دعا الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر إلى تبني مبادرة جديدة تسهم في تعزيز التعاون العلمي بين مؤسسات التعليم العالي بالقارة الأفريقية في مجال صناعة الدواء.
وقال رئيس جامعة الازهر - في كلمته اليوم الثلاثاء خلال افتتاح منتدى التعليم الطبي والتصنيع الدوائي الذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع اتحاد الجامعات الإفريقية - "إن الأمم لن تنهض إلا بالعلوم والمعارف المتطورة والتوظيف الأمثل لأحدث التكنولوجيات في العالم" مضيفا أنه "بالبحث المنهجي الجاد يمكن أن نتجاوز كل الأزمات ونتغلب على الصعاب؛ بما يؤكد الرابطة الحتمية والمقدسة بين البحث العلمي بالجامعات والمراكز البحثية المتخصصة وبين متطلبات العصر ويفرض الدعم المتزايد لدفع عجلة البحث العلمى، وقدرات الإبداع وملكات الابتكار لدى الباحثين،؛ للمضي قدمًا على طريق التنمية المستدامة في شتى الميادين والمجالات".
وطالب رئيس الجامعة بضرورة تربية طلاب العلم على التفكير البنَّاء والإبداعي في خدمة المجتمع والوطن؛ ليتمكنوا من المشاركة الفعَّالة في إثراء الحضارة الإنسانية كما كان أجدادهم العظام الذين يُمكن أن نصفهم بملوك المعرفة، مؤكدا أنه لابد أن تكون هناك علاقة تكاملية بين البحث العلمي، ومتطلبات الصناعات الوطنية، والأزمات المعاصرة، وغيرها من احتياجات المجتمع عبر شراكات مثمرة تقوم فيها الجامعات والمؤسسات البحثية بدور «بيوت الخبرة» التي تُقَّدم الرأي والمشورة العلمية والحلول الناجعة للأزمات والمشاكل، وتقفز بالأداء في مؤسساتنا إلى آفاقٍ رحبة تُوفر خلالها الوقت والجهد بمنجزات تاريخية تُجَّسد عبقريات فذة، تستطيع أن تقهر المستحيل وتتحدى التحدي.
وأشار إلى أن مصر تستطيع تجاوز التحديات والصعاب، فقد أبهر المصريون العالم بتجاربهم الثرية في شتى المجالات، مستشهدا بما أنجزته مصر في مجال الرعاية الصحية، ومنها النجاح في علاج أكثر من مليون ونصف المليون مواطن من مرضى فيروس «سى» فى زمن قياسي في ظل المبادرة الرئاسية بهذا الصدد مشيدا بتلك المبادرة للقضاء على قوائم انتظار الحالات الحرجة والجراحات الدقيقة.
وشدد الدكتور المحرصاوي على أن جامعة الأزهر حريصة على تلبية نداء الوطن وكل شعوب العالم وأداء واجبها، والإسهام بفاعلية في كل المشروعات التي من شأنها تخفيف آلام المرضى، وإنهاء معاناتهم؛ تنفيذًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذى يُولى اهتمامًا بالغًا بإيفاد قوافل طبية دورية لعلاج أشقائنا في أفريقيا، إيمانًا بأن دور الأزهر لايقتصر على التعليم والدعوة فقط بل يمتد إلى خدمة الناس فى مختلف المجالات، اضطلاعًا برسالته السامية التى ترتكز على منهج علمى رصين يتسم بالوسطية والتعددية وإرساء قيم التعايش والسلام والحوار بين مختلف الثقافات.
كما ثمن الجهود التي يبذلها اتحاد الجامعات الأفريقية، نحو تطوير منظومة التعليم العالي، وفق أحدث التكنولوجيات في العالم؛ بما يحقق التنمية الشاملة.