الثلاثاء 4 يونيو 2024

حصاد اليوم لمنتدى شباب العالم.. السيسي يطلق المؤتمر ويطالب بإدانة دولية لجرائم داعش والتنظيمات الإرهابية.. ويفتتح النصب التذكارى لإحياء الإنسانية بشرم الشيخ

تحقيقات3-11-2018 | 23:20

أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء اليوم، النسخة الثانية من منتدى شباب العالم في شرم الشيخ والذي تستمر فعالياته حتى الثلاثاء 6 نوفمبر، وذلك بمشاركة 5 آلاف شاب ممثلين لـ 145 دولة، بحضور السيدة انتصار السيسي قرينة الرئيس، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن وعدد كبير من الوزراء وكبار رجال الدولة.

وتتناول جلسات المنتدى عدة محاور رئيسية وهي السلام والتطوير والإبداع وتناقش قضايا الأمن المائي ودور قادة العالم في بناء واستدامة السلام والتعاون الأورومتوسطى ودور القوة الناعمة في مواجهة التطرف والإرهاب وأجندة إفريقيا 2063، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة والعمل التطوعي وبناء قادة المستقبل.

وفي بداية كلمته طالب الرئيس السيسي، العالم بإدانة جرائم داعش، مؤكدًا انها أول توصياته في المنتدى في ظل رفض شعب مصر لجرائم داعش والتنظيمات الإرهابية ووقوفه في وجهها، مضيفا أن 30 مليون مصري ومصرية قالوا لا للتمييز الديني والفاشية.

وردد المشاركون في المنتدى هتافات للرئيس السيسي، قائلين: "بنحبك يا ريس"، فيما أجابهم الرئيس في مستهل كلمته في افتتاح المنتدى: "وإحنا بنحبكم كلكم".

كما وجه الرئيس رسالة خاصة للفتاة الأيزيدية نادية مراد، مؤكدا أن مصر ترفض التمييز والعنصرية، مضيفا أن مصر ستطالب العالم بالاعتراف بالجريمة التي ارتكبها تنظيم داعش وكل التنظيمات المتطرفة، وأن مصر ستكون أول من يرفض التطرف والتمييز والعنصرية كما رفضناه سابقاً.

وقال "من أجل عالم مفعم بالأمل ومن أجل الحلم الأعظم لكل البشر بلا صراعات أو نزاعات وعالم بلا فقر أو جهل أو مرض .. من هنا من أرض السلام والمحبة .. من شرم الشيخ .. أعلن افتتاح منتدى شباب العالم".

نقطة تلاق

وعرضت الجلسة الافتتاحية فيلما تسجيليا، بعنوان "نقطة تلاقي"، والذي استعرض المناطق الأثرية الدينية بمصر فى سيناء بدء من عهد القدماء المصريين وبعدها حقبة سيدنا موسى ثم رحلة العائلة المقدسة، وبعدها مرحلة الفتح الإسلامي، حتى حرب 1973 والتى أظهر خلالها عرب سيناء بطولة وتضحيات كبيرة، كما  تضمن الفيلم، لقاءات للفنانة ريم مصطفى بأهالي النوبة فى أسوان، وأهالي واحة سيوة، واستعرض للعادات والتقاليد هناك وتاريخ بعض المعابد كمعبد فيلة.

وفي كلمتها، وجهت الفتاة الإيزيدية نادية مراد الهاربة من جحيم داعش، الشكر للرئيس السيسي، لدعمه لها ولرسالتها التي تجلت في استقباله لها في العام 2015، كما أدانت الهجوم الإرهابى الذى استهدف حافلة للأقباط فى محافظة المنيا، موضحة أن الشرق الاوسط وشمال إفريقيا يمران بأزمات كثيرة ذهب ضحيتها الملايين من الناس الذين يعانون الاضطهاد والتميز الدينى والمذهبى.

وتطرقت إلى الجرائم الإرهابية التي نفذها تنظيم داعش من عمليات قتل ونهب للممتلكات، مؤكدة أنه يجب إجراء محاكمات لهؤلاء الإرهابيين، وهي كلمات أثارت تعاطف الرئيس السيسي، وأكد في رده عليها أن مصر ستكون أول من يرفض التطرف والتمييز والعنصرية.

شوارع مصرية

واستعرض محمد خيرت، مؤسس موقع شوارع مصرية، تجربته في إنشاء موقع خاص لأخبار مصر رغم معيشته في أستراليا إلا أن ذلك لم يمنعه من متابعة شئون بلاده وإلقاء الضوء على الأحداث بها، وأهمية مواقع التواصل الاجتماعى فى التواصل والتعاطى مع الآخر, مضيفا أن مؤسسة "فوربس" اختارته ضمن أفضل 30 شخصية فى مجال الإعلام .

وتتناول جلسات المنتدى عدة محاور رئيسية وهي السلام والتطوير والإبداع وتناقش قضايا الأمن المائي ودور قادة العالم في بناء واستدامة السلام والتعاون الأورومتوسطى ودور القوة الناعمة في مواجهة التطرف والإرهاب وأجندة إفريقيا 2063، وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة والعمل التطوعي وبناء قادة المستقبل.

