حذرت صحيفة (لوس أنجلوس تايمز) من آثارٍ كارثية حال تقويض اتفاقية القوى النووية متوسطة المدى.
وذكرت الصحيفة الأمريكية - في تعليق على صفحتها الإلكترونية - أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يبدو الآن على وشك الانسحاب بالولايات المتحدة من اتفاقية للحد من التسلح النووي أبرمها الرئيس الجمهوري الأسبق رونالد ريجان قبل أكثر من 30 عامًا.
ورصدت "لوس أنجلوس تايمز" تبرير ترامب ميله إلى فسخ اتفاقية القوى النووية متوسطة المدى -المبرمة عام 1987- بأن روسيا تنتهك بنود تلك الاتفاقية؛ وعلقت الصحيفة بالقول إن تبرير ترامب هذا يبدو معقولا في ظاهره، لكن الانسحاب من الاتفاقية سيكون بمثابة خطأ كارثي.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الاتفاقية المبرمة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وضعت نهاية لسباق تسلح في أوروبا كان قد اشتعل في أواخر حقبة السبعينيات عندما نشرت موسكو جيلا جديدا من الصواريخ متوسطة المدى قادرًا على حمل رؤوس نووية متعددة، وهو ما استتبع ردًا من جانب حلف شمال الأطلسي (ناتو) تمثل في خطة لنشر صواريخ كروز أمريكية تُطلق من الأرض وصواريخ باليستية متوسطة المدى؛ وفي النهاية توصلت القوتين العظميين إلى اتفاق يحظر كافة الصواريخ التي تُطلق من الأرض ذات المدى المترواح بين 500 إلى 5500 كم.
وحذرت الصحيفة من أن فسخ الولايات المتحدة اتفاقية القوى النووية متوسطة المدى كفيلٌ بإلحاق مزيد من الضرر للعلاقات مع أقرب الحلفاء الأوروبيين لأمريكا والمتردّية بالفعل إثْر انسحاب ترامب من اتفاق إيران النووي ومعاهدة باريس للمناخ، مشيرة إلى قول متحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، "نحن نتوقع من الولايات المتحدة أن تنظر آثار انسحابها المحتمل من اتفاقية القوى النووية متوسطة المدى على أمنها (أمريكا) وأمن حلفائها والعالم بأكمله. إن العالم ليس في حاجة لسباق تسلح جديد".