أصدر وزير التربية والتعليم العالي في لبنان مروان حماده، قرارا باستمرار غلق كافة المدارس والمؤسسات التعليمية في مدينة صيدا، لليوم الثاني على التوالي، في ضوء الأوضاع الأمنية التي تمر بها المدينة، جراء الاشتباكات النارية بين العناصر المسلحة بين حركتي "فتح" و "أنصار الله" داخل مخيم (المية ومية) للاجئين الفلسطينيين في المدينة.
وانخفضت خلال الساعات القليلة الماضية وتيرة الاشتباكات التي بدأت منذ ظهر أمس بين عناصر "فتح" و "أنصار الله" داخل أرجاء المخيم، والتي استخدمت فيها الأسلحة النارية الآلية والعبوات المتفجرة والقذائف الصاروخية.
وتأثرت مدينة صيدا بصورة كبيرة جراء تلك الاشتباكات المسلحة، حيث لحقت أضرار كبيرة بعدد من المنازل والممتلكات والشوارع خارج نطاق المخيم، جراء تطاير الأعيرة النارية وشظايا القذائف الصاروخية، وسادت حالة من الذعر في أوساط المدينة.
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني رئيس حركة "أمل" نبيه بري تدخل وعدد من القوى السياسية والنيابية اللبنانية مساء أمس، لوقف الاشتباكات، وتم الإعلان حينها عن اتفاق برعاية بري تلتزم به جميع الفصائل الفلسطينية، غير أن الحركتين خرقا الاتفاق وعادت الاشتباكات لتتجدد في الساعات الأولى من صباح اليوم.
كما تم الإعلان ظهر اليوم عن اتفاق ثان في هذا الصدد لتثبيت وقف إطلاق النار وسحب المسلحين من شوارع المخيم برعاية من "حزب الله"، غير أنه لم يصمد، إذ عاد الطرفان عقب أقل من ساعة واحدة من الإعلان عن الاتفاق، للاشتباك وتبادل إطلاق الرصاص، وسمع بوضوح دوي تفجيرات وإطلاق قذائف صاروخية.
وكانت الاشتباكات اندلعت ظهر أمس الخميس داخل المخيم، عقب انهيار اتفاق وقف إطلاق النيران المبرم بين الجانبين قبل 10 أيام، على خلفية اشتباكات مماثلة جرت يومي 15 و 16 أكتوبر الجاري وأسفرت عن سقوط قتيلين وإصابة نحو 20 آخرين.