خبير بالشأن الأفريقي: مصر تدعم مشروعات
التنمية بالقارة سياسيا واقتصاديا وتنفيذيا
شراقي: دعوة «السيسي» لوضع حجر أساس
سد تنزانيا تأكيد للدور المصري الأفريقي
قال خبراء بالشأن
الأفريقي إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لوضع حجر أساس سد ستيجلر في تنزانيا هي
رسالة تؤكد دعم مصر للمشروعات التنموية في القارة السمراء، وتأتي استمرارا للمشروعات التي
تنفذها مصر بتنزانيا وغيرها من الدول الأفريقية، موضحين أن القارة تشغل الدائرة الأولى
للسياسة الخارجية المصرية.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد
تلقى دعوة من الرئيس التنزاني جون ماجوفولي، لوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء سد ستيجلر
جورج في حوض نهر روفيجي في تنزانيا وهو المشروع الذي تعتبره الحكومة التنزانية واحدا من أهم
المشروعات القومية لتوليد الكهرباء، فيما رحب الرئيس بالدعوة مؤكداً أن بناء السد سيتم
على نحو تفتخر به مصر وتنزانيا والقارة الأفريقية، وسيمثل نموذجاً يحتذى به للتعاون
بين الأشقاء الأفارقة.
تأكيد للدور المصري
الدكتور عباس شراقي، رئيس قسم الموارد
الطبيعية بمعهد البحوث الأفريقية، قال
إن تنفيذ مصر لسد ستيجلر جورج في تنزانيا هو خطوة جيدة في إطار دعم مصر للمشروعات التنموية
هناك، مضيفا إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لوضع حجر الأساس للسد هي تأكيد للدور
المصري في القارة الأفريقية وزيادة التعاون بين الدولتين.
وأكد شراقي في تصريح لـ"الهلال
اليوم، أن وضع الرئيس السيسي لحجر أساس السد يعطي تنزانيا ثقة ويقوي موقفها أمام المؤسسات
الدولية، مضيفا إن العلاقات بين مصر وتنزايا قوية وقد نفذت وزارة الري المصرية العديد
من المشروعات التنمية هناك أبرزها حفر 60 بئرا للمياه الجوفية شمال تنزانيا بالقرب
من بحيرة فيكتوريا بناء على اتفاقية تعاون فيما بينهما ومنحة لدعم الأشقاء هناك.
وأضاف سد ستيجلر يقع على نهر روفيجي
وهو نهر داخلى فى تنزانيا يبلغ طوله 600 كيلومتر وإيراده السنوى يبلغ من 10 الى 58
مليار متر مكعب، بمتوسط حوالى 20 مليار متر مكعب
سنوياً، مؤكدا أن هذا السد ليس له تأثير على أى دولة مجاورة، ويتكون من سد رئيسى
ارتفاعه 134 مترا، و4 سدود مكملة لزيادة السعة التخزينية لتصل الى 34 مليار متر مكعب
بمساحة 1200 كيلومتر مربع.
وأشار إلى أن تكلفة السد تبلغ حوالى
3,6 مليار دولار ومن المتوقع الانتهاء منه فى 2021، وأن الغرض من إنشائه هو توليد الكهرباء
فقط بقدرة 2100 ميجاوات كالسد العالى، مضيفا إن تنزانيا تسعى لإقامة مشروعات لتوليد
الطاقة منها سد ستيجلر شرق البلاد والذى يقع خارج حوض النيل.
وأضاف إن تنزانيا هي إحدى دول حوض النيل
الإحدى عشر وتطل على بحيرة فيكتوريا التى تمد نهر النيل بحوالى 15% من إيراده السنوى.
دعم مصر للمشروعات التنموية
ومن
جانبه، قال الدكتور رمضان قرني، خبير الشؤون الأفريقية، إن تنفيذ مصر لمشروع سد ستيجلر
بتنزانيا هو خطوة مهمة في العلاقات بين البلدين والتي يعود تاريخها إلى الحقبة التاريخية
منذ حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر والزعيم التنزاني نيريري، والتي كانت نواة لتأسيس
منظمة الوحدة الأفريقية.
وأوضح
قرني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن دخول مصر لهذا المشروع هو رسالة لكافة
دول القارة الأفريقية أن مصر تدعم عمليات التنمية في القارة بدعم سياسي واقتصادي وتنفيذي،
مضيفا إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لوضع حجر أساس السد يأتي إيمانا بالدور الذي
تقوم به مصر لتحقيق التنمية في القارة.
ولفت إلى إن مساهمة مصر في بناء السدود بدول أفريقيا ليست بقضية جديدة على السياسة المصرية أو
مدرس الري فهناك مشروعات نفذت كسد مروي في السودان وسد آخر في أوغندا، موضحا أن الدعم
الاقتصادي التنموي المصري للقارة السمراء ليس قاصرا على هذه المشروعات إنما يشمل جميع
التحركات المصرية لدعم الدول الإفريقية.
وأشار
إلى جهود مصر بالتعاون مع دول القارة والتي شملت المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ
2015 وتنظيم منتدى الاستثمار في أفريقيا 2016 و2017 لتقديم رؤية أفريقية- أفريقية خالصة
لتنمية القارة وكللت هذه الجهود دور الوكالة المصرية من أجل التنمية لدعم بناء القدرات
البشرية في القارة.
وأكد
أن إفريقيا هي الدائرة الأولى في حركة السياسة الخارجية المصرية حيث تشغل القارة
35% من حجم الزيارات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي ودبلوماسية القمم منذ توليه
مقاليد الحكم، كما أنه لم يغب إلا عن بعض قمم الاتحاد الإفريقي، ما عمل على ترسيخ
دور مصر في القارة الإفريقية.