السبت 23 نوفمبر 2024

عودة التصدعات مجددا لصفوف الجمهوريين في واشنطن

  • 25-3-2017 | 15:15

طباعة

وكالات:

عادت الانقسامات العقائدية والإستراتيجية داخل الحزب الجمهورى، إلى الظهور هذا الأسبوع فى الكونجرس الأمريكى لتفشل تمرير مشروع بديل لنظام الضمان الصحى، الذى أقره الرئيس السابق باراك أوباما، وتضعف بداية عهد الرئيس دونالد ترامب.

وأوضح جون بيتنى أستاذ السياسة الأمريكية فى جامعة "ماكينا كوليدج" فى كليرمونت لوكالة فرانس برس أن "الحزب الجمهورى فيه الكثير من التصدعات التى تذهب فى اتجاهات عديدة، كل منها يمكن أن يتسبب بزلزال".

وحذر الباحث بأن "ترامب سيجد صعوبة فى التعامل مع هذه الانقسامات لأنه لا يفهمها، وعليه أن يفهم بصورة أفضل الكونجرس والسياسات العامة"، مشككا فى أن يتوصل الرئيس إلى ذلك.

ولأول مرة منذ 2006 حين خسر الجمهوريون الغالبية فى الكونجرس فى عهد الرئيس جورج بوش الابن، استعادوا فى 2017 الغالبية فى مجلسى الكونجرس، ليمسكوا تماما بزمام السلطة فى الولايات المتحدة.

وكان الجمهوريون يسيطرون منذ ست سنوات على الكونجرس فى ظل رئاسة باراك أوباما، غير أنهم كانوا يصطدمون بالفيتو الرئاسي.

وشكل وصول رئيس جمهورى إلى البيت الأبيض فى نوفمبر فرصة تاريخية لهم حتى يقروا كل الإصلاحات المحافظة التى يعدون لها منذ سنوات.

وقال ميتش ماكونيل زعيم الغالبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ هذا الأسبوع "لم نكن نحظى فى الماضى بأى فرصة فى إقرار المواضيع التى كنا ندعمها. والآن، نحن فعليا فى وضع يتيح لنا الحكم"، لكن الفشل فى إقرار إصلاح نظام "أوباما كير" الجمعة بسبب معارضة عدد من الجمهوريين المعتدلين والمحافظين المتطرفين، ذكر بالحرب الداخلية التى اجتاحت الحزب فى السنوات الأخيرة، فى وقت لم يكن ترامب انخرط بعد فى السياسة.

فقد شهد العام 2010 انطلاقة حركة "حزب الشاي" مع فوز مجموعة من الجمهوريين الحديثى العهد نسبيا فى السياسة بمقاعد فى مجلس النواب. وسرعان ما باتت الغالبية الجمهورية رهينة أعضاء الحركة المحافظة المتطرفة الداعين بشكل أساسى إلى التقشف المالى وحصر النفقات العامة والحد من دور الإدارة الفدرالية، رافضين أى تسوية مع باراك أوباما.

وتلت ذلك عدة أزمات حول سقف الدين والميزانية، وصلت إلى حد التعطيل المؤقت للإدارات الفدرالية فى أكتوبر 2013، والإطاحة برئيس مجلس النواب عام 2015.

ومع اقتراب موعد انتخابات 2016، سادت تهدئة نسبية. غير أن انتصار دونالد ترامب، المرشح الذى لطالما كان معاديا لمؤسسات السلطة، شكل انتكاسة للقيادة الجمهورية.

وعقد الرئيس الجديد اتفاقا مع قادة الحزب وبينهم ماكونيل ورئيس مجلس النواب بول راين، فعهد إليهم فى الواقع بمشروع إصلاح النظام الصحى عام 2017.

لكن بموازاة ذلك، طمأن رجل الأعمال الثرى المحافظين الذين تكتلوا منذ 2015 ضمن "تجمع الحرية" (فريدوم كوكوس) فى مجلس النواب، وقام أعضاء التجمع الداعمون لترامب، وعددهم ثلاثون من أصل 237 جمهوريا فى مجلس النواب، بالتفاوض مباشرة مع الرئيس طوال الأسبوع، ولو أن ذلك يهدد بتقويض سلطة بول راين.

وأوضح رئيس مجلس النواب الجمعة "نحاول منذ ثلاثة أشهر أن نكون حزبا يمارس الحكم، حيث يتحتم علينا حقا التوصل إلى توافق بين 216 شخصا" وأكد "سوف نتوصل إلى ذلك، لكننا لم نبلغ هذه المرحلة بعد".

    الاكثر قراءة