الأربعاء 3 يوليو 2024

«الأعمدة السبعة للشخصية المصرية» رؤية منتدى شباب العالم 2018

أخبار5-10-2018 | 14:06

أعلنت إدارة «منتدى شباب العالم» عن أنه من المقرر أن تدور فعاليات الدورة الثانية من «المنتدى»، المقرر انطلاقها بمدينة شرم الشيخ «أرض السلام» خلال الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر المقبل، حول رؤية مستوحاة من كتاب «الأعمدة السبعة للشخصية المصرية»، للكاتب الراحل الدكتور ميلاد حنا.


وأضافت «إدارة المنتدى»، فى بيان، أن الكاتب أكد فى «كتابه المتميز» وحدة النسيج المجتمعى المصرى رغم تباينه واختلافه، وانطلاقاً من تلك الرؤية كانت الدعوة لعقد جميع فعاليات المنتدى فى إطار تلك الأعمدة، والرؤية المبهرة للمجتمع المصرى الذى استطاع على مدار عصور طويلة أن يكون مركزاً للتواصل بين مجتمعات عدة.


وحسب الكتاب، فإن «انتماء مصر الفرعونى» هو أول أعمدة الشخصية المصرية، حيث يعتز بها المصريون لما تمثله من حضارة ضاربة بجذورها فى القدم، وأول حضارة مكتوبة عرفها التاريخ، فضلاً عما تفردت به وسط الحضارات القديمة، وبكل الأدلة الأثرية التى تركتها والمنتشرة حول العالم. العمود الثانى، هو انتماء مصر «اليونانى- الرومانى»، حيث أثرت حضارة اليونان وفلسفتها فى الفكر المصرى، ثم أصبحت مصر بعد ذلك ولاية تابعة للإمبراطورية الرومانية، وتتجلى أوجه ذلك التأثير فى امتزاج الأبجدية الإغريقية مع اللغة المصرية القديمة.

العمود الثالث هو «انتماء مصر القبطى»، الذى تميز بوجود المدرسة اللاهوتية العريقة بالإسكندرية، حيث قدمت مصر حضارة للعالم المسيحى، وكانت صياغة قانون الإيمان المسيحى أبرز نتائجها.

بينما كان العمود الرابع هو «انتماء مصر الإسلامى»، حيث أدرك أهل مصر أن العلاقة الدينية مباشرة بين الإنسان وربه، فالإسلام لا يفرض عليهم قيوداً، ويمكنهم الاحتفاظ بالطقوس والعادات المصرية الأصيلة التى لا تخالف تعاليمه السمحة. ويأتى «انتماء مصر العربى»، باعتباره العمود الخامس من أعمدة الشخصية المصرية، حيث كان سكان شبه الجزيرة على اتصال دائم بشعب مصر منذ زمن يسبق عصر قيام الأسر الفرعونية، فاللغتان المصرية القديمة والعربية تحملان نفس الأصل، وهناك الكثير من القواميس بها آلاف المفردات المصرية التى تشترك مع العربية فى نفس المبنى والمعنى، ويظهر هذا الأمر فى الأمثال الشعبية والتشبيهات المختلفة. أما العمود السادس للشخصية المصرية فهو انتماؤها لدائرة البحر المتوسط، حيث وصفت إدارة «المنتدى» ذلك بأنه «انتماء أصيل»، إذ إن أغلب الحضارات التى مرت على مصر جاءت عبر «المتوسط»، وهى علاقة جدلية جعلت سكان الإسكندرية وبورسعيد أشبه بأهالى أثينا ولارنكا وجنوه ونابولى من حيث التكوين النفسى والعادات والتقاليد، وساهم هذا التقارب فى تعلم سكان اليونان وإيطاليا وفرنسا اللغة العربية. وأخيراً، كان انتماء مصر لأفريقيا هو العمود السابع، وهو «المستقبل الواعد»، حسب إدارة المنتدى، ورغم انتماء مصر لمنطقة الشمال المختلفة ديموغرافياً عن الجنوب، فإن لها تاريخاً متأصلاً فى القارة السمراء، فقد دعمت مصر حركات التحرر الوطنى فى أكثر بلدان أفريقيا إبان عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ويأتى هذا من منطلق إيمان مصر بأن العمق الأفريقى يحتل مرتبة كبرى لديها.

ويقام «منتدى شباب العالم» فى الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر المقبل، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو يعتبر بمثابة منصة فعالة أسسها مجموعة من الشباب الواعد ليرسل رسالة سلام وازدهار إلى العالم أجمع، حيث يشارك فى المنتدى شباب من جميع أنحاء العالم فى محفل دولى ثرى للتعبير عن آرائهم والخروج بتوصيات ومبادرات فى حضور نخبة من زعماء وقادة العالم والشخصيات المؤثرة.

ويعد الراحل «حنا» أحد أبرز المفكرين السياسيين المصريين، وكان يشغل عضوية المجلس الأعلى للثقافة، وحصل على عدة جوائز دولية منها «فخر مصر» التى تقدمها جمعية المراسلين والصحفيين الأجانب بمصر، ووسام «النجم القطبى الذى لا يخبو» بدرجة كوماندوز من ملك السويد، وجائزة «سيمون بوليفار» من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، وجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية عام 1999، وتوفى عام 2012 عن عمر يناهز 88 عاماً.