الجمعة 17 مايو 2024

رئيس الجامعة البريطانية في مصر: نشارك في تأهيل المعلمين بالمنظومة الجديدة.. ومنحة كاملة لأبناء شهداء الجيش والشرطة.. وندعم أبناء القارة الإفريقية بـ 250 منحة سنويا.. وبشرى سارة لأوائل التعليم الفني

تحقيقات30-10-2018 | 20:03

تحفظ الدكتور أحمد محمد حمد، رئيس الجامعة البريطانية بمصر، على بعض السلبيات الموجودة في التعليم الجامعي الحكومي، وبعض الجامعات الخاصة، متمسكا بأهمية الالتزام بجودة التعليم حتى يتم تحقيق نهضة حقيقية بمجال التعليم في جميع مراحله.

وتحدث رئيس الجامعة البريطانية في مصر لـ«الهلال اليوم» عن أبرز المعوقات التي تواجه التعليم الجامعي وأهمية البحث العلمي في اقتصاديات البلاد، كاشفا عن إنشاء واحة علمية تتبنى الأبحاث والمشاريع للباحثين بمصر واحتضانهم ودعمهم ماليا وعلميا حتى يخرج المشروع للنور.

وتطرق «حمد» إلى دور الجامعة في دعم البلاد نحو التوجه صوب القارة السمراء علميا واستثماريا، فضلا عن دور الجامعة في تبني أبناء شهداء الجيش والشرطة دراسيا بمنح مجانية كاملة طوال فترة الدراسة، بجانب منح المتفوقين دراسيا.


وأشار إلى أن الجامعة البريطانية سوف تساهم في تأهيل المعلمين بالمدارس طبقا لمنظومة التعليم الجديدة التي تم تطبيقها بداية من العام الحالي، واعتماد آلية جديدة لأول مرة لحصول خريجي التعليم الفني على منح دراسية كاملة، مؤكدا أن رئيس مجلس أمناء الجامعة يتكلف سنويا بتعليم أوائل الثانوية العامة حتى تخرجهم في الجامعة.


وأوضح أن نصيب الجامعات الخاصة من طلاب الثانوية العامة لا يتجاوز 7%، مع أن عدد الجامعات الخاصة والأهلية يعادل عدد الجامعات الحكومية في مصر، متطلعا إلى أهمية التوسع في التعليم الخاص مع الالتزام بالجودة والمعايير الدولية، مؤكدا أن هناك مناهج خاصة لتأهيل الدارسين إلى سوق العمل.

وفي حوار شامل، تحدث فيه رئيس الجامعة البريطانية في مصر لـ«الهلال اليوم» بكل صراحة عن دور الجامعة في تنمية المجتمع وتبني البحث العلمي، كاشفا دور الواحة العلمية المرتقب انطلاقها في تبني المشاريع والأبحاث العلمية في البلاد.. هذا وأكثر في الحوار التالي..

 

في البداية.. حدثنا عن الأهداف الرئيسية للجامعة البريطانية؟

الجامعة منذ نشأتها لها ثلاثة أهداف رئيسية، الهدف الأول هو جودة التعليم، وتم اختيار أفضل نموذج هو النموذج البريطاني لأنه الأنسب للبيئة المصرية، والدولة أخذت به أخيرا في الثلاث سنوات الأخيرة واتجهت إلى التعليم العالي البريطاني.

وكان هناك أكثر من زيارة لوزير البحث العلمي لبريطانيا ووقع أكثر من اتفاقية مع الجانب البريطاني للارتقاء بالتعليم العالي.

الهدف الثاني للجامعة كان البحث العلمي، وريادة الأعمال، وبدأنا الاهتمام بالبحث العلمي منذ 5 سنوات مضت، وأثمرت الثلاثة أعوام الماضية على التوالي على نتائج مبهرة، والجامعة تحتل المركز الأول بين الجامعات الخاصة المعتمدة في مصر بخلاف الجامعة الأمريكية والأكاديمية العربية لأنهم لا يخضعون للمجلس الأعلى للجامعات.

أما هدفنا الثالث هو خدمة المجتمع المصري والذي نوليه اهتماما كبيرا.

