بقلم : إيمان حمزة
باقات حب وعرفان وتقدير لكل أم فى عيدها.. لكل أم أنجبت وربت ولكل أم ربت ولم تنجب عرفان وتقدير لكل تضحياتهن التى ليست لها حدود.. باقات حب وتقدير وعرفان لكل أمهات شهدائنا ممن ضحوا بأرواحهم من أجل بلادهم.. وفى عيد الأم نقدم هدية لكل أم شابة تقدم على تجربة الأمومة لتعينها على هذه المهمة وتسهل عليها أهم مسئولية فى الحياة لتكون زوجة وأما ناجحة تستمتع بأمومتها, فالأمومة عاطفة غامرة بمشاعر الحب مستبشرة بالأمل الجديد مع الخوف على الحبيب الذى وهبه الخالق لنا لينمو بداخلنا معجزة الخالق فى خلقه, مع كل هذا التحمل والصبر لكل مراحل الحمل وألم الولادة الذى لا يقدر على تحمله الرجال, ومن هنا كرم الله الأمهات وجعل الجنة تحت أقدامهن لهذا التكليف الإلهى الكبير, وأوصانا رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وكل الأنبياء بالأمهات, فأجاب الرسول مجيبا على تساؤل أحد الشباب: من أحق الناس بحسن رعايتى ؟ فقال عليه الصلاة والسلام: "أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبيك" لكل تضحياتها, فالأمومة ليست مجرد ولادة طفل وتغذيته وتربيته لينمو بل هى صناعة إنسان يستطيع الكفاح والنجاح فى التعامل مع الحياة بالتعامل مع الآخرين وبالصبر والتحمل ليكون إنسانا قويا بداخله مشاعر الحب والخير ومساندة كل من حوله, وحتى تستطيعي إنجاز هذه المهمة الإنسانية الجديرة بالحب لكل أم رغم صعوبتها نقدم إليك خلاصة فكر هذا الكتاب الذى أبدعته الأديبة القديرة الراحلة الدكتورة نعمات فؤاد "إلى ابنتى" والحائز على جائزة الأمومة على مستوى العالم من اليونسكو وترجم لعدة لغات, تفيض كلماته بمشاعر الأمومة والحب والحنان تبثه لابنتها ممتزجة بخبرة السنين وعمق الثقافة وقوة الإيمان, حديث من القلب ليكون عونا تهديه لها ولكل ابنة ولكل أم حديثة العهد بأمومتها, وهى خبرات حياة عايشتها من قراءات كثيرة لتسترشد بها فى أمومتها لأبنائها, تقول من بين نصائحها: احرصى على التزود بالثقافة والمعلومات عن الحمل والولادة والتربية من خلال مكتبة صغيرة شاملة يتصدرها كتاب "الله يعينك على تعلم صحيح دينك", ولتعليمه لأبنائك أيضا ضمى إليها الكتب التى تعينك على تعزيز التفكير السليم, ووفرى ركنا لكتب الطفولة وتنشئتها من خلال التجارب الإنسانية الناجحة والنظريات العلمية والعملية معا, وأيضا كتب عن ميول الأطفال وكيفية التعامل الناجح معهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها, وأيضا تعلمى كل ذلك من خلال الإذاعة والتليفزيون, تعلمى قيمة اللعب واللعبة فى حياة صغارك فهى ليست تسلية فقط بل تكسبهم الاستكشاف والتفكير والأفكار لتنمى ذكاءهم, وأيضا تعلمهم التعامل والتعاون مع الآخرين, ومن خلال الكتب المصورة الجميلة نجذب انتباههم وننمى مواهبهم ومهاراتهم, حببيهم فى الموسيقى والفن حتى تتسع مداركهم وينمو إحساسهم ويرتقى ذوقهم, وتعلمى كيف تكونى زوجة وأما ناجحة ولن يكون إلا من خلالك أنت وزوجك ودوره المكتسب كأب بخلاف الأمومة الغريزية لبنات حواء, وذلك من خلال العلاقة القائمة بينكما على الاحترام والحب والتفاهم المتبادل والرضا والتعاون وهو الأساس القوى الذى تبنى عليه أسرتك السعيدة, ومن المهم أيضا علاقة الحب والاحترام بين الزوج وزوجته أثناء الحمل ونمو الجنين لتأثيره المهم على ولادة طفل صحى نفسيا وجسمانيا وهو ما يؤكده الأطباء, فاحرصى على رعاية مولودك وغمره بالحب مع تلبية كل احتياجاته وشجعى زوجك على معاونتك, وتعلمى أن التربية تتطلب اتفاقا بين الأب والأم على أسلوب التعامل مع الأبناء, واحرصى على إقناع زوجك برفق وتواضع وذكاء دون إثارة كبيرائه ورجولته, وشجعيه على قضاء أوقات فراغه مع الأبناء فى الاستمتاع بالرياضات والهوايات بما تنميه من فكر وثقافة, واحرصى على أن تكونوا معا تجمعكم أوقات أسرية سعيدة, بهذا تكسبان أبناءكما الأمان والثقة بالنفس ومعنى الأسرة.