الخميس 16 مايو 2024

إغراق المدمرة «إيلات».. أكثر من نصف قرن على الملحمة البحرية التي صدمت إسرائيل..كانت تمثل نصف قوة المدمرات في البحرية الإسرائيلية والرئيس الراحل جمال عبدالناصر كرم أبطال العملية

تحقيقات20-10-2018 | 16:01

تحتفل القوات البحرية المصرية، غدا، 21 أكتوبر من كل عام الذكرى الحادي والخمسين بعيد القوات البحرية والذي يتواكب مع ذكرى إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» في عام 1967 بواسطة لنشات الصواريخ المصرية قرب سواحل مدينة بورسعيد الباسلة.

وقال اللواء أحمد خالد، قائد القوات البحرية، في فيديو نشره المتحدث العسكري على صفحته الرسمية، إن البحرية المصرية بما تملكه من تدريب جاد وأسلحة بحرية متطورة تمارس مهامها بكل حزم لحماية سواحل مصر ومياهها الإقليمية.

جاء ذلك خلال وقائع المؤتمر الصحفي للاحتفال بعيد القوات البحرية الحادي والخمسين والذي يتواكب مع الدور البطولي لرجال القوات البحرية في إغراق المدمرة إيلات في الحادي والعشرين من أكتوبر من عام 1967، مؤكدا أن ذلك  أكبر رهان على قوة وعزيمة رجال البحرية المصرية يوم أن أسقطت لنشات الصواريخ بملحمة بحرية استطاعت إسقاط المدمرة "إيلات" لتلقن العدو فيها درسا قاسيا بإغراق أكبر وحدة بحرية له أمام سواحل المدينة الباسلة ببورسعيد.


ونجحت القوات البحرية في إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية "إيلات" من طراز HMS Zealous R39  في البحر الأبيض المتوسط أمام مدينة بورسعيد في 21 أكتوبر 1967 بعد أربعة أشهر من نكسة 67، وهي عملية مختلفة تماماً عن الثلاث عمليات الهجوم علي ميناء إيلات الإسرائيلي والتي تم فيها إغراق 4 سفن نواقل وتفجير الرصيف الحربي للميناء.

وتشكل «إيلات» وقتها نصف قوة المدمرات في البحرية الإسرائيلية وكان عليها طاقمها الذي يتكون من نحو 100 فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية التي كانت على ظهرها في رحلة تدريبية.

وكان نجاح تدمير«إيلات» بمثابة كارثة على البحرية الإسرائيلية وعلى الشعب الإسرائيلي بأكمله، بينما ارتفعت معنويات البحرية المصرية والشعب المصري الذي ذاق مرارة الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام.


وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد اشترت المدمرة «إيلات» من إنجلترا لتشترك في حرب العدوان الثلاثي على مصر في 1956، وكذلك حرب يونيو 1967، ما أدى لغرور الجيش الذي تصور لا يقهر وسرعان ما اخترقت «إيلات» المياه الإقليمية المصرية في بورسعيد محاولة من إسرائيل لإظهار سيادتها البحرية كما أظهرتها من قبل في الجو والبر بضربها للطيران المصري واحتلال سيناء، واضعة في اعتبارها عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك.

وفي محاولة صريحة للاستفزاز واستعراض القوة، دخلت المدمرة «إيلات» ومعها زوارق الطوربيد من نوع جولدن، ليلة 12 يوليه 1967 داخل مدى المدفعية الساحلية في بورسعيد، وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصرية فتحت «إيلات» على الزوارق وابلا من النيران ولم تكتف بذلك بل استمرت في العربدة داخل المياه الإقليمية المصرية ليلة 21 أكتوبر 1967 في تحد سافر ما تطلب من البحرية المصرية ضبطا بالغا للنفس إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة «إيلات».

وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية في بورسعيد لنشين من صواريخ «كومر» السوفيتية وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها كما أعدت بقية القطع البحرية في القاعدة كاحتياطي.


وكان لنش الصواريخ «كومر» السوفييتي مجهز بصاروخين من طراز «ستيكس» الذي تزن رأسه المدمرة  طنا واحدا وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت في القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف.

وهاجم اللنش الأول، جانب المدمرة مطلقاً صاروخه الأول فأصاب المدمرة إصابة مباشرة، وأخذت تميل على جانبها، فلاحقها بالصاروخ الثاني الذي أكمل إغراقها على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرقي بورسعيد.

وكرم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أبطالنا العظام، بعد تنفيذ العملية بمنح وسام نجمة الشرف العسكرية إلى النقيب أحمد شاكر عبدالواحد، والنقيب لطفى جاد الله، ومنح ضباط وجنود لنش الصورايخ الأوسمة والأنواط، وهم الملازم أول السيد عبدالمجيد، الملازم أول حسن حسنى أمين، والضابط بحرى سعد السيد، والجنود عبدالحميد عبدالفتاح، بكرى فتح الله، عبدالعزيز إبراهيم، صلاح حافظ، محمد جودة، سمير محيى الدين، على عبدالله، محمد عبدالعاطى، محمد رجب، عبدالهادى شوقى، معوض سرجيوس، عبدالسلام جمعة، محمد شعبان، السيد أحمد، محمد على، فصيح صابر، عبداللطيف محمد، على عبدالعزيز، حسين عمارة، فودة البدرى، حمدى فرغلى، أحمد الجوهرى، خيرى بركات.