يحتفل الصينيون بمهرجان منتصف الخريف الذي يتم الاحتفال به سنويا في اليوم الخامس عشر من الشهر الثامن في السنة القمرية الصينية أو ما يوافق الرابع والعشرين من شهر سبتمبر بالتقويم الميلادي هذا العام.
ويعرف الصينيون هذا المهرجان باسم "كعكة القمر"، وهي حلوى تقليدية يتم تناولها في هذه المناسبة تحديدا، حيث يرتبط كل نوع من الحلويات الصينية بالتاريخ والتقاليد وخلفية ثقافية معينة.
وهناك مقولة شعبية صينية شهيرة تقول" إن حلوى "يوانشياو" خلال مهرجان الفوانيس، وحلوى "تسونغتسي" لعيد قوارب التنين "دوانوو"، وكعك القمر لعيد منتصف القمر، والكعك لعيد "تشونغ يانغ".
وترتكز الاحتفالات بهذا العيد الذي يعود إلى ما قبل القرن السابع عشر على لم شمل الأسر الصينية تحت القمر الكامل مع تناول كعك القمر وسط الأطباق الاحتفالية الأخرى، فيما لا يزال بعض الصينيين، لاسيما في مقاطعة "فوجيان" جنوب شرقي الصين يحافظون بشدة على تقليد أصيل مرتبط بهذا المهرجان، وهو "ألعاب كعك القمر"، التي تستخدم كوسيلة للتنبؤ بالمستقبل، حيث يرمي اللاعبون 6 مكعبات من النرد في محاولة للفوز بالجائزة التي غالبا ما تكون كعك القمر.
وتشهد المتاجر في الصين والعاصمة (بكين) إقبالا كبيرا وملحوظا من المواطنين على شراء كعك القمر التقليدي المعروف محليا باسم "لاو داو"، والذي غالبا ما يستخدم معجون البطاطا الحلوة واليقطين كحشوات له.
وتوجد سبعة أنواع من كعكة القمر التقليدية في الصين، وهي: كعكة القمر الكنتونية التي ظهرت في عام 1889 في مدينة قوانغتشو، وهي الكعكة الأكثر شعبية في أنحاء الصين، حيث تتميز بدقة الصنع ورقة القشرة وحلاوة الحشو، وكعكة القمر التشاوشية التي ظهرت في منطقة تشاوتشو في مقاطعة قوانغدونغ وتعد الأكثر تميزا على مستوى المظهر، حيث تتميز بشكلها نصف الكروي، ويمكن إعدادها بدون حشو أيضا، وكعكة القمر السوتشية والتي تتداول في جهجيانغ وجيانغسو وشنجهاي وتشتهر بالنكهة المالحة، حيث يتم حشوها باللحم.
وتوجد كذلك كعكة القمر اليوانية والتي تكون على شكل زهرة ويتم حشوها بلحم الخنزير المملح، وكعكة القمر البكينية والتي يتم تداولها في شمالي الصين، وكعكة القمر الهويتشية والتي ظهرت في مدينة هويتشو، وتتميز بصغرها وحشوها الأخضر، وكعكة القمر التشيوية التي تتميز باستخدام كثير من السمسم ويصنعها ويهديها سكان "تشيتشو" في مناسبات الزواج والتضحية وعيد الميلاد بالإضافة إلى عيد منتصف الخريف.
وابتكر الصينيون حاليا عدة أنواع من الكعك يتم ترويجها في هذه المناسبة، منها ما يأخذ الشكل الكرتوني وبعضها يصنع من المواد الخاصة مثل الأيس كريم أو يتم حشوها بالشعرية وغيرها من الحشو الغريب.
وتشهد حركة المبيعات الخاصة بهذا الكعك انتعاشا ملحوظا، حيث تظهر البيانات ذات الصلة، أن مبيعات كعك القمر تصل سنويا إلى نحو 300 ألف طن بقيمة تتجاوز 15 مليار يوان (2.2 مليار دولار)، وأن أسعار هذا الكعك في الأسواق تفوق بكثير تكلفة صناعته حيث تصل نسبة الأرباح المضمونة إلى أكثر من 40%.