أكد ممثل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في مصر الدكتور حسين جادين أن مصر نجحت في تحقيق أمنها الغذائي عن طريق استخدام إستراتيجية محكمة بالاعتماد على أساليب متطورة في الزراعة من بينها سبل الري الحديثة.
وقال جادين - خلال كلمته اليوم /الاثنين/ في احتفالية مكتبة الإسكندرية بيوم الأغذية العالمي والذي يحمل هذا العام شعار"أفعالنا هي مستقبلنا..القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030 أمر ممكن"- "إنه رغم ذلك لاتزال مصر تواجه تحديات كبيرة خاصة في ظل زيادة الطلب على الموارد الطبيعية وعلى رأسها الموارد المائية بسبب الزيادة السكانية الكبيرة"..لافتا إلى أن الزراعة لاتزال تستهلك 85% من موارد مصر المائية بسبب سبل الري التقليدية بالإضافة إلى اعتمادها على استيراد الاحتياجات الغذائية الرئيسية مثل القمح والذرة.
وأوضح أن المنظمة تقوم في الفترة الحالية بعمل مشترك مع وزارة الزراعة المصرية لدعم التنمية الزراعية المستدامة في مصر في إطار خطة التنمية 2030 حيث يتم البحث والتركيز على استراتيجيات متنوعة لتحقيق الهدف المطلوب .. داعيا الجميع سواء مسئولين أو مواطنين بإدراك أن الظروف الحالية تقتضي ضخ المزيد من الاستثمارات في المجال الزراعي والاهتمام بالأبحاث العلمية في هذا المجال..مشيرا إلى أن احتفالية هذا العام تأتي بالتزامن مع الاحتفال بمرور 40 عاما على إنشاء مكتب منظمة "الفاو" في القاهرة.
ومن جانبه ..قال الدكتور أحمد جلال السيد عميد كلية الزراعة جامعة عين شمس، إن المصريين القدماء عندما أردوا بناء حضارة رفعوا شعار "الزراعة حياة"..داعيا المنظمة إلى رفع هذا الشعار وجعله رسالة سلام إلى العالم أجمع..ومؤكدا أن الفقر هو أساس كل الشرور فيجب القضاء على الفقر الإنساني في البداية للقضاء على الجوع.
وبدوره .. وجه الدكتور عبدالله مسعد زين الدين عميد كلية الزراعة جامعة الإسكندرية، توصية إلى مكتب منظمة الفاو بالقاهرة بإشراك المتخصصين في الجامعات المصرية في أعادة التقييم والتطوير لأهداف التنمية المستدامة في خطة مصر 2030، خاصة وأن المنظمة تتخذها كمستشارين لها.
وقال زين الدين : "إنهم يطلقون اسم كلية علوم الحياة على كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية"..مضيفًا أن الكلية تسعى دائمًا لتحقيق التنمية المستدامة من خلال تطوير المناهج الدراسية بالاشتراك مع جامعات مصرية وإنجليزية ويونانية، ولكن الطريق مازال طويلا ويحتاج إلى جهود كبيرة..داعيًا الشباب بأن تحمل مشروعات تخرجهم رؤية جديدة ويمكن تحقيقها.
وفي بداية الاحتفالية .. تم عرض كلمة مسجلة للسيد جوزية دي سيلفا مدير عام منظمة "الفاو" والذي أكد خلالها أن الصراعات والحروب والتباطؤ في النمو الاقتصادي تعمل عكس الجهود التي تبذلها المنظمة لمكافحة الجوع في العالم، فخلال الثلاث سنوات الماضية تزايدت أعداد الجياع في العالم بصورة كبيرة، وفي العام الماضي 2017 ارتفع إلى 821 مليون إنسان.
وقال دي سيلفا :"أفعالنا الآن سوف تشكل مستقبلنا، ومازال تحقيق هدف المنظمة وهو القضاء على الجوع في العالم بحلول عام 2030 أمرا ممكنا" .. داعيًا العالم بمختلف مؤسساته ومنظماته أن يجتمع ويتكاتف للمساهمة في القضاء على هذه الظاهرة.
ومن جهته .. أكد الدكتور شريف رياض رئيس قطاع الزيارات الخارجية والمراسم بمكتبة الإسكندرية، على حرص مكتبة الإسكندرية على تنظيم احتفالية "القضاء على الجوع" من منطلق دورها كمنارة للعلم والتنمية والفنون..متمنيًا أن تعمل هذه الاحتفالية على جذب الانتباه وتسليط الضوء على هذه القضية التي تؤرق العالم أجمع.
وقال رياض : "إن العالم يواجه اليوم تحديات في قضية الجوع وجميع أشكال سوء التغذية خاصة مع تزايد السكان وهو ما يعني أن الأزمة في تزايد مستمر، وهو ما يتطلب مواكبة أهداف التنمية المستدامة التي تسعى للقضاء على هذه الظاهرة".. موضحًا أن المكتبة في هذه الاحتفالية تعتمد على الشباب وذلك لتسليط الضوء على دورهم الهام في تحقيق التنمية فهم أساس الأمم.
وفي ختام الاحتفالية .. تم عرض فيلم تسجيلي عن دور المنظمة في مصر، وفيلم أخر عن إهدار الطعام بالإضافة إلى مشهد تمثيلي مسرحي لعرض المشاكل التي يتعرض لها الفلاحون.
جدير بالذكر أن الاحتفالية شهدت حضور أعضاء هيئة تدريس وطلاب من جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية فيما قام طلاب ممثلين عن الجامعات الثلاث بعرض مشروعات للزراعة بالأساليب الحديثة لعدم إهدار المياه.