مبعوث الأمم المتحدة تعبر عن تقديرها لجهد الرئيس

وقالت مبعوثة الأمم المتحدة للشباب جاياتما فيكراماناياكي إنها سعيدة بالمشاركة في المنتدى وأن الموضوعات المطروحة فيه في غاية الأهمية، معبرة عن تقديرها الشديد لجهد الرئيس عبد الفتاح السيسي لإيجاد منصة جامعة لشباب العالم.

وأضافت أن عالمنا اليوم هو عالم شاب، حيث أن 62% من السكان في مصر من الشباب، لافتة إلى أنه يجب أن نهتم بالإبداع في مجتمعاتنا، وأن نسرع من وتيرة التنمية.

فيما قال المهندس هاني ميلاد حنا نجل المؤرخ الدكتور ميلاد حنا، صاحب كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية إن والده استشرف المستقبل بقراءته الدقيقة للواقع، وأنه احتفظ  بحكمتين أسفل زجاج مكتبه الأولى "يظل المرء عالما طالما طلب العلم"، والثانية "يا ربي أعطني العزم لتغيير ما أحتاج تغييره".

وأشار إلى أن والده لطالما كان مهتمًا بربط أواصر مصر بالقارة الإفريقية، مؤكدا أنه شعر بالفخر لاختيار أيقونة المنتدى من كتاب والده الأعمدة السبع للشخصية المصرية.

افتتاح النصب التذكاري

كما افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، النصب التذكارى لإحياء الإنسانية بشرم الشيخ،  عقب انتهاء حفل الافتتاح، قائلا إن الشباب المصرى ممتلئ بالحماسة والوعى وتأصلت فيه شخصية وطنه بالأعمدة السبعة للحضارة، والتى شكلت وجدانه وصاغت رؤيته الإنسانية وصنعت بداخله نقطة تلاقى للحضارات والثقافات والأديان، وأصبح الرقم الأهم فى معركة بناء الوطن التى نخوضها فى معركة طالت الإقليم ومصر.

وأضاف أنه "بينما تعصف هذه التحديات بدول وحضارات حولنا استطاع شباب أمتنا مجابهة التحديات وواجهوا الإرهاب بالفن والثقافة قبل السلاح، وشرعوا فى بناء الوطن واثقة خطواتهم ومتسارعة، وأقول بصوت الحق والحقيقة إن أمتنا قد صاغت خلال السنوات القليلة رؤية جديدة قائمة على العودة للأصول الإنسانية ومبادئ الحضارة وتسعى لاستبدال أطروحات الصدام الحضارى بالحوار، وترسخ لفكرة الاختلافات الثقافية واحتوائها بدلا من محاولات فرض الرؤى والأيدلوجيات بالقوة".

وأضاف، كانت هذه الرؤية نابعة من الثراء الحضارى المكونة للشخصية المصرية بأبعادها السبعة، فمصر الفرعونية التى كانت مبدأ الحضارة والتاريخ اكتسبت أبعاد مكانية ثلاثة ترتبط بامتدادها الإفريقى والآسيوى والمتوسطى، ثم تطورت بامتزاجها بالأبعاد الحضارية اليونانية والرومانية والقبطية والعربية والإسلامية.

وأوضح أنه أصبحت مصر هى الرقم الصحيح فى المعادلة الدولية والإقليمية الساعية لإيجاد حلول واعية لهذه الصراعات، والقادرة على زيادة الرقعة المشتركة التى ستجمع الفرقاء من أجل عالم أكثر سلامًا واستقرارًا ينعم بالمحبة والتآخى ويستعيد إنسانيته المفقودة.

وخاطب السيسي شباب العالم المجتمع فى أرض الكنانة، قائلا "أدعوكم للحوار الجاد والبناء على مدار فعاليات هذا المنتدى، وأرجو أن تجنحوا بأحلامكم إلى آفاق الإبداع وأن تعقدوا العزم على إنفاذ إرادتكم مخلصين لها ولو كره الكارهون.. ابدعوا بعقولكم وأحبوا الحياة بقلوبكم وانطلقوا نحو الغد الذى سيليق بكم.. اجعلوا اختلاف أديانكم وألوانكم وأجناسكم قيمة مضافة لحلمكم وثراء لمستقبلكم ولا تتفرقوا أبدا.. اجعلوا كنزكم فى رحلة إلى المستقبل الواعد المفعم بالسلام والمستقبل والتنمية.. مارسوا بالصدق وآمنوا بتحقيق الحلم، فالأحلام لا تسقط بالتقادم".

فيما شرحت شيماء أبو الخير، مصممة النصب التذكاري لإحياء الإنسانية، للرئيس عبد الفتاح السيسي، وحضور منتدى شباب العالم، فكرة إنشاء النصب التذكاري، لافتة إلى أنه يهدف إلى تقديس الإنسان في كل زمان ومكان، قائلة إنه لا يوجد مكان تتجلى فيه وحدة الإنسانية جذورًا ومصيرًا كأرض سيناء، تلك البقعة التي تجلى فيها الله تعالى للإنسان.