الجمعة 5 يوليو 2024

حصاد اليوم الثاني لمنتدى شباب العالم.. السيسي يشارك في ثلاث جلسات.. ويؤكد: تطوير الخطاب الديني أهم المطالب والحفاظ على الدولة أحد حقوق الإنسان.. ويلتقي وفدا من المشاركين

تحقيقات4-11-2018 | 21:39

انطلقت صباح اليوم جلسات وورش عمل منتدى شباب العالم المنعقد بشرم الشيخ في يومه الثاني، بمشاركة 5 آلاف شاب من مختلف دول العالم، وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وعدد كبير من الوزراء والسياسيين من مختلف أنحاء العالم، حيث شارك الرئيس في فعاليات ثلاث جلسات رئيسية هي دور قادة العالم في بناء واستدامة السلام، وأجندة أفريقيا 2063 وما بعد الحروب والنزاعات المسلحة.


وخلال مشاركته في الجلسة الأولى أكد أنه يجب على الدول المتقدمة مشاركة الدول الأقل حظاً للوصول لحلول للمشاكل العالمية كالبطالة، التي تعد أحد الأسباب الرئيسية لمشكلة الهجرة"، مضيفًا: "التجربة المصرية في التآخي، والعيش المشترك، والمشاركة المجتمعية المتساوية أحد أهم عناصر بناء السلام الاجتماعى".


وأضاف الرئيس السيسى: "الدولة مسئولة عن إنشاء دور العبادة للمواطنين، ولمصر تجربة ناجحة في اعتماد قانون موحد لدور العبادة"، متابعًا: "تصحيح الخطاب الديني أحد أهم المطالب التي تحتاجها مصر والعالم، وأن قانون البناء الموحد الذي يتيح بناء دور العبادة في مصر تأخر 150 عاما، مؤكدا أن المسيحيين في مصر، حقهم على الدولة أن تبني لهم الكنائس.


وأوضح أن رؤية الرئيس الراحل أنور السادات في السلام كانت مبنية على تجربة الصراع وآثاره، فهو اختار هذا التوجه في بناء السلام، الذي كان يعد قبل 50 عاما عملا متفردا في عصره، وفكرة السلام لم تكن مقبولة أو مستساغة في الرأي العام للمنطقة وقتها، لكنها كانت تجربته ورؤيته.


شارك في الجلسة كمتحدثين ناصر بن حمد آل ممثل ملك البحرين للأعمال الخيرية وشئون الشباب، ورئيس المجلس الأعلى للتنمية للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وماجدولين الشارني وزيرة الشباب والرياضة التونسية، وروزماري مبايازي وزيرة الشباب والرياضة في رواندا، وتيجنوار جيتو وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير المعاون للأمم المتحدة الإنمائي، وأحمد رافع الهنداوي الأمين العام للمنظمة العالمية للحركة الكشفية، ونائب وزير التنمية الاجتماعية في كازاخستان بيرك إيرين.


وقال ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل الملك حمد بن عيسى، ملك البحرين، للأعمال الخيرية وشئون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، إنه يعزي مصر وكل محبي السلام بعد الحادث الإرهابي في المنيا الذي لا يترجم إلا الرواية الإرهابية واستخدام دماء الأبرياء للتقرب من الله وهذا الخطأ الكبير الذي يترجمه هؤلاء الإرهابيون".


وأضاف بن خليفة، خلال مشاركته بفعاليات منتدى شباب العالم، المنعقد بشرم الشيخ، أن مصر هي من علم العالم السلام، قائلا: "نحن في بلد لا يحق لنا أن نعلم المصريين معنى السلام والتعايش".


فيما تقدمت ماجدولين الشارني، وزيرة الشباب والرياضة بتونس، بالتحية للرئيس عبد الفتاح السيسي، على دعوته لنظيره التونسي، لحضور منتدى، واستشهدت بحديث الرئيس السيسي، خلال ختام منتدى شباب العالم بشرم الشيخ العام الماضي، قائلة " بناء السلام لا يتأتى إلا بإرساء ثقافة السلام.



أفريقيا 2063


أما الجلسة الرئيسية الثانية التي شارك فيها الرئيس كانت أجندة أفريقيا 2063، شدد الرئيس على أهمية حوكمة الإجراءات في القارة الأفريقية بما فيها دولة مصر، قائلا: "إن حوكمة الإجراءات التي نتحدث عنها هي حوكمة الفكرة والرؤية التي يتم طرحها، وإننا في مصر لدينا برنامج نسعى من خلاله لبناء قواعد بيانات حقيقية للدولة المصرية، ولدينا 100 مليون نسمة وليس من السهل عمل قواعد متكاملة لكل ما يحدث في بلدنا ونبذل جهدا ضخما جدا بشأن ذلك".


وتطرق السيسي إلى الفساد الذي يعد أحد التحديات التي تواجه القارة الأفريقية، قائلا: "إن الفساد يعد إحدى النقاط المهمة لنا جميعا كعالم ولنا خاصة في أفريقيا"، مشيرا إلى أن أحد الانطباعات السلبية المأخوذة على القارة الأفريقية هي إجراءاتها في مكافحة الفساد والتي تكون دون المستوى، إن كان هناك إجراءات من الأساس.


وأضاف: "أنا لم أتكلم عن الأجندة لأنها إستراتيجية مبنية على أسس بين التحديات والإمكانيات الموجودة في القارة، فهناك تحديات القارة من جانب، ومقدرات القارة على جانب آخر، ولكن هناك تفاصيل صغيرة تحتاج منا كأفارقة وكشباب أفريقي أن نعلم أن بهذه الخطوات المهمة سنستطيع أن نصل قبل 2063 إلى شكل ومضمون يحقق أمانيكم".


وأوضح السيسي أنه يتألم لكل شاب وفتاة وطفل يعبرون البحر المتوسط أملا في غد أفضل، مضيفا أن مصر لم يخرج منذ سبتمبر 2016 ولم نسمح لأي مواطن أو قارب واحد أن يخرج من الأراضي المصرية في اتجاه أوروبا وذلك عندما استطعنا أن نحقق حجما مناسبا من الاستقرار والأمن للمواطنين.


وقال السيسي متسائلا: "هل لدينا معسكرات للضيوف ومش هقول اللاجئين؟؟، لا ليس لدينا معسكرات للضيوف، وأنا أقول للضيف الألماني الموجود معنا من فضلك انزل وسنريك الشوارع المتواجد بها جنسيات تعمل في مصر كأنها مصرية 100%، شوارع بالكامل موجودة بها جنسيات تبيع وتشتري وتعيش بيننا، ولا يوجد لدينا معسكر واحد لهم.


وأضاف: "أنا أقول هذا الكلام، لأننا دفعنا بالفعل ثمن هذا المنع ؛ ليكون عندنا مواطنون في مصر ولا يكونون عرضة للضياع في البحر"، مضيفا أنه "يهمنا استقرار أوروبا؛ لأن استقرارها من استقرارنا وأمنها من أمننا.. ونريد دائما أن تكون نظرتنا متبادلة بهذه الطريقة، لأن المصلحة المشتركة هي استقرارنا وأمننا مع بعض".


وتابع السيسي: "وأقول لكل إنسان وإنسانة أفريقية لا تفقد أبدا حلمك، احلم ولكن اجرِ على حلمك، ولابد أن تكون متأكدا من أن حلمك سيكلل بالنجاح طالما هناك إرادة وعزم وجهد يتم عمله وهي مسألة وقت".


فيما أشاد الكاتب والإعلامي الجنوب أفريقي فيكتور كجنومويسوانا بالاهتمام الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالشباب في مصر وحرصه على التواصل معهم من جهة، وتعزيز تواصلهم مع الشباب من مختلف دول العالم من جهة أخرى، قائلا: "ليس كل قادة أفريقيا يتواصلون مع الشباب كما يفعل سيادتكم، إنه أمر يستحق الإشادة منا جميعا"، الأمر الذي لاقى ترحيبا واسعا من الحضور في القاعة الرئيسية للمنتدى.