 

ماذا عن ميزانية البحث العلمي في الجامعة؟

الجامعة تتفوق على كثير من الجامعات الحكومية في البحث العلمي، ورصدنا ميزانية للبحث العلمي كانت قبل 4 أعوام 3 ملايين جنيه، وصلت العام الحالي إلى 15 مليونا ، بالإضافة إلى إنشاء الواحة العلمية التي نفتتحها بعد شهرين من الآن وتكلفة عملية بنائها 7 ملايين فضلا عن مركز النانو تكنولوجي.

دعنا نأخذك إلى نقطة أخرى وهي مرتبطة بالجانب التعليمي.. ماذا عن دوركم في خدمة المجتمع؟

لدينا مشروع لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، انطلقنا به العام الماضي ونستكمله العام الحالي، عن طريق الواحة العلمية والتي نقدم لها كل الإمكانيات ونهدف أن يكون لنا تأثير في الاقتصاد المصري، فالأبحاث لا قيمة لها إن لم تخدم البيئة المحيطة بها، فكل جامعات العالم يوجد لديها ما يسمى بالواحة العلمية وهدفها الأساسي خدمة المجتمع.


وضح لنا مفهوم الواحة العلمية أكثر؟

الواحة العلمية عبارة مكان مجهز بالإمكانيات التكنولوجية الحديثة وتكون عبارة عن أجهزة كومبيوتر وأجهزة اتصالات مع الاستعانة بأساتذة ذوي خبرة في مجال دراسات الجدوى والتمويل، وهذه نسميها حضانات مجهزة لمن يتم اختيارهم من الباحثين من مختلف الجامعات.


كيف يتم اختيار الباحثين وضمهم للواحة العلمية؟

يتم الإعلان عنها في الصحف الرسمية ومن لديه أفكار يتقدم بها، ويتم تقييم هذه الأفكار والأبحاث  من خلال لجنة عليا وفي حال القبول تحتضنهم الجامعة، من خلال الواحة العلمية.

فالواحة عبارة عن مكان كبير مقسم إلى أماكن صغيرة، تكون كل شركة ومجموعة أفراد من الصغار نرعاهم كما نأتي لهم برعاة من الشركات كبيرة التي  تأخذ أفكارهم وتنميها، وبعد ذلك  يبدأ الباحث في مغادرة الحضانة وينشئ شركته الخاصة.

أحسن خبرة في العالم في الواحة العلمية وجدناها في الجانب الصيني، وعملنا دراسة جدوى معهم وجاءوا وأسسوا الواحة العلمية التي سيتم افتتاحها خلال شهرين، وقد أنفقنا عليها حتى الآن أكثر من 3 ملايين غير المبنى، لأننا وجدناها أساس اقتصاد الصين الآن.


حدثنا عن دور الجامعة في دعم عملية الصناعة والاستثمار؟

بعد الواحة العلمية بقى لنا نظرة مستقبلية على المدى القريب وليس البعيد، في مناطق استثمارية طرحتها الدولة بالمناطق الصناعية الكبرى فالجامعة اختارت منطقة العين السخنة وأنشأنا فيها ما يسمى بالواحة الصناعية.


هل هناك تعاون مع مؤسسات الدولة بشأن الاستفادة من تلك الأبحاث والمشاريع وتطبيقها في المجتمع؟

وقعنا اتفاقيات تعاون مع الكثير من المؤسسات في مصر، فهناك اتفاقية تعاون مع وزارة الإنتاج الحربي، واتفاقية مع الهيئة العربية للتصنيع، كما نحصل على تمويل من صندوق تكنولوجيا المعلومات، ونحصل أيضا على تمويل من صندوق دعم الصناعة، ونحصل على تمويل من الاتحاد الأوروبي، وهناك اتفاقيات تعاون وتمويل للمشروعات البحثية التي تتم في الجامعة.


ما دور الجامعة في دعم مشروعات الباحثين قبل إنشاء الواحة العلمية؟

المعونة الأمريكية أقامت لدينا حضانة وهي موجودة قبل انطلاق الواحة العلمية، وتخرج منها 9 مشاريع ممولة من الجامعة مع المعونة الأمريكية، لأن المعونة نفذت فقط الأماكن بينما الجامعة هي التي مولت المشاريع.


