الأحد 24 نوفمبر 2024

تحقيقات

السيسي: لا يمكن لأحد أن يفرض على المصريين مسارا لا يرغبون فيه.. والإرادة الشعبية هي الفيصل

  • 6-11-2018 | 14:15

طباعة

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الثلاثاء أنه لا يمكن لأحد أن يفرض على المصريين مسارا لا يرغبون فيه لأن الإرادة الشعبية هي الفيصل.. قائلا : "إنه لم يكن في مصر سوى إرادة الشعب المصري في 2011 و2013 "..لافتا إلى أن التحديات التي تواجهها مصر كبيرة جدا وتتطلب التكاتف والبعد عن الانقسام.

وقال السيسي ، خلال لقاء مع الصحافة الأجنبية على هامش منتدى شباب العالم الذي يختتم أعماله اليوم الثلاثاء في شرم الشيخ ، "إن أية دولة تعطي مصيرها للمجهول لا تنتظر سوى الضياع وحتى في حالة عدم قبول الأوضاع"..مضيفا : "إن التغيير للأفضل يخضع لتجربة مرت بها مصر التي كانت على المحك ولكن الله حفظها وبالتالي لا يجب أن نخوض تجربة أخرى تؤدي إلى ضياع البلاد".

ودعا كل الدول العربية إلى ضرورة أن تحافظ على بلادها..قائلا : "إن إعادة الإعمار يحتاج إلى إمكانات وربما ليبيا لديها إمكانات، أما سوريا واليمن تحتاجان إلى برنامج كبير".

وأعرب السيسي عن تمنياته بأن يناقش الإعلام المصري وشبكات التواصل الكلام الذي يقوله ليجري بشأنه نقاش مجتمعي ليس ليكون هناك صوت واحد وإنما لأنه صوت واع وأمين ومخلص وشريف ويريد زيادة وعي كل شباب وشعب مصر ليدرك قضاياه ومسار حلها .. مؤكدا أن المهنية في الإعلام تتطلب مزيدا من العمق والحديث مع عناصر لها الخبرة الكافية بالمواضيع التي تتحدث عنها والحل لا يكون أبدا بتغيير القيادة والوقوع في يد جماعات تتجه بالبلاد لإقامة دولة دينية تتصف بالتمييز وعدم التكاتف مع الآخرين.

ودعا الإعلام المصري والخارجي إلى النظر في حجم الإنتاج والتصدير وزيادة السكان ومقارنتها بزيادة الإنتاج عند الحديث عن زيادة الأسعار .. قائلا :"في حالتنا طبيعي أن تكون هناك أزمة أو زيادة في الأسعار في ظل الأوضاع الراهنة".

وأشار السيسي إلى أن تطوير النقل يحتاج أموالا طائلة .. لافتا إلى أن تطوير الخط الأول للمترو يحتاج 30 مليار جنيه..قائلا : "إن إقامة المشروعات يتم باللجوء إلى قروض وسعر الخدمة ليس اقتصادياً وبالتالي لا يحقق ربحا أو يغطي تكاليفه مثلما هو الحال في الدول الغربية بالتالي طبيعة المشكلات تختلف".

وشدد على أن حل المسائل يتم بمواجهة التحديات بشكل حقيقي وأمين..موضحا أنه طرح عليه افتتاح خط مترو أنفاق مصر الجديدة منذ 8 شهور ولكنه رفض لأن تكلفة التذكرة غير اقتصادية مما يضر بالخط لأن تكلفة التذكرة ضعف السعر الحالي.


ولفت إلى أن المعارضة تهدف فقط إلى الوصول للسلطة وعندما تتولي السلطة تفاجئ بحجم المشكلات..قائلا : "لا أريد صوتا مؤيدا لي ، وإنما أريد الصوت المؤيد لمصر وأمنها واستقرارها من خلال دراسة الإعلام للملفات بصورة مستفيضة وهذا أمر لا يتوافر حاليا وكنت أرى الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل هو فقط الذي يتناول موضوعاته بعمق شديد".


وقال السيسي : "إن هناك توصيفا غير حقيقي للوضع في بلادنا وهناك تصوير خاطئ من أن الحل ربما يمكن أن يتم باستخدام العنف واستخدام العنف ضد الدولة لإقامة ما يسموه دولة الخلافة وهذا أمر غير سليم"..لافتا إلى أن الإرهاب ينشط عندما تضعف أجهزة الدولة الوطنية وهذه الأعمال تستخدم لتحقيق أهداف سياسية.

