اعتبر الرئيس السابق للاتحاد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتخلي عن معاهدة الصواريخ النووية متوسطة وقصيرة المدى التي أبرمتها واشنطن مع موسكو بمثابة الإعلان عن سباق جديد للتسلح النووي.
ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية، اليوم الجمعة، عن جورباتشوف قوله: " إن الجانبين أعربا عن قلقهما بشأن إلتزام كل منهما بالمعاهدة، لكن روسيا اقترحت على واشنطن حل مشاكلهما من خلال المفاوضات، إلا أن الولايات المتحدة فضلت تجنب المحادثات".
وأعلن ترامب مؤخرا أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من المعاهدة بزعم أن روسيا انتهكت بنودها، فيما نفى ديميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، هذه المزاعم وحذر من أن روسيا ستضطر إلى اتخاذ إجراءات لضمان أمنها ، إذا بدأت واشنطن في تطوير أسلحة محظورة بموجب الاتفاق.
في هذا السياق، قال جورباتشوف:" إنه يتم حاليا الإعلان عن سباق تسلح جديد.. فمعاهدة الحد من الأسلحة النووية ليست الضحية الأولى لعسكرة الشئون العالمية، ففي عام 2002، انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة القذائف المضادة للصواريخ".
وتابع أنه "مع وجود الإرادة السياسية الكافية، يمكن حل أي مشكلات تتعلق بالامتثال للمعاهدات القائمة، ولكن كما رأينا خلال العامين الماضيين ، فإن رئيس الولايات المتحدة لديه غرض مختلف للغاية، وهو يتمحور حول تخلي الولايات المتحدة من جميع التزاماتها، وتحررها من القيود، وهذا لا يتعلق فقط بالصواريخ النووية، فقد اتخذت الولايات المتحدة المبادرة فعليًا لتدمير نظام المعاهدات والاتفاقيات الدولية الذي كان بمثابة الأساس الأساسي للسلام والأمن بعد الحرب العالمية الثانية ".
وقد وقعت الولايات المتحدة وروسيا معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى "أي إن إف" عام 1987؛ حيث تعهد الرئيسان الأمريكي رونالد ريجان، والروسي ميخائيل جورباتشوف، بعدم صنع أو تجريب أو نشر أي صواريخ باليستية أو متوسطة أو قصيرة المدى، وتدمير كافة منظومات الصواريخ، التي يتراوح مداها المتوسط ما بين 1000-5500 كيلومتر، ومداها القصير ما بين 500─1000 كيلومتر.