ماذا عن منح الجامعة؟

المنح عنصر أساسي في سياسة الجامعة، فلدينا أنواع مختلفة حيث توجد منح تعليمية للطلبة المجتهدين في أول التخصصات بجميع كليات الجامعة، الأول على كل فرقة دراسية يحصل على منحة مجانية وهي منح داخلية، وتطبق على كل كليات الجامعة الـعشر.


هل تم استحداث منح جديدة؟

نعم هناك منح تقدم لأبناء شهداء الجيش والشرطة، وفي بداية من العام الحالي ووافقنا على 100 منحة لأبناء الشهداء، يتم حصرهم من إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة، وتسلمنا الأسماء المقترحة لاستيفاء الشروط، وهي منحة كاملة طوال الخمس سنوات الدراسية.


هل لديكم دور ملموس في دعم التعاون الذي تتبناه الدولة من أجل العودة بقوة إلى القارة السمراء؟

نعم.. قدمنا بالتعاون مع أكاديمية الشروق 250 منحة لأبناء القارة الأفريقية في إطار دعم وعودة الدولة المصرية لريادتها الأفريقية، والمنحة تشمل تكاليف السفر كل عام وإقامة كاملة على حساب الجامعة بالإضافة إلى منح كل طالب «مصروف جيب»، وهذه المنحة موجودة منذ افتتاح الجامعة لكن العام الحالي تمت زيادة العدد ليصل إلى 250 طالبا.

فمصر ستتولى رئاسة الاتحاد الأفريقي العام المقبل  ولهذا بدأنا نحن من العام الحالي وأخطرنا وزارة التعليم العالي بالعدد الجديد للطلاب وهم 250 طالبا 125 يدرسون في الجامعة البريطانية و125 يدرسون في أكاديمية الشروق، ويتم اختيارهم عن إدارة الوافدين بوزارة البحث العلمي.


ألا توجد منح خاصة بالطلاب المتفوقين؟

 المنح الدراسية شيء أساسي بالجامعة، فمدارس المتفوقين "STEM" التي استحدثتها وزارة التربية والتعليم، منحنا لطلابها 15 منحة العام الحالي والوزارة هي من تقوم باختيارهم وهي أيضا منح كاملة.


ماذا عن الحالات الاجتماعية؟

نراعي الحالات الاجتماعية بمعنى أن من لديه ظروف اجتماعية مثلا لا قدر الله وهو داخل الدارسة لو توفي العائل الرئيسي له نمنحه تخفيضا 50% حسب سياسة الجامعة، ولو أثبت كفاءته بتفوقه تصل المنحة إلى 100%.


أوائل الثانوية العامة.. أليس لهم نصيب من المنح الدراسية بالجامعة؟

أوائل الثانوية لهم نصيب لكن بطريقة أخرى، لأن صاحب الجامعة ورئيس مجلس الأمناء ورئيس أكاديمية الشروق محمد فريد خميس أنشأ مؤسسة منذ 14 سنة اسمها مؤسسة محمد فريد خميس لتنمية المجتمع، تقوم برعاية الـ100 الأوائل على الثانوية العامة سنويا خلال دراستهم بالجامعة إلى أن يتم التخرج والبعض تدعمه المؤسسة في مرحلة الماجستير وبعضهم يتم تعيينهم معيدين، وفيه أيضا طلبة يتم التحاقهم بالجامعة البريطانية بدعم من المؤسسة .


هل من الممكن أن نرى دعمًا للتعليم الفني في مصر الذي يعاني أزمات كبيرة رغم أهميته في مجال الصناعة والاستثمار؟

الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى، قال في آخر لقاء له معنا، أين نصيب أوائل التعليم الفني من المنح، وعلى الفور وافقنا على منح لأوائل التعليم الفني ونتولاهم، وفقا لتعليمات الوزير.


القارة الأفريقية مهمة جدا.. لماذا لا تفكرون في إنشاء مراكز تعليمية أو فروع للجامعة في بعض دول القارة في إطار دعم البحث العلمي وتنمية المجتمع؟

بالفعل بدأنا نفكر في الانتشار الخارجي، فأنشأنا لأول مرة مكتبا للاتجاه الدولي العام الجاري، وهدفه يدور في كيفية انتشار الجامعة خارج مصر باجتذاب طلبة وأعضاء هيئة تدريس، فهناك أساتذة إنجليز في معظم الكليات، ونائب رئيس الجامعة للتعليم إنجليزي، ومسجل الجامعة إنجليزي.

في كل كلية هناك مساعد لمسجل الجامعة إنجليزي لأننا نضمن جودة التعليم الإنجليزي وجذبنا طلبة من دول الخليج ومن أفريقيا، لأننا نحتل مركزا متقدما في تعليم الجامعات خارج نطاقنا الإقليمي وفي تزايد مستمر والحمدلله.


ألم تطلب منكم وزارة التربية والتعليم التعاون بشأن منظومة التعليم الجديدة؟

بالفعل سنبدأ مع وزارة التربية والتعليم في تأهيل المعلمين في المنظومة الجديدة، وهي عبارة عن خدمة نقدمها للمجتمع، وسننطلق بتدريب مجموعة منتقاة من المعلمين نمنحهم جودة التعليم مثل حُسن المعاملة ومهارات التواصل وهذه برامج نمتاز بها في الجامعة.


هل نرى تعاونًا بينكم وبين جامعة الأزهر؟

جامعة الأزهر جامعة عريقة وكبيرة جدا ولا يمكن مقارنتها بجامعة حديثة وصغيرة، لكن نحن نفتح ذراعينا للتعاون ولكن صورة التعاون لم تكتمل بعد وسندرس إمكانية التعاون مع جامعة الأزهر.


ما رأيك في التعليم الحكومي في الجامعات الرسمية؟

في التعليم الحكومي لا يوجد ضابط لأعداد الطلاب وهذا مخالف لمعايير الجودة، أما التعليم الخاص والأهلي فمنضبط بعدد الطلبة، الكوتة تحدد وفقا للإمكانيات المادية والمالية، لأنها محكومة بقواعد الجامعات الأهلية والخاصة، ونحن سعداء بهذه الضوابط لأنها تحكمني وتضمن جودة التعليم التي تحافظ عليه.


هل هناك فرق بين الجامعات الأهلية والخاصة؟

الجامعات الأهلية والخاصة يجمعهما قانون واحد ومجلس واحد اسمه مجلس الجامعات الخاصة والأهلية، وكلها لا تهدف للربح وفقا للقانون، أما الفرق بين الاثنتين فهو أن الجامعات الأهلية لا تهدف إلى الربح ، وليس لها أسهم توزع على مساهمين بل يعاد ضخ أموالها مرة أخرى، والنموذج الموجود الآن أن الجامعات الحكومية تنشأ من باطنها الجامعات الأهلية.


ما نصيب الجامعات الخاصة والحكومية من طلاب الثانوية العامة؟

نصيب الجامعات الأهلية والخاصة لا يتجاوز 7% من عدد الطلاب، ولكن التوسع مطلوب، لأن عدد الجامعات الخاصة والأهلية الآن تجاوز 25 جامعة خاصة وأهلية، وهي تماثل الآن عدد الجامعات الحكومية والذي لا يتعدى 25 جامعة تقريبا.


ما رأيك في القول السائد إن التعليم الخاص بالمال ولا ينظر إلى الجودة.. فهل هذا موجود بالفعل؟

نعم موجود في بعض الجامعات الخاصة، ولا بد من تصحيح الجودة والمراقبة والسمعة في تلك الجامعات، فهناك جامعة سمعتها طيبة وتقدم خدمة ملحوظة ومتميزة، والطالب عندما يتقدم يبحث أولا عن الجامعة وسمعتها وجودتها وقدرتها على التأهيل لسوق العمل.


ما يميز الجامعة البريطانية عن غيرها من الجامعات الخاصة؟

لدينا مميزات كثيرة جدا، منها مثلا أن من ضمن البرامج الدراسية بالجامعة، مقررًا خاصًا بإمكانية التوصيف وتأهيل الطلاب لسوق العمل وهذا تم جلبه من الشراكة الأجنبية لأن الشريك الأجنبي لديه ما يحقق أفضل معدل توظيفي ، وجامعة لندن أفضل جامعة العام الحالي.