ولفت إلى أن انضمام عناصر من الشباب للجماعات الإرهابية في العالم حالة موجودة حذرت منها مصر علما بأن الإرهاب يمس العالم وأمنه وإذا لم تتكاتف الدول في مواجهته ولكن وقتها كان للإرهاب تأثير محلي فقط ، والدول التي وقعت فيها أزمات أصبحت حضانات لتوالد مزيد من العناصر والجماعات الإرهابية.

وشدد مجددا على أن الخطاب الديني يحتاج تصويبا حتى لا يتم استغلاله في جذب شباب للتطرف والإرهاب .. قائلا : "لقد قلنا في الأمم المتحدة أنه يجب العمل على وقف استغلال شبكات التواصل الاجتماعي في جذب مزيد من الشباب للتطرف والإرهاب والأمر لا يقتصر على المنطقة العربية فقط".

وحول منتدى الشباب العالمي المنعقد في شرم الشيخ ..قال السيسي : إن منتدي الشباب الدولي يقام سنويا ولكننا نعقد مؤتمرات داخلية للشباب كل شهر ونصف لنتحاور مع الشباب كي يدركوا حجم مشاكلنا ، والإعلام المصري لا يتحدث عن أن الزيادة السكانية هي أحد أسباب مشاكلنا الراهنة..موضحا أن الدستور في مصر تم صياغته بإرادة من المصريين وتم وضع الآليات والقوانين في إطاره.

ودعا الإعلام إلى مناقشة قضية التعليم في مصر بشكل علمي وموضوعي متكامل لكي يتم تحقيق الأهداف المرجوة..قائلا : "إن ما حدث في مصر خلال السنوات الـ7 سنوات الماضية أثر على منظومة أداء الدولة المصرية وأجهزتها وبالتالي فإن تناول المراقبين لنا يتم بعينهم هم وإمكانتهم وليس بأعيننا أو إمكاناتنا وظروفنا"..مطالبا الإعلام للقيام بدوره في توعية المصريين بأسباب التراجع في الـ40 عاما الماضية حتى لا يترك الساحة لدور سلبي لوسائل التواصل الاجتماعي.

وقال : إن إصلاح التعليم يهدف لإنشاء شخصية مصرية متوازنة تقبل بالاختلاف والتنوع وهذا يتطلب بعض الوقت عبر العديد من البرامج وإذا لم نصلح التعليم والخطاب الديني ستظل هناك فجوة ثقافية أو حضارية ونقوم بخطوات في التعليم والثقافة تواكب الإجراءات الأمنية ونجحنا في تحقيق قدر مناسب من الاستقرار وزيادة وعي الناس بأسباب مشاكلنا ومنع انجراف البعض للتطرف والإرهاب وحدث تطور في تركيبة الوعي الديني للمصريين سواء مسلم أو مسيحي والإيمان علاقة بين البشر ورب البشر دون تدخل من أحد"..مضيفا : "في 30 يونيو 2020 ستجدون مؤسسات ثقافية ضخمة منها 3 من أكبر متاحف العالم وبنية ثقافية ضخمة".

وشدد السيسي على أن مصر لم تنكفي على نفسها في الداخل .. قائلا : "نحتاج أن ننظر للتطورات التي وقعت في المنطقة والوضع صعب ومعقد جدا والقدرة على التحرك والتأثير مرتبطة بتحركات الآخرين والأزمات في ليبيا واليمن تتداخل فيها أطراف إقليمية ودولية".


ونبه إلى أن التحرك المصري والعربي قد لا يحقق الأهداف المرجوة في قضايا موجودة من 7 أو 8 سنوات وهناك صعوبة في إيجاد مخرج لهذا الأزمات وهناك أزمات تمتد منذ 30 و40 سنة في دولة مثل الصومال نتيجة تشابك المواقف..لافتا إلى أنه كلما طالت الأزمة كلما صعب إيجاد حل لها والأمر لا يتعلق بتراجع للدور المصري .. مؤكدا على أن التحرك المصري مرتبط بالقدرة على التأثير وعلى الإمكانات.


وقال : "إن حل هذه القضايا لم يعد بيدنا وحدنا بشكل مطلق ، ولولا سرعة استقرار مصر لزادت الأمور تعقيداً ، وهناك دول في المنطقة خرجت من المعادلة الإستراتيجية وانكشف الأمن القومي العربي والوزن العربي".


وتابع :"إن الدول التي يسودها عدم الاستقرار مثل الصومال لو تم حل مشكلتها منذ 20 عاما لما وصل حجم الجماعات الإرهابية لما هي عليه الآن.. وإذا كان الإرهاب خطرا حقيقيا على الإنسانية فعلينا أن نؤجل الخلافات ونحل الأزمات في ليبيا والعراق وسوريا والصومال وأفغانستان وإلا ستستمر بؤرة الإرهاب في التزايد". 

وبشأن العلاقات العربية .. قال السيسي : "إن حجم الاضطراب في المنطقة يدعونا إلى التكاتف والتنسيق بصورة أكبر لأن الوضع في المنطقة (هش) ومصر قريبة من السعودية وكل دول الخليج ، والاختلاف لا يجب أن يؤدي إلى ضياع دولنا وعدم استقرار منطقتنا مما يتطلب أن تزداد الدول المستقرة استقرارا ويزداد التعاون والتنسيق لكي نصل إلى إنهاء البؤر المشتعلة في المنطقة".

وأضاف: "نريد المزيد من الاستقرار والقوة وإذا تعرض أمن الخليج للخطر يقبل الشعب المصري تحريك قواته لمؤازرة أشقائه لحماية أراضينا وأمننا القومي ، ومن المهم أن تدرك الشعوب العربية المخاطر التي تمر بنا لتتكاتف معنا في هذه المرحلة أكثر من أي وقت آخر وتكون ظهير وسند لحكامها".

وشدد على التنسيق بين مصر والأردن والاشقاء العرب ..قائلاً : "نحن في حالة تحالف طبيعي مع أشقائنا العرب والخليجيين ويمكننا معا أن نؤمن أمننا القومي بفضل توحيد الجهود والمسار لتجاوز الأزمات"..لافتا إلى أن هناك فرصة لتحقيق التضامن وميثاق الجامعة العربية به اتفاقات منها الدفاع المشترك وهي التزامات في علاقاتنا مع الدول العربية.

ووجه حديثه إلى الأردن ولبنان والسعودية والإمارات والكويت .. قائلا : "نحتاج إلى أن نكون مع بعض أكثر وأن تكون الشعوب سندا لأمن واستقرار بلادها".

وأشار السيسي إلى الملفين السوري والليبي قائلا : "إنه كلما استمرت الأزمة كلما صعب إيجاد حل لها ، وأدى الأمر بأطراف كثيرة للتدخل والتحرك ، وأود القول للدول العربية التي لم تتعرض لأزمات أن تنتبه وتحافظ على بلادها حتي لا نحتاج إلى تدخل أحد، وعليها مراعاة عدم التدخل في شئون الدول الأخرى وعدم التآمر والحفاظ على وحدة الدول لأن الانقسام سيؤدي لعدم الاستقرار لسنين طويلة قادمة". 


وقال : "إنه لا دور للميليشيات والجماعات المسلحة ولا توجد سياسة مجردة وإنما الأمر يتعلق بالمصلحة القومية لمنطقتنا ولا أحد يقبل وجود ميليشيات مسلحة داخل دولة ما لأن هذه الميليشيات لها توجه معين .. والتوجهات يجب أن تعبر عنها الأحزاب بعيدا عن استخدام السلاح". 

وحول رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي..قال السيسي :"إن الاستقرار هو مهمة الجيش الوطني الليبي ونحن ندعمها في مصر كدولة لها حدود مباشرة ولا نتدخل في ليبيا ولكن جهودنا تدعو لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية لأن استمرار الأمر بشكل أطول سيجعل العناصر الموجودة في سوريا تتحرك لدول أخرى هشة ودول الجوار المباشر ودول أوروبا ونلاحظ التطورات في منطقة الساحل والصحراء ..ويجب دعم الجيش الليبي وإذا لم يتم رفع الحظ المطلق فليكون هناك رفع جزئي للحظر ليقوم الجيش الوطني الليبي بدوره في دعم الأمن الاستقرار في ليبيا".

وعن صفقة القرن..قال الرئيس : "ليس لدينا معلومات نستطيع قولها وأقول أنه تعبير أطلق لأن القضية الفلسطينية هي قضية القرن وبالتالي حلها سيكون بمثابة صفقة القرن، وليس لدي تفاصيل ونؤكد على الموقف المصري الداعم لقيام دولة فلسطينية في إطار يحفظ الأمن للمواطن الفلسطيني ومستعدين لقوات عربية أو دولية أو حفظ سلام والمهم إعطاء الأمل للفلسطينيين وإذا كان هناك طرح آخر فقبوله يختص به الفلسطينيون ولا نستطيع أن نفرض على الفلسطينيين حلا معينا ومصر لا تقبل ذلك وإنما نسهم في التيسير للوصول إلي حل يقبله الفلسطينيون". 

وحول العلاقات مع الإمارات.. قال : "إن علاقات مصر مع الإمارات والخليج طيبة جدا جدا منذ أيام الشيخ زايد رحمه الله، والعلاقات مع دول الخليج أكثر من طيبة ونتعاون في مجالات مشتركة ولكن الأمور لا تتحقق في يوم وليلة".

