قال مارك أوربان، المؤلف والصحفي لدى هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن ضابط الاستخبارات الروسي السابق سيرجي سكريبال الذي تعرض لمحاولة تسميم في بريطانيا، في مارس الماضي، لم يصدق في البداية أن الحكومة الروسية حاولت قتله، وإن سكريبال - رغم عمالته للاستخبارات البريطانية - كان لا يخجل من إظهار نزعته القومية الروسية، كما كان مؤيدا لموقف الكرملين حيال عدد من الملفات، من بينها الأزمة مع أوكرانيا.
وأضاف أوربان، في كتابه، الذي يُنشر لأول مرة، اليوم الثلاثاء، تحت اسم "ملفات سكريبال"، أن الأخير كافح من أجل التصالح مع الرواية البريطانية لمحاولة اغتيال سكريبال وابنته يوليا بعنصر كيماوي، والتي تقضي بوقوف موسكو خلف المحاولة انتقاما من سكريبال بسبب تجسسه لصالح الاستخبارات البريطانية وأجهزة استخبارات غربية أخرى، حسب ما نقلت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وتعرّض سكريبال وابنته، في 4 مارس الماضي، لمحاولة تسميم بعنصر "نوفيتشوك" الكيماوي، في مدينة سالزبوري البريطانية، نُقلا على إثرها للمشفى في حالة خطرة قبل نجاتهما في وقت لاحق، وسرعان ما اتهمت لندن الحكومة الروسية بالتورط في الحادث، الأمر الذي نفته موسكو، لكن ذلك النفي لم يمنع بريطانيا والولايات المتحدة وأكثر من 20 دولة غربية أخرى من طرد دبلوماسيين روس ردا على تورط حكومتهم المزعوم وتضامنا مع لندن، وهو ما ردت عليه الحكومة الروسية بإجراءات مشابهة.
وكان الجاسوس الروسي لاجئا سياسيا لدى بريطانيا بعد تسليمه لها في يوليو 2010 في إطار صفقة تبادل للجواسيس مع واشنطن، وكان قبلها مدانا في روسيا بالتجسس بموجب حكم قضائي في 2006 قضى بسجنه لـ 13 عاما.
ووفقا للكتاب البريطاني الجديد، فقد واجه سكريبال بعض "التكيفات النفسية الصعبة" حين أفاق من غيبوبته التي دامت 5 أسابيع بعد الحادث، وكان من بين تلك الأمور عدم قابليته لتصديق أنه كان هدفا لمخطط اغتيال من جانب الكرملين.
وتضمن الكتاب سلسلة من المقابلات التي أجريت مع الجاسوس الروسي في صيف العام الماضي، بينما كان يعيش حياة هادئة في منزل اشتراه له جهاز الاستخبارات البريطاني "إم آي 6"، مستعرضا بعض مظاهر حياته في ذلك الوقت.
وقال أوربان، إن سكريبال كان يرفض نقل تصريحات على لسانه مباشرة رغم إنه لم يكن يعلم أنه في خطر، لكنه أراد تفادي الإدلاء بتصريحات عامة حتى تتمكن ابنته يوليو وابنه ساشا من القدوم بحرية من موسكو لزيارته.
وأضاف الكاتب البريطاني، أن سكريبال كان يقضي معظم يومه في مشاهدة القناة الأولى الروسية، مشيرا إلى أنه كان يتبنى موقف الكرملين في العديد من الأمور، حتى خلال إقامته في منزل اشتراه "إم آي 6"، لا سيما فيما يتعلق بالأزمة مع أوكرانيا وضم شبه جزيرة القرم.