أعرب الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا عن اعتزازه باستقبال شيخ الأزهر، الذي يمثل رمزًا كبيرًا للسلام والحوار، لافتًا إلى أن "العلاقة التي تربط فضيلة شيخ الأزهر بالبابا فرنسيس بابا الفاتيكان ،تشكل نموذجًا لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين زعماء الأديان".
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس الإيطالي، اليوم الثلاثاء، في روما فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في قصر الرئاسة في روما، وذلك في إطار زيارة فضيلته الحالية إلى إيطاليا.
وقال ماتاريلا إن "الصورة التي جمعت شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان معًا في القاهرة أسقطت الكثير من الحواجز والجدران في نظر العالم، في ظل ما يعانيه من أوضاع صعبة"، مؤكدًا أن التعاون بين الأزهر والفاتيكان قادر على المساهمة بقوة في تعزيز قيم التعايش والحوار، ومواجهة محاولات استخدام الدين كمبرر للعنف في ظل اضطراب المفاهيم لدي البعض.
وأشاد الرئيس سيرجيو ماتاريلا بالدور المهم الذي يقوم به الأزهر في مواجهة أفكار التطرف والعنف، وتعزيز قيم التعايش والحوار، في ضوء ما يملكه الأزهر من حضور وتأثير واسع بين المسلمين عبر العالم، ولما يتصف به منهجه من اعتدال وانفتاح، منوهًا إلى العلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر وإيطاليا، وأن البحر المتوسط لا يفصل بينهما، بل يوحدهما ويساعد على تجاوز أي معوقات قد تواجه صداقتهما العميقة، مؤكدًا تطلعه لزيارة القاهرة، وأنه حريص على تشرفه بزيارة الإمام الأكبر في مشيخة الأزهر.
من جانبه، أعرب فضيلة شيخ الأزهر، عن سعادته بزيارة إيطاليا، ذلك البلد العريق الذي تربطه بجمهورية مصر العربية وشعبها علاقات تاريخية وطيدة، على مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية، وهو ما يعكسه التطور الكبير الذي شهدته علاقات البلدين في الآونة الأخيرة، لافتا إلى أن إيطاليا بما تملكه من تاريخ وثقافة عريقة، شكلت منذ القدم جسرا للتواصل ما بين جنوب أوروبا ومصر.
وأشار فضيلته إلى أهمية العمل المشترك بين المؤسسات الدينية وقياداتها من أجل تعزيز السلام العالمي، ورفع المعاناة عن الفقراء والمستضعفين، مؤكدًا وجود اتفاق في الرؤى بين الأزهر الشريف والفاتيكان في القضايا الإنسانية، وأن الأمر تجاوز مرحلة اتفاق الرؤى إلى العمل المشترك، معربًا عن اعتزازه بالعلاقة التي تجمعه مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان.
ولفت الإمام الأكبر إلى أن وجود الدِّين مهم للغاية في حياة البشر، لضمان أن تسير الحياة بشكل انسيابي وهادئ، وأن علماء ورجال الدين في حاجة إلى دعم الرؤساء والسياسيين، بما لهم من سلطة وتأثير، من أجل تحقيق السلام المأمول ومواجهة التحديات اللاأخلاقية المعاصرة.
حضر اللقاء الوفد المرافق لفضيلة الإمام الأكبر ويضم كلا من الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، والمستشار محمد عبد السلام مستشار شيخ الأزهر، والسفير عبد الرحمن موسى مستشار شئون الوافدين في الأزهر.