وبشأن العقوبات على إيران ..قال السيسي : "نتمنى تفهم الجميع للأمن والاستقرار لأن انعدامه سيرتد علينا جميعاً وكل دولة بها عدم استقرار يؤثر على الآخرين ، وعلى الآخرين احترام ثوابت الأمن القومي العربي والأمن في الخليج". 

وفيما يتعلق بالعلاقات مع الهند..قال الرئيس : "إنها علاقات تاريخية والزيارات المتبادلة متواصلة وهناك لجان مشتركة لتنسيق التعاون وقتح آفاق لمزيد من التعاون وتبادل المصالح".

وحول العلاقات المصرية الإثيوبية..قال السيسي : إنه حدث تغير كبير في إثيوبيا خلال الفترة الماضية وتواصلنا مباشرة مع القيادة الجديدة ولمسنا تغيرا كبيرا ونرغب في تحويل هذا الكلام الطيب إلى اتفاقية ملزمة ، وقلنا أننا في مصر ندعم جهود التنمية لدى الأشقاء الأفارقة ولكن لَيس على حساب حياة المصريين وما سمعناه كلام مطمئن جدا نريد تحويله لإجراءات ووثائق لأن العلاقات بين الدول تبني على ذلك وليس النوايا".

وأوضح أن العوائق واضحة منذ توقيع الإتفاق الاطاري في 2015 وهي ألا يؤثر على حصة مصر وألا يستغل السد لأهداف سياسية وفترة الملء يجب الاتفاق عليها بناءً على قدرة مصر للتحمل ؛ "لأننا نتحدث عن 70 مليار متر ماء سيتم تخزينها من مفهوم فني وليس سياسيا واللجان الفنية حتى الآن لم تصل إلى مستوى يريح كافة الأطراف ، ونحن متفائلون بالقيادة الحالية كما أن القيادة القديمة لم تكن بعيدة ".. معربا عن ارتياح مصر للاستقرار والسلام الذي بدأ يعم منطقة القرن الأفريقي.

وحول رئاسة مصر للدورة القادمة بالاتحاد الأفريقي..أشار السيسي إلى سؤال تلقاه من أحد الشباب الأفريقي حول العملة الموحدة وكانت إجابته أنه لكي ننجح يجب أن نكون واقعيين وسنبدأ بالأحلام المعقولة مثل وضع إطار لحل النزاعات في القارة ..مشيرا إلى أن جهود الإصلاح الهيكلي للاتحاد بدأت منذ سنوات وستتواصل خلال رئاسة مصر بالتأكيد.

وأعرب الرئيس عن إعجابه بفكرة إقامة كيان دائم لمنتدى شباب العالم ؛ لأنه أيضا يحمل رسائل إيجابية للعالم كله حول التكامل ويجب التحرك به بشكل أسرع والمسار يمشي بشكل جيد.


وردا على سؤال حول قضية مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي .. قال السيسي : "إن المملكة العربية السعودية أكبر من أن يهز أحد استقرارها ونحن معها لتحقيق الاستقرار والأمن ، والخارج ليس هو من يحافظ على استقرار الدول ولكن الداخل ، ونحن مطمئنون للإدارة الحكيمة والرشيدة للملك سلمان ، ويجب أن ننتظر كلنا للتحقيقات حول القضية لأن الإعلام قام بدور غير إيجابي ويجب أن نثق في حكمة وشجاعة الملك سلمان وننتظر أجهزة التحقيقات سواء في المملكة أو الدولة التي وقعت بها الحادثة لإعلان الحقائق ونتعامل بميثاق شرف إعلامي لاستبيان الحقائق".

وشدد على أن القوى الإقليمية في المنطقة ستبقى ولكن القضية في وزننا هل تراجع بسبب الظروف الداخلية ، يجب أن نفكر دائماً في زيادة دورنا وهذا كلام ليس ضد أحد ، وفي كافة القنوات المحلية والدولية يجب أن نستوعب أننا بقواتنا نستطيع أن نحمي بلادنا بقدراتنا العسكرية البحرية والجوية والبرية ونستطيع بتنسيق جيد ونوايا وإرادة وهي متوفرة حاليا لحماية أنفسنا من أي شرور تحت أي مسمي.

وحول ما تتعرض له مصر من هجوم من الاعلام الدولي خلال حربها علي الاٍرهاب ..قال السيسي : لدينا أزمة في آليات التواصل مع الاعلام الخارجي .. لافتا إلى ان كافة وسائل الاعلام الأجنبية سترحب بالاستماع الي كل الاّراء ..موضحا ان العمل الجيد في مصر لا يصل بوضوح الي وسائل الاعلام الأجنبية .. داعيا الاعلاميين ووزراء الحكومة للتواصل الفاعل وإيضاح الحقائق للخارج.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة