السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

رسائل وجهها الرئيس في خطاباته للمجتمع الدولي.. بدأت بعرض لـ«خارطة المستقبل» بمصر وبيان لمواقفها من الأوضاع العربية.. والتنمية المستدامة ومكافحة الإرهاب والتطورات الداخلية قضايا محورية

  • 22-9-2018 | 22:19

طباعة
كانت خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة على مدى السنوات الأربع السابقة التي شارك في فعالياتها بدءا من 2014 وحتى 2017 بمثابة بيان لمصر بشأن القضايا العربية والإقليمية والدولية الراهنة، فضلا عن استعراض لملخص مسيرة التنمية الداخلية في مصر.

فتطرقت الكلمات إلى شتى الموضوع المثارة ما بين الأوضاع المشتعلة في سوريا وليبيا واليمن والعراق، والدول الأفريقية، وقضايا مكافحة الإرهاب والتنمية المستدامة، والأوضاع الاقتصادية والمشروعات التنموية داخل البلاد، فوضع الرئيس في كلماته الأربع دليل واضح للمواقف المصرية بشأن تلك القضايا.

 

2014.. خارطة المستقبل ورؤية للقضايا العربية

كانت المشاركة الأولى للرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال سبتمبر 2014 بعد أشهر قليلة من توليه الحكم، حيث ألقى كلمة مصر أمام الجمعية العامة في دورتها الـ69، وذلك يوم 24 سبتمبر، ركز خلالها على الوضع الداخلي المصري وخارطة المستقبل التي بدأت بعد ثورة 30 يونيو حيث بناء مصر الجديدة بالاستفتاء على الدستور وانتخاب الرئيس والاستعداد حينها لانتخاب البرلمان.

كما دعى الرئيس خلال خطابه حينها أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بدعم عضوية مصر غير الدائمة بمجلس الأمن لعامي 2016 و2017، وهو ما تحقق بالفعل بعدها حيث حصلت مصر على العضوية لعامين وانتهت بنهاية العام الماضي 2017.

وأعلن السيسي عن تبني مصر لبرنامج شامل طموح لدفع عملية التنمية حتى عام 2030، يستهدف الوصول إلى اقتصاد سوق حر قادر على جذب الاستثمارات في بيئة آمنة ومستقرة.

وتطرق الخطاب إلى إرادة الشعب المصري وثورته مرتين في 2011 و 2013، الأولى على الفساد وسلطة الفرد والثانية للتمسك بالهوية المصرية ورفض طغيان فئة باسم الدين،

كما تطرق الرئيس السيسي خلال حديثه، إلى الأوضاع في المنطقة والدول العربية، وأخطار الإرهاب والجماعة المتطرفة التي تشكل تهديدًا كبيرًا على أمن واستقرار العالم، وتصاعد التطرف والعنف باسم الدين

وقدم خريطة واضحة لموقف مصر من الأزمات العربية، تستند على محورين لدعم بناء الدولة القومية، يشمل الأول تطبيق مبدأ المواطنة وسيادة القانون بناء على عقد اجتماعي وتوافق وطني، مع توفير كافة الحقوق، لاسيما الحق في التنمية الشاملة، والثاني، فهو المواجهة الحاسمة لقوى التطرف والإرهاب، ولمحاولات فرض الرأي بالترويع والعنف، وإقصاء الآخر بالاستبعاد والتكفير.

وعن ليبيا، استعرض الخطاب مبادرة مصر لحل الأزمة والتي يمكن البناء عليها للوصول إلى حل سياسى يدعم المؤسسات الليبية المنتخبة، ويسمح بالوصول إلى حل سياسي شامل يضمن وقف الاقتتال ويحفظ وحدة الأراضي الليبية، تقوم على وقف تهريب السلاح إلى ليبيا بشكل فعال، وعدم التساهل مع التيارات المتطرفة التي ترفع السلاح، وتلجأ للعنف ولا تعترف بالعملية الديمقراطية.

وكان الحفاظ على وحدة الأراضي السورية محور موقف مصر بشأن سوريا أيضا، فأكد الرئيس دعم مصر لتطلعات الشعب السوري في حياة آمنة، تضمن استقرار سوريا وتصون سلامتها الإقليمية، ووحدة شعبها وأراضيها.

