السبت 23 نوفمبر 2024

أخبار

«التويجري» يثمن دور مصر في دعم وتطور الثقافة الإسلامية ومكافحة الإرهاب

  • 2-11-2018 | 14:44

طباعة

 أكد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبد العزيز التويجري، أن مصر لها دورٌ بالغ الأهمية، في تطور الثقافة العربية الإسلامية وازدهارها وإغنائها وانتشارها، فهي دولة رائدة في اليقظة الفكرية والعلمية، والنهضة الأدبية والثقافية خلال القرن التاسع عشر، وطوال النصف الأول من القرن العشرين.

وثمن التويجري - في تصريحات له على هامش زيارته لأذربيجان - جهود مصر في مكافحة الإرهاب، وكشف عن أن الدورة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة التي تستضيفها البحرين في نوفمبر الجاري، ستدرس وثيقة خاصة بمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه.

وقال إنه تلقى دعوة قبل أيام من الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، للمشاركة في المؤتمر العام التاسع والعشرين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الذي سيعقد في شهر يناير المقبل، حول موضوع (بناء الشخصية الوطنية وأثره في تقدم الدول والحفاظ على هويتها)، موضحا أنه سيلبي الدعوة.

وأشار التويجري إلى أن الإيسيسكو ستشارك بفاعلية في تنفيذ قرار المؤتمر الإسلامي التاسع لوزراء الثقافة المنعقد في مسقط سنة 2015، والذي قرّر الاحتفال بالقاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2020 عن المنطقة العربية، موضحا أن مشاركة الإيسيسكو في هذه الاحتفالية المقبلة ستكون من خلال تنفيذ أنشطة ثقافية عديدة، وذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة الثقافة في مصر.

وأوضح أن المنظمة كانت احتفلت من قبل بالإسكندرية عاصمة للثقافة الإسلامية عن المنطقة العربية لسنة 2008، كما تشارك الإيسيسكو في المؤتمر العام السنوي للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وفي المؤتمرات والنـدوات الدولية التي ينظمها الأزهر الشريف، وتقـدم الرؤيـة الحضارية للعالم الإسلامي إلى قضايا العصر التي تـتناولها هـذه المؤتمرات.

وأشاد المدير العام للمنظمة بالدور الهام الذي تقوم به وكالة أنباء الشرق الأوسط في خدمة القضايا العربية والإسلامية وتعاونها الوثيق مع الإيسيسكو ومركز الإعلام والاتصال بالمنظمة الذي يدخل ضمن اختصاصه إنجاز التغطية الصحفية الشاملة لأنشطة الإيسيسكو، باللغات الثـلاث العربية والإنجليزية والفرنسية، وتوزيعها على وكالات الأنبـاء والصحف داخل العالم الإسلامي وخارجه، بحيث تصل أخبار الإيسيسكو، وفي قالب مهني احترافي، إلى الآفاق البعيدة.

وأشاد التويجري بقرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الذي اعتبر أن الإساءة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم لا تندرج ضمن حرية التعبير، داعياً الدول الإسلامية إلى التعاون في تطبيق القرار ونشر مقتضياته، موضحا أن هذا القرار هو ما كانت الإيسيسكو تطالب به وتدعو إليه طيلة السنوات الماضية، لأن حرية التعبير يجب ألا تكون حرية للتشهير، والإساءة للمقدسات والرموز الدينية.

وفي رده على سؤال عن استراتيجية عمل الإيسيسكو، قال التويجري إن للإيسيسكو أربع استراتيجيات ثقافية متخصصة، تستند جميعُها إلى (الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي)، التي هي القاعدة المرجعية الرئيسَة للعمل الثقافي الإسلامي، والتي اعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي السادس المنعقد في داكار سنة 1991، وصادق على تجديدها المؤتمر الإسلامي الثقافي الرابع المنعقد في الجزائر سنة 2004، وهي : (استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي)، و(استراتيجية التكافل الثقافي في العالم الإسلامي)، و(استراتيجية تنمية السياحة الثقافية في العالم الإسلامي)، إضافة إلى (الإعلان الإسلامي حول التنوع الثقافي)، و(خطة عمل حول تجديد السياسات الثقافية في العالم الإسلامي)، وترسم هذه الاستراتيجيات، مع الإعلان وخطة العمل، الخطوط العريضة لآليات تفعيل التبادل الثقافي داخل العالم الإسلامي وخارجه.

وفي سياق أخر، أكد التويجري أن الإيسيسكو تتابع الأوضاع الصعبة في الأراضي الفلسطينية المحتلة باهتمام بالغ، وتقدم الدعم للمؤسسات الثقافية والتربوية في القدس الشريف، وفي مختلف الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت نير الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالتعاون والتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، التي يوجد مقرها في رام الله، وتدين الإيسيسكو، في بياناتها التي تصدرها، الاعتداءات الإسرائيلية على التراث العربي الإسلامي في فلسطين، والحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي للحرم المقدسي.

وقال إن الدورة الاستثنائية للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة ستدرس أيضاً الوثيقة الخاصة بالانتهاكات الإسرائيلية للمقدسات الإسلامية والمسيحية، والمآثر التاريخية في القدس الشريف، لافتا إلى أن المؤتمر سيصدر توصياته بشأن هذه القضايا ليتم اعتمادها في الدورة العادية للمؤتمر التي ستعقد العام المقبل في العاصمة التونسية.

وقال التويجري إن الوضع اليوم في العالم كله غير مستقر، فهناك الكثير من الصراعات والتوترات، والعالم الإسلامي في قلب هذه الأحداث كلها، ويتعرض بالطبع إلى تشويهات كثيرة، وإلى حملات مغرضة تمس الحضارة الإسلامية والتاريخ الإسلامي والقرآن الكريم والنبي محمد صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أن المنظمة حريصة على التفاعل مع أحداث العالم إيجابيا فيما يخصنا ويحقق لنا المنافع ويدرأ عنا المفاسد، وفي الوقت نفسه التصدي للهجمات التي تستهدف الإسلام دينا وإنسانا وحضارة ومصالح.

وحول واقع التراث الحضاري في العالم الإسلامي، قال التويجري "مع الأسف الشديد في كثير من دول العالم الإسلامي هناك إهمال كبير للتراث الإسلامي المادي واللامادي، بحيث أن هناك دولا محدودة هي التي لديها مشروعات للمحافظة على هذا التراث وصيانته والتعريف به والاستفادة من مضامينه، في حين أن عددا كبيرا من الدول لا تقدِّر هذه الثروة الحضارية المهمة، وقد يكون ذلك بسبب عدم قدرتها اقتصاديا وماليا على توفير الوسائل والمؤسسات التي تعنى بالتراث وتحافظ عليه".

وكشف التويجري أن الإيسيسكو لديها عدة برامج في مجال المحافظة على التراث، منها اللجنة الإسلامية للتراث الإسلامي الحضاري التي تقدم إليها مشروعات ومقترحات من الدول الأعضاء لتسجيل معالمها الحضارية والتاريخية في لائحة التراث الإسلامي، ومنها برامج تعنى بالتراث وتوثيقه، وتدريب العاملين في مجال المحافظة عليه، خاصة المخطوطات والمعالم العمرانية.


    الاكثر قراءة