الإثنين 25 نوفمبر 2024

«الرقمنة» تحمي كنوز متاحف ألمانيا

  • 25-3-2017 | 11:14

طباعة

وكالات:

بدافع الخوف المتزايد من تدمير أو سرقة أو فقدان المعروضات النادرة، تقوم المتاحف فى ألمانيا بعملية "رقمنة" مجموعات ضخمة من الأعمال الفنية والوثائق القديمة.

ويعمل تقريبا كل متحف رئيسى فى البلاد ليس فقط من أجل جعل هذه المجموعات من الأعمال الفنية والوثائق أكثر أمنا، ولكن أيضا من أجل جعلها فى متناول الملايين عبر شبكة الإنترنت.

وكان السبب وراء هذه العملية سلسلة من الحوادث العرضية الغريبة والتى تذكرنا بأنه لا شيء آمن تماما، حيث أن الكثير من كنوز المحفوظات الخاصة بمدينة كولونيا، على سبيل المثال، فقدت على نحو يتعذر استرجاعها فى عام 2009 عندما انهار المبنى المكون من ستة طوابق، والذى كان يحتوى على وثائق تعود إلى عام 922، وتحول إلى كومة من الأنقاض.

وقال نائب رئيس جامعة ماينز مشتهيلد دراير، خلال مناقشات متخصصة جرت مؤخرا فى المدينة بشأن المحتوى الرقمى فى مجال الفنون والعلوم الثقافية "لو كنا قد قمنا برقمنة هذه الوثائق فى الوقت المحدد، لكانت لاتزال موجودة لدينا".

وفى مدينة بريمن شمالى ألمانيا، بدأ معرض كونستهاله للفنون الشهير على مستوى العالم المهمة أى رقمنة مخزونه الثرى من المنحوتات واللوحات.

ويتم رقمنة أعمال الحفر الزنكوغرافى والرسومات والألوان المائية من غرفتها العملاقة للطباعة فى إطار مشروع يستمر لعدة سنوات، بما فى ذلك أعمال دويرير، ورامبرانت وشبيتسفيج .

ويجرى أيضا إضافة أكثر من 200 ألف صفحة من المخطوطات من القرن الـرابع عشر وحتى الوقت الحاضر إلى دليل الأعمال الفنية لقاعة كوننستهله على الإنترنت.

ويبدو من الإنصاف أن نفترض، فى العصر الحديث من الإشباع الفورى، أن متابعة سريعة على الانترنت للأعمال الفنية، التى تعنى للكثير من الناس التشبع برؤيتها إلى حد الملل، ستؤدى إلى تآكل أعداد الزائرين.

ولكن على النقيض من ذلك، يقول أمناء المتاحف أنه يبدو أن المشاهدات عبر الإنترنت تساهم فحسب فى فتح شهية الناس لرؤية الشيء الحقيقى.

ويقول شانتيل اشنفيلدر، من متحف شتيدل موزيم فى فرانكفورت، بقدر ما تكون العروض الرقمية مثيرة للاهتمام ومفيدة، فإن السحر يكمن فى الأعمال الفنية الأصلية .. لم نلحظ انخفاضا فى عدد الزوار، وإنما زيادة فى الاهتمام.

ورغم ذلك، تمتد مجالات الرقمنة إلى أبعد من مجرد المسح الضوئى للصور والأشياء.

ويتحمس كاى ميشائيل شبرنجر، مستشار المتاحف بوزارة العلوم فى منطقة ماينز، لرؤاه بشأن ما تقدمه المتاحف الافتراضية المستقبلية للزوار، على سبيل المثال، جولة فى مدينة البندقية مثلما كانت فى القرن السادس عشر.

ويمكن للزوار فى المتحف البحرى فى بريمرهافن القيام بالفعل بجولة افتراضية خلال مجموعة من المشاهد المحلية التى ترجع إلى العصور الوسطى.  

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة