حوار : محمد بغدادى
واحد من كبار الإذاعيين الذين ساهموا في إقامة صرح الإذاعة المصرية، اشتهر بلقب المذيع الصعيدي بسبب لهجته الصعيدية المحبوبة للجمهور، قدم 3 حفلات لنجمة الغناء العربي وكوكب الشرق "أم كلثوم" وقدم برنامج "ساعة لقلبك"، وهو صاحب أول تعليق وتحليل لمباريات كرة القدم قبل ظهور التليفزيون، وهو المؤسس الحقيقي لإذاعة الشباب والرياضة، وقام بتغطية 6 دورات أوليمبية، وعين رئيسًا للإذاعة المصرية عام 1982م، ولقب أيضَا بشيخ الإعلاميين فى مجال الإعلام الرياضي، إنه الإعلامي الكبير فهمي عمر الذى التقينا به وتحدثنا معه عن دور المرأة فى مجال الإعلام وإلى أي مدى حققت المرأة نجاحًا في هذا المجال..
يقول الإعلامي الكبير فهمي عمر، إن المرأة نجحت بلا شك في مجال الإعلام والدليل على ذلك أن هناك العديد من الإعلاميات والإذاعيات اللائي أثبتن جدارتهن فى هذا المجال، ومن بينهن صفية المهندس وأمال فهمي وعواطف البدرى وسامية صادق وكن نجمات فى عالم الإذاعة المصرية، وغيرهن كثيرات من المذيعات اللامعات أمام الميكروفون وأثبتن جدارة وكفاءة عالية القيمة.
صفية المهندس
وضرب عمر مثالاً للمذيعات المتميزات والبارزات فى مجال الإعلام، ومن بينهن الإعلامية الكبيرة صفية المهندس التى أدخلت "إعلام المرأة" على حد قوله، وما يجب أن تقوم بها المرأة من رعاية لأبنائها، بالإضافة إلى أنها علمت المرأة كيفية تدخل إلى المطبخ وتقدم وجبات شهية لزوجها وعلمت المرأة كيف تنظف منزلها وتعتني بأبنائها وتعلمهم، من خلال برنامج "ربات البيوت" وكان قبل ذلك باسم "ركن المرأة"، مضيفًا أن صفية المهندس ثقفت المرأة فى بيتها، حتى المرأة الفلاحة التى كانت لا تقرأ ولا تكتب كانت تستمع إلى صفية المهندس وتتلقي الدروس الجميلة منها في كل ما يتعلق بالمنزل من أجل إنشاء الأسرة السعيدة.
أمال فهمي
وقال الإعلامي فهمي عمر، إن هناك مذيعات أخريات قدمن العديد من النجاحات فى مجال الإعلام النسائي ومنهن الإعلامية أمال فهمي، والتى قدمت برنامج «ع الناصية»، هذا البرنامج الذي كان يحل مشاكل الجماهير بصورة جميلة جدًا، مشيرًا إلى أن ميكروفون الإذاعة المصرية كان من خلال برنامج «ع الناصية» الذي عكس هموماً كثيرة للمجتمع ويعمل جاهدًا من أجل حلها.
سامية صادق
وقال فهمي عمر إن الإعلامية سامية صادق استطاعت من خلال برنامج "فنجاى شاى" وبرنامج "الأسرة البيضاء"، أن تصل إلى قلوب الجمهور، وخاصة أن برنامج "الأسرة البيضاء" كان يساهم فى إدخال الفرحة والسرور على قلوب المرضى فى المستشفيات، حيث إنها كانت تقوم باستضافة نجوم الفن وتصطحبهم لزيارة المرضى لكى تخفف آلامهم وتقدم لهم الأغاني التى يفضلونها، ومن خلال برنامج "فنجان شاى" كانت تستضيف نجوم المجتمع فى عالم الصناعة والزراعة والفن والأدب والاجتماع وكانت برامجها لها قيمة وينتظرها المستمع أسبوعًا بعد الآخر.
الإذاعة المصرية
وفيما يتعلق بتراجع الإذاعة المصرية، قال الإعلامي فهمي عمر، إن الإذاعة المصرية ستظل شامخة على طول المدى، وهى وسيلة الإعلام الأولى التى ترفه عن الناس وتهدئ من أعصابهم وتقدم لهم الفن والغناء والحديث النافع والتلاوة والتجويد القرآني من مشاهير القراء.
وأضاف: "الإذاعة المصرية التى نستمع إليها لكى نسعد بما تقدمه لنا من برامج بها تثقيف وترفيه للجمهور، وعلى الرغم من كثرة الوسائل الأخرى مثل التليفزيون وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي والتى كانت سببًا فى اضمحلال الإذاعة، إلا أن ملايين السيارات وهى تجوب الطرق فى أنحاء مصر يستمعون للإذاعة المصرية وهى الأنيس والجليس فى هذه الرحلات، وستظل هى أنيس ربة المنزل التى تقوم بتنظيف منزلها وإعداد طعام الأسرة، ولذلك الراديو أداة لن تموت، والراديو هو وسيلة نقل الخبر الأولى، وستظل الإذاعة وسيلة الإعلام الأولى مهما تعددت الوسائل الإعلامية الأولى.
التليفزيون المصري
وعن سبب تراجع التليفزيون المصري قال، إن السبب فى ذلك يرجع إلى نزوح عدد كبير من نجوم التليفزيون المصري من فنيين ومهندسين ومذيعين ومذيعات إلى القطاع الخاص، وكثرة عدد العاملين فى مبنى ماسبيرو، مؤكدًا أنه لابد من تطبيق مبدأ الثواب والعقاب ومساواة الجميع حسب اللوائح التى ابتدعها البعض فى هذا المبنى.
وأوضح عمر أن التليفزيون المصري كان الرائد فى الإنتاج الإعلامي من مسلسلات وبرامج ترفيهية وصور تليفزيونية متعددة، مثل مسلسل حكايات «هو وهى» لـ «السندريللا» الراحلة سعاد حسنى وفوازير الفنانة شريهان، وغيرها من الأعمال الفنية التى قدمها التليفزيون المصري، مشيرًا إلى أنه عندما زادت المديونيات على التليفزيون ولم يجد مساندة من الدولة قطعًا قل إنتاجه فلابد من المساهمة في إنقاذ هذا المبنى.
مساندة معنوية
وأضاف فهمي، أن هناك أموراً معنوية يجب أن تقدمها الدولة للتليفزيون المصرى، إذ قال إنه يجب ألا يصدر حديث أو تصريح مع مسئول فى الدولة إلا من خلال التليفزيون المصرى، وأن تحصل كافة القنوات الفضائية الخاصة على المعلومات من مبنى ماسبيرو، ويظل التليفزيون المصرى هو المصدر الرئيسي للخبر، وهذه تعد مساهمة معنوية من الدولة فى رفع شأن التليفزيون.
كما أكد عمر على ضرورة تقديم برنامج «توك شو» قوى فى التليفزيون المصري، مشيرًا إلى أن التليفزيون هو الذي ابتدع برامج الـ «توك شو» الذى استعان بها الإعلام الخاص، مؤكدًا أن التليفزيون فى حاجة إلى مساهمة مادية ومعنوية من الدولة لاستعادة مكانته قائلا: "التليفزيون هو صوت مصر وأمنها القومي".
الإعلام
واختتم الإعلامي الكبير فهمى عمر حديثه مع الكواكب برسالة للإعلاميين قائلا: "يجب أن يلتزم الإعلاميون بأصول المهنة وليس مطلوبا من نجوم الإعلام الخاص أن يسيسوا الأمور، وكل واحد منهم يرى نفسه قادرا على إدارة الأمور".