يصل الرئيس عبد الفتاح السيسي غدا الجمعة إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة الـ 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي انطلقت فعالياتها الثلاثاء الماضي بمقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك، وتركز في دورتها الحالية على قضايا التنمية وحفظ الأمن والسلم الدوليين ومكافحة الاٍرهاب وحقوق الإنسان.
ويلقي الرئيس السيسي كلمة مصر في المناقشات العامة رفيعة المستوى للقادة والرؤساء المشاركين في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي يبدأ الثلاثاء القادم، ومن المقرر أن يكون محوره تعظيم وتوسيع دور الأمم المتحدة وتوثيق صلتها وأهميتها للجميع، وتعقد تحت عنوان "جعل الأمم المتحدة ذات صلة بجميع الناس: القيادة العالمية والمسؤوليات المشتركة لتهيئة مجتمعات يسودها السلام والتكافؤ والاستدامة".
ويعرض الرئيس في كلمته أمام الجمعية العامة رؤية شاملة حول موقف مصر إزاء كافة التحديات العالمية، كما سيدعو المجتمع الدولي إلىالتحرك بمزيد من الفاعلية لاحتواء ومنع الصراعات المسلحة، ومواجهة خطر الإرهاب، ونزع السلاح النووي، ومعالجة مكامن الخلل الكبرى في النظام الاقتصادي العالمي، وما وصلت إليه المنطقة العربية والشرق الأوسط من أوضاع متردية على جميع المستويات نتيجة لهذا الخلل، وتحولها إلى بؤرةً للصراع والحروب الأهلية والأكثر تعرضا لخطر الإرهاب.
ويؤكد السيسي في كلمته مجددا على التمسك بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التي تقوم على مبادئ المواطنة، والمساواة، وسيادة القانون، وحقوق الإنسان، وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية أو القَبَلية، وهو المبدأ الذي يعد جوهر سياسة مصر الخارجية ومقاربتها الرئيسيّة في التعامل مع كافة قضايا المنطقة وعلى رأسها الأوضاع في سوريا وليبيا والعراق واليمن.
وستحتل القضية الفلسطينية موقعا بارزا في كلمة الرئيس حيث سيؤكد على ضرورة الإسراع بالتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية، تقوم على الأسس والمرجعيات الدولية، المتمثلة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كأساس للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية، مشددا على أن تحقيق السلام من شأنه أن ينزع عن الإرهاب إحدى الذرائع الرئيسية التي طالما استغلها كي يبرر تفشيه في المنطقة، وبما يضمن لكافة شعوب المنطقة العيش في أمان وسلام.
كما يلفت الرئيس السيسي إلى قضايا القارة الأفريقية مؤكدا اعتزاز مصر بجذورها الأفريقية، وحرصها على تعميق دورها في مواجهة قضايا القارة السمراء والتي يأتي على رأسها الفقر والمرض والحاجة إلى التنمية الشاملة، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في تعزيز حق الشعوب في حياة أفضل.
ويؤكد الرئيس علي التزام مصر بشن حربا ضروسا لاستئصال الإرهاب من أراضيها، والقضاء عليه بشكل نهائي وحاسم، ومواجهة جذور ومسببات الأزمات الدولية، بالوسائل الفكرية والاقتصادية وليس الأمنية فقط.
ومن المقرر أن يشارك الرئيس السيسي العديد من القادة والرؤساء في قمة نيلسون مانديلا للسلام التي تعقد الاثنين القادم، احتفالا بالذكرى المئوية لميلاد الزعيم الجنوب أفريقى نيلسون مانديلا، حيث سيتم اعتماد إعلان سياسي، ويؤكد خلالها على الدور التاريخي لمانديلا في قضايا التحرر الوطنى ومناهضة العنصرية وتحقيق التنمية للشعوب الإفريقية.
كما تشارك مصر في الدورة التاسعة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الأربعاء المقبل، والذي يعقد سنويا على المستوى الوزارى على هامش الجمعية العامة، وسيركز على ظاهرة الإرهابيين الأجانب والعلاقة بين الإرهاب والجريمة المنظمة ومحاكمة المتهمين بالإرهاب.
ومن المنتظر أن يعقد الرئيس السيسى سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من رؤساء وقادة العالم المشاركين في اجتماعات الجمعية العامة، كما يلتقي بمجموعات مختلفة من النخبة الامريكية في دوائر صنع القرار بالولايات المتحدة، وأعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لعرض الرؤية المصرية للأزمات الإقليمية، وكيفية التعامل معها، كما يجري لقاءات مع وسائل إعلامية أمريكية.
وتعد هذه الزيارة المشاركة الخامسة للرئيس السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة منذ توليه المسؤولية في عام 2014.