذلك في وقت يأتي قبل إجراء انتخابات التجديد النصفي
للكونجرس في نوفمبر المقبل.
يشار إلى أنه في مطلع أبريل الماضي، نشرت الولايات المتحدة قائمة ضمت 1300 سلعة
صينية، لفرض المزيد من الضرائب عليها، كرد فعل على انتهاك الصين للحقوق الفكرية للمنتجات
الأمريكية - حسب الجانب الأمريكي - ليقرر المجلس الصيني فرض رسوم بنسبة 25% على
106 من أنواع السلع المستوردة من الولايات المتحدة.