الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

الرئيس يبدأ زيارته الرسمية لروسيا.. ودبلوماسيون: التعاون الثنائي والأزمة السورية على رأس المباحثات.. والزيارة تدفع لزيادة الاستثمارات وعودة السياحة.. وكلمته أمام «مجلس الفيدرالية» تؤكد خصوصية العلاقات

  • 15-10-2018 | 14:34

طباعة
دبلوماسي سابق: زيارة الرئيس لروسيا تدفع لزيادة الاستثمارات وعودة السياحة

سفير مصر الأسبق بروسيا: العلاقات بين البلدين عمرها 75 عاما وذات طابع استراتيجي

«القويسني»: العلاقات الثنائية والاستثمارات والأزمة السورية ضمن أولويات السيسي في روسيا

 

وصف دبلوماسيون الزيارة التي بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم إلى روسيا بالهامة لكونها تتزامن مع ذكرى مرور 75 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، موضحين أن الزيارة تستهدف زيادة الاستثمارات وتعميق التعاون الثنائي بين البلدين، ومتوقع أن تناقش مباحثات الرئيسين المصري والروسي جملة من الملفات أبرزها الاستثمارات الروسية في مصر والأوضاع الإقليمية في المنطقة وخاصة الأزمة السورية.

وبدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم زيارته الرسمية إلى روسيا، والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام، يلتقي خلالها نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة عدد من القضايا السياسية والاقتصادية والملفات ذات الاهتمام المشترك، كما يلقي كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسي وهو الغرفة الأعلى في البرلمان الروسي، ويعد بذلك أول رئيس لدولة أجنبية يلقي كلمة أمام هذا المجلس.

 

زيادة الاستثمارات وعودة السياحة


السفير السيد أمين شلبي، الأمين التنفيذي السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية، قال إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا التي بدأها اليوم تعتبر هي الزيارة الرابعة له منذ توليه الحكم وهي تعكس مدى تطور العلاقات بين البلدين على مدى الخمس سنوات السابقة، مضيفا أنها ستركز على ملفين رئيسيين هما العلاقات الثنائية وسبل تطويرها والملف الثاني هو القضايا الإقليمية وخاصة الأزمة السورية.


وأوضح شلبي، في تصريح لـ "الهلال اليوم"، أن العلاقات الثنائية بين القاهرة وموسكو تشمل مجالات وسيناقش الرئيسين المصري والروسي سبل البناء على هذه العلاقات ومجالات التعاون ودفعها إلى مزيد من التقدم، مضيفا أن الاستثمارات الروسية في مصر وكذلك عودة السياحة الروسية سيكونان ملفين بارزين في المباحثات بين الجانبين.

وأكد أن هناك مؤشرات تفيد بعودة الطيران العارض الروسي مرة أخرى إلى المدن السياحية المصرية وذلك بعد عودة الطيران المنتظم بين القاهرة وموسكو قبل عدة أشهر لتستعيد السياحة الروسية مكانتها مرة أخرى في مصر وتعود شرم الشيخ والغردقة والبحر الأحمر كمقاصد للسياحة الروسية.

وأشار إلى أن إلقاء الرئيس السيسي كلمة أمام مجلس الفيدرالية الروسي يعكس مدى التطور الذي جرى في العلاقات بين البلدين حيث يعتبر هو أول رئيس أجنبي أمام المجلس.

 

علاقات استراتيجية منذ 75 عاما

فيما قال السفير عزت سعد مدير المجلس المصري للشئون الخارجية، والسفير الأسبق لمصر في روسيا، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي التي بدأها اليوم إلى موسكو تأتي في توقيت مهم حيث توافق مرور 75 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وتؤكد أن هناك إرادة سياسية بين البلدين على الاحتفاء بهذه المناسبة.

وأوضح سعد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن القمة المصرية الروسية المرتقبة بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين ستناقش مجموعة من الملفات الرئيسية على رأسها العلاقات الثنائية والتعاون الاقتصادي والسياحة وسبل زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الذي يتراوح بين 6 إلى 6.5 مليار دولار.

وأكد أن القمة ستشهد أيضا التباحث بشأن مكافحة الإرهاب وتطورات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الأزمة السورية والليبية وكذلك ملف اليمن والأوضاع في العراق وتطورات القضية الفلسطينية، مضيفا أن هذه الملفات تهم مصر بشكل كبير ولها دور كبير فيها وكذلك روسيا بحكم عضويتها الدائمة في مجلس الأمن ودورها في سوريا والمنطقة العربية.

وأشار إلى أن الكلمة المرتقبة للرئيس السيسي أمام مجلس الفيدرالية الروسي ستكون هي الكلمة الأولى لرئيس أجنبي داخل المجلس وهو أمر بالغ الدلالة حيث يعكس خصوصية العلاقات بين البلدين والتطور الذي شهدته العلاقات والتي أصبحت ذات طابع استراتيجي، مؤكدا أن ملف عودة السياحة الروسية يحمل مؤشرات إيجابية بقرب استئناف الطيران العارض الروسي إلى الغردقة وشرم الشيخ حسب تصريحات لمسئولين بموسكو.

 

الملفات ذات الأولوية

ومن جانبه، قال السفير أحمد القويسني، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى روسيا تحمل آفاقا واسعة وكبيرة لتطوير العلاقات بين البلدين، مضيفا أن هناك مجموعة من المشروعات الروسية في مصر على رأسها مشروع الضبعة النووي وتأهيل السكك الحديدية وإقامة منطقة صناعية روسية في محور قناة السويس.

وأكد القويسني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن حجم الميزان التجاري بين البلدين يقدر بنحو 6.5 مليار دولار وهو مبلغ ضئيل مقارنة بحجم العلاقات، مضيفا أن مصر تشجع الجانب الروسي على الاستثمار في محور تنمية قناة السويس وتتطلع لإنتاج مصر روسي مشترك يمكنه النفاذ إلى الأسواق الأفريقية بالمزايا التي تتمتع بها مصر.

وأضاف أنه فيما يخص الملف الإقليمي فإن روسيا أصبحت لاعبا رئيسيا في الشرق الأوسط بالنظر إلى تمركزها في سوريا، مؤكدا أن مصر وروسيا يتفقان في وجهات النظر في الملف السوري بشأن الحفاظ على وحدة الأراضي وتمكين الجيش العربي السوري من السيطرة والقضاء على الجماعات المسلحة بها ورفض تواجد أي قوات أجنبية على الأرض السورية.


وأوضح أنه بالرغم من الأفاق الواسعة لتطور العلاقات المصرية الروسية فإن هناك بعض الإشكاليات منها الظلال التي ما زال يلقيها حادث الطائرة الروسية في مصر 2015 على العلاقات المصرية الروسية، وهناك آمال أن يسفر لقاء الرئيس السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين عن رأب أي صدع في العلاقات وتقديم حلول وبدائل للتفاهم بشأن متطلبات الجانب الروسي لرفع الحظر عن الطيران العارض وإدارة الملف بشكل إيجابي بما يؤدي لعودة السياحة الروسية مرة أخرى بعد الزيارة.

وأشار إلى أن العلاقات بين البلدين إستراتيجية وعلاقة شراكة دائمة والجانبين معنيين باستمرار تلك العلاقات وديمومتها وأن تكون فعالة بما يخدم الجانبين، مضيفا أن هناك آلية للتعاون بين البلدين وهي (2+2) التي تضم وزيري دفاع وخارجية الدولتين تحتاج إلى مزيد من التفعيل.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة