سلطت صحيفة (واشنطن
بوست) الأمريكية، اليوم الجمعة، الضوء على التصريحات التي يطلقها المرشح اليميني لانتخابات
الرئاسة في البرازيل جايير بولسونارو، معتبرة أنه يمثل تهديدا للبيئة في البرازيل ولكوكب
الأرض بأسره.
وذكرت الصحيفة
أن استطلاع رأي نشرت نتائجه أمس لفت إلى أن بولسونارو عزز تفوقه على منافسه فرناندو
حداد مرشح حزب العمال اليساري (حزب الرئيس الأسبق لولا دا سيلفا)، قبيل جولة الإعادة
المقررة في 28 أكتوبر الجاري.
وأضافت الصحيفة
أن بولسونارو أعلن أنه سينسحب من اتفاقات باريس المناخية، مثلما فعل الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب، وأنه يحترم دعم لوبي
الشركات القوي،
كما طرح فكرة الجمع بين وزارتي الزراعة والبيئة في البرازيل، والذي يثير القلق من أنه
قد يقوض حماية البيئة، وأيد فتح مناطق السكان الأصليين، التي تحميها الحكومة، للاستخدام
الزراعي والتجاري.
ويخشى علماء البيئة
من أن رئاسة بولسونارو قد تفتح الباب أمام قطع الأشجار غير القانوني في منطقة الأمازون،
التي تضم 60% من أكبر الغابات المطيرة في العالم.
وذكرت (واشنطن
بوست) أنه "بالمقارنة مع السيد بولسونارو، الذي يسيء إلى الأقليات ويحب الطغاة
طالما أنهم يمينيون، فإن السيد حداد شخصية مطمئنة، وهو أستاذ سابق يحمل درجات علمية
في الاقتصاد والقانون والفلسفة، وكان يشغل منصب وزير التعليم في حكومة لولا داسيلفا..
لقد عيّن السيد حداد رؤساء الجامعات على أساس الجدارة بدلاً من الروابط السياسية، وسياسة
جديدة، وصمم طرقًا لزيادة التحاق الطلاب الفقراء وغير البيض".
وأشارت إلى أنه
"كرئيس لبلدية ساو باولو خلال الفترة من عام 2013 حتى عام 2016، خفّض عجز الميزانية،
لكنه أغضب السائقين بتوفير مساحة أكبر لراكبي الدراجات والمشاة، الأمر الذي أدى إلى
هزيمته في الانتخابات البلدية عام 2016".
وأضافت الصحيفة
أنه بعد دخول جولة الإعادة، بدأ حداد يتحدث عن أخطاء حزب العمال، ووعد بتقييد الإنفاق،
موضحة أنه تحرك على الأرجح متأخرا لإقناع البرازيليين بأن حزب العمال تعلم من أخطائه،
والنتيجة أن البرازيليين يتوجهون لإنتخاب رئيس يشكل تهديدًا حقيقيًا للديمقراطية الفتية
في البلاد.
وكانت البرازيل
شهدت ازدهارا اقتصاديا غير مسبوق خلال عهد لولا بين عامي 2003 و2010، وعانت من أسوأ
حالة ركود خلال حكم خليفته التي اختارها ديلما روسيف، والتي عزلها البرلمان بعد فضيحة
مالية عام 2016، وهو ما أنهى حكم حزب العمال.