وأضاف: "نقدر دور مصر والرئيس السيسي في دعم أفريقيا والاهتمام بدمج الشباب المصري مع الشباب الأفريقي"، مضيفا أن مصر تحرص بشكل مستمر على مناقشة مستقبل أفريقيا مع الشباب المهتم بشئون القارة سواء كانوا أفارقة أو من القارات الأخرى.


وأشاد كجنومويسوانا بالاهتمام الخاص الذي تبديه مصر بأجندة أفريقيا 2063، وتعاونها مع مختلف الدول لتحقيق أهداف هذه الأجندة التي من شأنها تغيير وجه أفريقيا، كما أبدى كجنومويسانا والمتحدثون بالجلسة تطلعهم للدور الذي ستلعبه مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الأفريقي بدءا من يناير المقبل.


وقال وزير الخارجية سامح شكري إن تمكين الشباب الأفريقي يعد أمرا شديد الأهمية، لأن الشباب هم من سيغيرون وجه أفريقيا، مضيفا أن أجندة 2063" هي عمل طموح من الاتحاد الأفريقي قائم على إيماننا بحقيقة أن أفريقيا لديها من الموارد والطاقات ما يمكنها من تنفيذ هذا العمل الطموح.


وأوضح أن أحد أهم محاور هذه الأجندة هو تمكين الشباب من خلال إيجاد برامج التدريب وتزويدهم بالعلم وإشراكهم في مثل هذه المنتديات والمؤتمرات؛ ليكونوا مؤهلين لتنفيذ أجندة 2063 بما يحقق لأفريقيا التنمية المستدامة والقضاء بشكل نهائي على الفقر في القارة.


أكد شكري التزام مصر الكامل بدعم تنفيذ أجندة 2063 في شتى المجالات، ولاسيما ما يتصل بها من مشروعات بنية تحتية رائدة تستهدف تحقيق الاندماج والتكامل الأفريقي، مشيراً إلى أن أجندة ٢٠٦٣ هي رؤية أفريقية خالصة وطموح ومحددة زمنياً لتحقيق انطلاقة حقيقية للقارة.


 


جلسة ما بعد الحروب


وشارك الرئيس في الجلسة الرئيسية الثالثة بالمنتدى، التي كانت تحت عنوان ما بعد الحروب والنزاعات المسلحة، فقال إن الدولة بذلت جهدا غير مسبوق خلال الخمسة أعوام الماضية حتى استقرت اقتصاديًا وأمنيًا بشكل كبير، مشيرًا إلى أنه يسعى للوصول بالدولة إلي حالها قبل سنة 2011.


أكد السيسي أن التكاليف الأخلاقية التي دفعتها الدول من أجل التغيير "باهظة جدا"، وأكثر بكثير من المتوقع، مضيفا: "أنه لا يتناول مسألة النزاعات من منظور سياسي، بل من منطلق تجربة مصرية يشهد لها الجميع، محذرا من الانتحار القومي، موضحا أن قوة حشد الشباب لتغيير الأمر بالقوة يخرج عن السيطرة".


وأضاف: "أن أقل التقديرات الإصلاحية المقدمة عن إعادة إعمار سوريا تصل إلى 300 مليار دولار وأقصى تقدير تريليون دولار، مؤكدًا أن الحكومة لا تستطيع مواجهة ذلك التحدي الكبير، مؤكدا أن الحفاظ على الدول هو حق من حقوق الإنسان وأننا في حاجة لتعلم مقومات الدول والحفاظ عليها واستمرارها.


ومن جانبه، قال ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة لدى سوريا، إن هناك نقاشات بشأن النزاع الحالي في سوريا لمحاولة حله، لافتا إلى أن هناك العديد من القوى تشارك في حل هذا النزاع، مضيفا أن هناك خمس دول لديها وجود ونشاط عسكري داخل سوريا بالإضافة إلى وجود تنظيم داعش.


وأوضح أن كل هذه الأمور جعلت الوضع على أرض سوريا معقدا للغاية وانتشرت معها حالة عدم الاستقرار، لافتا إلى أن الطائر الأسود "الإرهاب" هو من يستغل كل هذه الأمور.


 


جلسة القوى الناعمة


وعقد المنتدى جلسة تناولت أهمية القوة الناعمة في مواجهة التطرّف الفكري، حيث قالت الوزيرة شامة المزروعي وزيرة الدولة لشئون الشباب بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن القوة الناعمة لها وجود متعدد مثل إيفاد الشباب العربي في بعثات خارجية لتعلم المعارف الحديثة، أو حصولهم على فرص عمل في الخارج وتصقل مواهبهم، مضيفة أن دولة الإمارات لها مبادرة في دعم المرأة والشباب وترجمتها إلى إجراءات عملية على أرض الواقع، مع تفهم التحديات التي تواجههم ليس فقط في مقاعد الدراسة وإنما أيضا في سوق العمل.


وأكدت إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة أن القوة الداعمة هي حرب إبداعية، وهي أهم عناصر القوة الشاملة للدولة، وتسهم في تنوير وتفعيل الشباب، كما أكدت أن مصر كانت دائما قوية بقوتها الناعمة، وهي مرت بأوقات صعبة في تاريخها الحديث وكان الفن والإبداع خلالها قويا لدعم المجتمع، مضيفة أن الشباب لم يعد بحاجة إلى الكلام والعبارات الإنشائية، ولكن يتم تقديم الفعل عن طريق ندوات وورش عمل وأعمال فنية تخاطب وجدانهم وعقولهم.


وقال العميد خالد عكاشة، الخبير الأمني، إنه يحب أن ندعم القوة الصلبة حيث إننا نخوض حربا من جانب تنظيمات إرهابية أصبحت أكثر قوة، داعيا وزارة الثقافة لأن تحتل المواقع والعقول بدلا من أن يحتلها آخرون.


 

جولة قرينة الرئيس


وأجرت السيدة انتصار السيسي قرينة الرئيس عبدالفتاح السيسي، جولة ظهر اليوم الأحد، في أروقة منتدى شباب العالم بشرم الشيخ، تفقدت خلالها الأجنحة المختلفة للمبادرات الشبابية التي تعرض تجاربها خلال المنتدى.


واستمعت السيدة الأولى إلى شرح مفصل من الدكتورة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي، إلى جانب الشباب أصحاب المبادرات التي تنوعت بين ريادة الأعمال وتمكين الفتيات وذوي القدرات الخاصة وغيرها من المبادرات الثرية والمتنوعة.



جلسة "نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية"


فيما عقدت أيضا جلسة نموذج محاكاة القمة العربية الأفريقية بمشاركة ممثلين لمصر والجامعة العربية ولكافة الدول الأفريقية، حيث قال ممثل مصر في كلمته أمام الجلسة إن قمتنا اليوم تهدف إلى ترسيخ العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية والأمنية بين الدول العربية والأفريقية وهذا الهدف في مقدمة جدول أعمال قمتنا التي تهدف أيضا إلى مواجهة التحديات المختلفة المشتركة والعمل على تنفيذ أجندة 2063 ومواجهة التحديات التي تواجه القارة.


وأضاف أنه على رأسها مكافحة الفساد وتحقيق السلام وحل المنازعات ومواجهة الاٍرهاب والعمل معا لتعزيز التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي العربي، والاستثمار في الشباب وتنميتهم في جميع المجالات، وإعدادهم لمواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية التي تستدعي التكاتف وبناء قدراتهم لتحديث مجتمعاتهم، فيما شهدت القمة كلمات من كل المشاركين وممثلي الدول الأفريقية.


 


لقاء السيسي ومجموعة من الشباب


وعقب اختتام فعاليات الجلسات وورش العمل، من المقرر أن يلتقي الرئيس مساء اليوم، مجموعة من الشباب من مصر والخارج المشاركين في منتدى شباب العالم.