وعن العراق، أكد أن تشكيل حكومة جديدة في دولة العراق الشقيقة، وحصولها على ثقة البرلمان، تطورا هاما، يعيد الأمل في الانطلاق نحو تحسن الأوضاع في العراق، ونجاح المساعي الداخلية والخارجية الرامية إلى تحقيق الاستقرار، واستعادة المناطق التي وقعت تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، بهدف الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، ووقف نزيف الدماء.

وفيما يخص القضية الفلسطينية، أكد أن موقف مصر بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية"، تجسيدا لذات المبادئ التي بُنِيت عليها مسيرة السلام بمبادرة مصرية، منذ سبعينيات القرن الماضي.

 

 

https://www.youtube.com/watch?v=JeupqHlXAEM

كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 24-9-2014

 

 

2015.. قناة السويس الجديدة ومبادرة الأمل

جاءت المشاركة الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ70، في سبتمبر 2015، والتي افتتحها بالتطرق لقناة السويس الجديدة، بعد أسابيع قليلة من افتتاحها في أغسطس من العام نفسه، ووصفها حينها ليست هدية مصر للعالم فحسب .. لكنها تمثل تجسيد الأمل، وتحويله إلى واقع ووجهة جديدة من خلال العمل.

وأعلن حينها عزم مصر طرح مبادرة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول الأعضاء وبمشاركة واسعة من شبابها، وهي مبادرة حـول: " الأمل والعمل من أجل غاية جديدة"، أو "هانـد hand" كأحد أوجه مساهمتها فى التغلب على قوى التطرف والأفكار التى تسعى إلى نشرها"، وجذب طاقات الشباب.

كما تطرق إلى التطرف والإرهاب وتطورات الأوضاع في ليبيا، مؤكدا أن حرص مصر البالغ على مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها كان دافعها الأول لدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، فيما يخص سوريا، أكد أن القوى الوطنية السورية مدعوة اليوم للمساهمة بكل قوة .. فى كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسى من الأزمة .. يحقق تطلعات الشعب السورى.

وفيما يخص اليمن، أكد دعم مصر السياسى والعسكرى لليمن الشقيق.. ومشاركتها فى الخطوات التى اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية استجابة لطلب اليمن، وحث الأسرة الدولية على بذل الجهود اللازمة لاستئناف العملية السياسية الانتقالية، وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

وتطرق الخطاب إلى قضية اللاجئين، مؤكدا أن تفاقم أزمة اللاجئين الفارين من ويلات النزاعات المسلحة، يؤكد ما سبق أن نادت به مصر.. بضرورة العمل نحو تسوية تلك النزاعات .. والتصدى لظاهرة الإرهاب التى تشكل أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة .. وفتح قنوات للهجرة الشرعية وتيسير عملية التنقل .. وربط الهجرة بالتنمية.

 

 

https://www.youtube.com/watch?v=_cSd9IiycpI

كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي امام الجمعية العامة للامم المتحدة بتاريح 25-9-2015

 

 

2016.. التنمية المستدامة

كانت التنمية المستدامة هي القضية الأولى التي تطرق إليها خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في مشاركته الثالثة في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ71، في سبتمبر عام 2016، قائلا إن مصر أطلقت مرحلة جديدة لتحقيق التنمية المستدامة بأبعادها البيئة والاجتماعية والاقتصادية باعتمادها لأجندة التنمية 2030، ووثيقة أديس أبابا لتمويل التنمية العام الماضى.

وأوضح خلالها أن :"تطلع الشعوب خاصة النامية لمستوى حياة لائق هو مسئولية رئيسية نتحملها كقادة وضعت الشعوب ثقتها فينا، وحملتنا هذه المسئولية وفاء للمبادىء الإنسانية التى تقود مساعينا".

وتطرق إلى الوضع الداخلي في مصر، فأوضح أن شعب مصر استطاع أن يفرض إرادته لتحقيق الاستقرار وحماية الدولة ومؤسساتها بل وتحصين المجتمع من التشرذم والانزلاق نحو الفوضى؛ فأقر دستوراً جديداً يحمى الحقوق والحريات، مما سمح للمرأة بالفوز بعدد غير مسبوق من مقاعد مجلس النواب، ووسع تمثيل الشباب في المجلس.

وعلى الصعيد الاقتصادي، أكد أن مصر تمضي مصر بثبات في تنفيذ خطة طموحة للإصلاح الاقتصادى تراعى البعد الاجتماعى ومتطلبات الحياة الكريمة للشعب المصري، كما تنفذ مشروعات قومية عملاقة لتوسيع شبكة الطرق وانشاء محطات الطاقة الكهربائية والمتجددة وتطوير البنية التحتية والقدرات التصنيعية وتوسيع الرقعة الزراعية.

وأكد السيسي، موقف مصر من الأزمة السورية، قائلا إن نزيف الدم في سوريا وغياب الأفق السياسي أمر لم يعد مقبولا استمراره. فالمطلوب واضح، وقف فوري وشامل لكل الأعمال العدائية في جميع أنحاء سورية، يمهد لحل سياسي يحقن الدماء ويحفظ وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية ومؤسسات دولتها، كما تطرق لاستقبال مصر لنصف مليون لاجئ سوري.

وعن القضية الفلسطينية، أكد مساعي مصر الحثيثة لتحريك العملية السلمية، وصولاً لتسوية نهائية وسلام دائم وعادل قائم على حل الدولتين، وأن يد السلام ما زالت ممدودة عبر مبادرة السلام العربية، وتشدد على ضرورة العمل على اتخاذ خطوات بناءة لإنهاء الاستيطان الإسرائيلي وبدء مفاوضات الوضع النهائي، مع التوقف عن الأعمال التي تضر بالتراث العربي في القدس الشريف.

وأضاف السيسي في هذا الشأن التجربة أن المصرية تجربة رائعة ومتفردة ويمكن تكرارها مرة أخرى لحل القضية الفلسطينية وإنشاء دولة فلسطينية بجانب دولة إسرائيلية .. تحقق الأمن والأمان للفلسطينيين وتحقق الأمن والأمان الاسرائيليين.

وعن ليبيا، تطرق إلى جهود مصر باستضافة اجتماعات للأشقاء الليبيين لتسهيل تنفيذ اتفاق الصخيرات، وتشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة لكل الليبيين، ومصادقة مجلس النواب عليها، لتتفرغ لإعادة الإعمار، ويتفرغ الجيش الليبي لمواجهة الارهاب، مطالبا بسرعة رفع حظر السلاح المفروض على تسليح الجيش الليبي. وأكد أنه لا مكان للإرهاب وللميليشيات في ليبيا،وأنه آن الأوان أن تُستعاد مؤسسات الدولة الليبية

وبشأن اليمن، أكد أن مصر لا تدخر جهداً لدعم وحدة اليمن وسلامته الإقليمية وعودة حكومته الشرعية، مشيرا إلى رفض مصر للتدخل الأجنبي في الشئون العربية، وأشدد على الالتزام بحسن الجوار، مؤكداً على تضامن مصر مع الدول العربية في مواجهة أي تدخلات خارجية في ضوء ارتباط الأمن القومي العربي بما فيه أمن الخليج العربي بأمن مصر.

وأوضح السيسي في خطابه موقف مصر من القضايا في القارة الأفريقية، فشدد على دعم الحكومة الصومالية وتهدئة الأوضاع في بوروندي، وكذلك طالب بالعمل في إطار حكومة الوحدة الوطنية الانتقالية لجنوب السودان بشكل يعيد الاستقرار الى جوبا.

وعن ملف الإرهاب، أكد السيسي دعوة مصر لاتخاذ المجتمع الدولي كافة التدابير للحيلولة دون استغلال الإرهاب للتقدم المعلوماتي والتكنولوجى الذي ساهم في إضفاء أبعادٍ خطيرة على ظاهرة الإرهاب والتطرف الفكرى جعلها أكثر تفشياً فى عالم اليوم، والعمل من أجل وقف بث القنوات والمواقع الالكترونية التي تُحرض على العنف والتطرف.

              

 

كلمة الرئيس السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 20-9-2016

https://www.youtube.com/watch?v=87so9l74p8g

 

 

2017.. الإرهاب والقضايا العربية

شهد سبتمبر من العام الماضي المشاركة الرابعة للرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ72، حيث ركز الرئيس في مستهل خطابه على قضايا الإرهاب والصراعات المسلحة، قائلا إن وأننا لا نزال نعانى، من العجز عن احتواء ومنع الصراعات المسلحة، ومواجهة خطر الإرهاب، ونزع السلاح النووى، ومعالجة مكامن الخلل الكبرى فى النظام الاقتصادى العالمى، والتى أفضت إلى زيادة الفجوة بين العالمين المتقدم والنامى.

وأضاف خلال خطابه، أن المنطقة العربية، باتت اليوم بؤرةً لبعض أشد الحروب الأهلية ضراوة فى التاريخ الإنسانى الحديث، وأصبحت هذه المنطقة هى الأكثر تعرضاً لخطر الإرهاب، وبات واحدٌ من كل ثلاثة لاجئين فى العالم عربياً، كما أصبح البحر المتوسط مركزاً للهجرة غير الشرعية من الدول الأفريقية والآسيوية.

واستعرض المحاور الخمسة للسياسة الخارجية المصرية والتي تقوم على أن المخرج الوحيد الممكن من الأزمات التى تعانى منها المنطقة العربية، هو التمسك بإصرار بمشروع الدولة الوطنية الحديثة، التى تقوم على مبادئ المواطنة، والمساواة، وسيادة القانون، وحقوق الانسان، وتتجاوز بحسم محاولات الارتداد للولاءات المذهبية أو الطائفية أو العرقية أو القَبَلية.

وفي هذا الإطار، أكد أن الحل للأزمة السورية هو حل سياسى يتوافق عليه جميع السوريين، ويكون جوهره الحفاظ على وحدة الدولة السورية، وصيانة مؤسساتها، وتوسيع قاعدتها الاجتماعية والسياسية لتشمل كل أطياف المجتمع السورى، ومواجهة الإرهاب بحسم حتى القضاء عليه، وكذلك الأمر بشأن ليبيا، وأنه لا حل فى ليبيا إلا بالتسوية السياسية، التى تواجه محاولات تفتيت الدولة وتحويلها مرتعاً للصراعات القَبَلية، وينطبق نفس المنطق على المقاربة المصرية للأزمات فى العراق واليمن. فالدولة الوطنية الحديثة، الموحدة والقادرة والعادلة، هى الطريق لتجاوز الأزمات وتحقيق الطموحات المشروعة للشعوب العربية.

كما أكد الرئيس أن المحور الثاني هو حل القضية الفلسطينية هو إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هو الشرط الضرورى للانتقال بالمنطقة كلها إلى مرحلة الاستقرار والتنمية، وعن المحور الثالث قال إنه لا يمكن تصور وجود مستقبل للنظام الإقليمى أو العالمى بدون مواجهة شاملة وحاسمة مع الإرهاب.

وفيما يخص الحرب على الإرهاب، أكد أن مصر تخوض حرباً ضروساً لاستئصال الإرهاب من أرضها، ملتزمةٌ بمواجهته وتعقبه، والقضاء عليه بشكل نهائى وحاسم حيثما وجد، وكانت مواجهة الإرهاب كانت على رأس أولويات مصر خلال فترة عضويتها فى مجلس الأمن على مدار عامى 2016 و2017 ورئاستها للجنة مكافحة الارهاب، ليس فقط دفاعاً عن مستقبل مصر، بل دفاعا عن مستقبل المجتمع الدولى بأسره.

كما شدد على احترام مبادئ القانون الدولى، والتفاوض على أسس المبادئ القانونية والتاريخية والأخلاقية، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شؤونها، هى الطريق الوحيد لتسوية الخلافات فى عالمنا.

 

https://www.youtube.com/watch?v=1O66UlMb-Xk

خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأمم المتحدة في الدورة الـ72 - 19/9/2017

 

    الاكثر قراءة