السبت 8 يونيو 2024

"الهلال اليوم" أول وسيلة إعلامية تحاور مستشار ترامب قبل ساعات من زيارة السيسي لواشنطون

26-3-2017 | 20:38

اماني عزام

- لقاء السيسي مع ترامب يحسم وضع جماعة الإخوان على اللائحة الأمركية للارهاب

- مواجه الإرهاب على رأس أولويات ترامب في منطقة الشرق الأوسط

- كبح جماح إيران ووقف تدخلاتها في الدول العربية أولوية واشنطون الآن

- مصر، والخليج، والأردن، وتونس، مكونات أساسية لتحالف ترامب الإقليمي ضد الإرهاب

- تحرير مناطق داعش وتمكين المجتمع المدني السوري أولويات واشنطون في حل الأزمة السورية

- الإنقسامات بين القوى السياسية الأمريكية تصعب تمرير القوانين داخل الكونجرس

-اتفاق وشيك بين بوتين وترامب يحسم مصير الأسد في دمشق

انسحاب حزب والميليشيات المتطرفة شرط أساسي لحل الأزمة السورية

        أيام قليلة تفصلنا عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى المرتقبة إلي الولايات المتحدة الأمريكية، والتي من المقرر أن تجرى في أوائل شهر أبريل المقبل، وتمثل هذه الزيارة محورًا هامًا في رسم مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية خلال الفترة المقبلة.

 

وتأتي أهمية هذه الزيارة كونها أول زيارة رسمية للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى العاصمة الأمريكية واشنطن منذ تنصيبه رئيسا للجمهورية فى الثامن من يونيو 2014، حيث اقتصرت زياراته إلى الولايات المتحدة خلال الثلاث سنوات الماضية، علي نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فقط.

 

وبهذه الزيارة يكون السيسي هو أول رئيس مصري يدخل البيت الأبيض، منذ إندلاع ثورة 25 يناير، عقب توجيه الرئيس الأمريكي لدعوة رسمية له، مما يؤكد على تقدير القيادة الأمريكية الجديدة، لإنجازاته في مكافحة الإرهاب واستقرار البلاد، بجانب إدراكها للدور الريادي الذي تقوم به مصر في منطقة الشرق الأوسط.

 

وتعتبر هذه الزيارة أول لقاء رسمي يجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب عقب تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية في العشرين من يناير الماضي، علمًا بأن السيسي قد التقى فى العشرين من شهر سبتمبر الماضى، على هامش مشاركته في الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك الأمريكية، مع ترامب باعتباره آنذاك المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية حيث أعرب ترامب وقتها عن دعمه القوي للحرب التى تخوضها مصر بقيادة  السيسي  لمكافحة الإرهاب، وتعهد بأن "تكون الولايات المتحدة الأمريكية صديقةً وفيةً لمصر، وليست مجرد حليف".

 

ومن المعروف أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ينتهج سياسة مغايرة تمامًا لما كانت عليه سياسة الرئيس السابق باراك أوباما تجاه مصر، حيث سبق وأن أعرب  ترامب عن  تقديره للشعب المصري ولرئيسه على ما قاموا به دفاعاً عن بلادهم بما حقق مصلحة العالم بأكمله، كما أن ترامب الذى يدرك الدور الريادي الهام الذي تقوم به في الشرق الأوسط، يكن أيضا احتراما كبيرا  لتاريخ مصر وحضارتها.

 

ومن المتوقع أن تشمل المحادثات  بين السيسى وترامب الملفات الثنائية  ذات الطابع الاستراتيجي التي تجمع بين القاهرة وواشنطون على مختلف الأصعدة السياسية والعسكرية والاقتصادية، ونظرا لما تحظى بها الزيارة من أهمية بالغة على الساحة العربية والدولية فإن "الهلال اليوم" أجرت حوارًا مفصلًا مع المستشار السابق لحملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الخارجية ومنطقة الشرق الأوسط، ومستشار مجلس النواب الأميركي لمكافحة الإرهاب الدكتور وليد فارس، أكد فيه على أهمية هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بعد أن تراجعت في الفترة الماضية خلال عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كما كشف فارس عن أهم الملفات المطروحة للنقاش خلال لقاء الرئيسين، وأهم سبل التعاون التي سيتم مناقشتها.

 

فارس أجاب خلال حواره عن عدة تساؤولات تشغل الرأي العام العربي بشكل خاص والعالمي بشكل عام، أهمها شكل السياسة الأمريكية المستقبلية تجاه منطقة الشرق الأوسط في الفترة القادمة، كما أكد على أن مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله، وحل الأزمة السورية وتحريرها من سيطرة داعش تشكل جانبًا كبيرًا في أولويات سياسة الرئيس ترامب تجاه المنطقة.

 

فارس اعترف بجرأة بأن هناك إنقسامات حادة بين القوى السياسية الأمريكية، تصعب تمرير بعض المشاريع والقوانين في الكونجرس، وتؤثر على قدرة الإدارة الأمريكية على تنفيذ تعهداتها فيما يتعلق بعدة أمور تخص منطقة الشرق الأوسط  وعلى رأسها موضوع الإتفاق النووي، نتيجة لوجود العديد ممن يقودون هذه الوقيعة لحساب النظام الإيراني.

 

وإلى نص الحوار...

 

برأيك ماهو العنوان الذي يمكن أن نضعه للزيارة المرتقبة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة ولقاء الرئيس ترامب ؟

بتقديرنا عنوان هذه الزيارة هو تمتين وتوسيع وتعميق العلاقات الأمريكية المصرية الجديدة، على أساس الشراكة في مواجهة الإرهاب، والشراكة في تمتين الإستقرار في المنطقة، والشراكة المستقبلية على جميع الأصعدة وعلى رأسها الصعيد الإقتصادي والاستراتيجي والإجتماعي، كما أنها ستفتح صفحة جديدة وآفاقًا مميزة فى تاريخ العلاقات بين البلدين .

 

 

كيف ترى أهمية هذه الزيارة وتأثيرها على مستقبل العلاقات المصرية الأمريكية في عهد السيسي وترامب؟

هذه الزيارة مهمة لأنها ستعمل على استعادة وتجديد العلاقة التي كانت جيدة بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر، والتي تراجعت شيئًا ما إلى الوراء في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ولذا فإنه من خلال هذه الزيارة سنرى تجديدًا للعلاقات بين البلدين وتعاونًا بينهما في الفترة المستقبلية.

 

 

في ظل المعارضة الشرسة التي يواجهها الرئيس ترامب داخل الولايات المتحدة الأمريكية.. هل تعتقد انه سيتمكن من رسم سياسة خارجية واضحة تجاه منطقة الشرق الاوسط تحديدا؟

نعم فكل ما هو في صلب سياسة الرئيس دونالد ترامب تجاه منطقة الشرق الأوسط أعلنه في خطاباته السياسية، وأثبته عمليًا من خلال إعادة الشراكة مع الدول المعتدلة في هذه المنطقة، ومع شعوبها ومجتمعاتها المدنية، وأهمها اعتزامه على مواجهة الإرهاب بشكل عام والتطرف بشكل خاص.

 

هل ترى ان وضع جماعة الاخوان المسلمين على قائمة الارهاب ستكون في صلب سياسته تجاه المنطقة؟

مصير وضع منظمة معينة على لائحة الإرهاب هنا في الولايات المتحدة الأمريكية أمر يتطلب أمور قانونية معينة ومنها التصويت على مشروع قرار في مجلس النواب، ومشروع قرار آخر في مجلس الشيوخ، ثم يذهب المشروعين بعد التصويت عليهما إلى البيت الأبيض لتوقيع الرئيس ترامب عليهما.

 

 الرئيس ترامب التزم بأنه سوف يواجه التطرف عمليا على الأرض، والإرهاب بكل صوره وأِشكاله، وبتقديرنا أن اللقاء بين الرئيسين سوف يكون توضيحيًا على مختلف الأصعدة، بما فيها هذه المسألة بالتحديد، إذ أن القيادة المصرية سوف تعلم الرئيس الأمريكي بما تملكه من معلومات، ثم ترد عليها القيادة الأمريكية بتوضيح آلية وضع أي تنظيم معين على لائحة الإرهاب الأمريكية إذا ثبت بأنه إرهابي، وبناء عليه فإن زيارة الرئيس السيسي المرتقبة لواشنطن ستحدد مصير وضع جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أو لا حسب المعلومات المقدمة.

 

علقت مؤخرا بالقول " ليست مصادفة أن تتصاعد الحملات المضادة ضد الادارة الاميركية بعد التحذير الذي تم توجيهه الى ايران" كيف نفسر هذا التعليق ومن له مصلحة داخل الولايات المتحدة بحماية ايران؟

بالواقع نحن رأينا عمليًا أن هناك لهجة قوية تصاعدت ضد الإدارة الأمريكية بعد التحذيرات التي أطلقها مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين، ضد إيران بشكل مباشر، ونحن لاحظنا بقوة حدوث هذا التصعيد، وفي هذه الفترة يوجد هنا العديد ممن لهم مصلحة بأن يستمر هذا الإتفاق، ويوجد هنا من يؤيده كما يوجد من يعارضه، كما أن هناك الكثير ممن لديهم مصلحة في أن تختلف القوى السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية بين بعضها، فيستفيد النظام الإيراني من هذا الخلاف العميق، وهو ما يحدث الآن فعليًا على الأرض، فالآن يصعب تمرير مشاريع وقوانين في الكونجرس بسبب هذه الإنقسامات الحادة، وبالطبع سيكون هناك تأثير ولو مرحلي على قدرة الإدارة على تنفيذ تعهداتها فيما يتعلق بعدة أمور في المنطقة بما فيها طبعًا موضوع الإتفاق النووي، ولكن الحقيقة أن معارضة إدارة الرئيس ترامب لموضوع الإتفاق النووي هي أصلًا حول تنفيذ بعض الموجبات التي ينبغي على إيران تنفيذها، ولكن ماهو أهم أن تتوقف القيادة الإيرانية عن التوسع في المنطقة لأن ذلك يؤدي إلى مواجهة مع الدول العربية المعتدلة لاسيما في الخليج، كما أن هناك تدخل إيراني في العراق وسويا ولبنان واليمن، وهو ماتهتم واشنطون بتوقفه الآن.

 

كان هناك حديث في الاسابيع القليلة الماضية عن إنشاء تحالف إقليمي ترعاه الولايات المتحدة لمواجهة الارهاب.. هل مازال هذا الموضوع مطروحا بجدية و ماهي أهم الدول التي سيتشكل منها التحالف اذا تم تشكيله فعليُا، وماهي حدود وصلاحيات عمله؟

طبعا هذا المبدأ موجود لدى الإدارة الإمريكية الحالية منذ أيام حملتها الانتخابية، وبالتأكيد فهي ستسعى بعلاقاتها الثنائية مع الدول الصديقة والشريكة والحليفة لها في منطقة الشرق الأوسط، وفي أوروبا إلى أن يتم تشكيل هذا التحالف على الأرض من دول عربية قادرة على المساعدة في مواجهة داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى.

 

 هناك الكثير من الدول العربية سيكون لها الأولوية في تشكيل هذا التحالف، فالخليج برمته، والأردن، ومصر، وتونس، وبعض الدول الأخرى ذات السياسات المعتدلة في المنطقة ستكون بمثابة الجزء الأساسي في هذا التحالف، وبالطبع سيكون لهذا التحالف علاقات استراتيجية مع التحالفات الدولية الأوسع في مكافحة الإرهاب مثل التحالف العالمي لمواجهة داعش، وأنا أعتقد بأن إدارة الرئيس ترامب سوف تستمر في هذا النهج حتى تتوصل إلى تشكيل هذا التحالف على الأرض.

 

هل تعتقد ان الادارة الاميركية باتت تملك خطة واضحة لانهاء النزاع في سوريا، وكيف ستتعامل برأيك مع تشابك المصالح الدولية والاقليمية التي بدأت تظهر على الساحة السورية مؤخرا بشكل لافت؟

فيما يتعلق بالأزمة السورية هناك وقائع على الأرض سوف تضع وزرها وثقلها على القرارات الدولية، وقرارات الولايات المتحدة الأمريكية، وما هو واضح أن الأولوية لدى واشنطون الآن هو تحرير مناطق سيطرة داعش وتسليم هذه المناطق إلى قوى معتدلة، وهذا هو مايجري على الأرض في سوريا الآن، وليس هنالك خطط أكبر وأوسع من ذلك.

فأولوية واشنطون الآن إنهاء داعش، وتمكين المجتمع المدني السوري وتنظيم نفسه في المناطق المحررة من داعش.

 

هل ترى أن الرئيس ترامب سيمضي في عقد تفاهمات دولية مع روسيا بعد الازمات الداخلية المتصاعدة التي اثارها موضوع التقارب الروسي الاميركي؟ وهل تعتقد ان خطوة كهذه قد تنطوي على مغامرة كبيرة يمكن أن يستفيد منها المعارضون بشكل كبير؟ وهل يمكن أن يصل البلدان لحل يرضيهما بخصوص الأزمة السورية؟

 دون شك وهذا أمر معروف للجميع إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تصل إلى حل غير عسكري للصراع الدائر في سوريا فعليها بعد أن تساعد القوى السورية المعتدلة وغير المتطرفة على الأرض، أن تقوم بنقل الموضوع بعد ذلك إلى المواقع الدولية، كالحوار والحل السياسي في جنيف أوفينا، أو أماكن أخرى، وهنا المنطق يقول أنه دون شك سيتم حوار بين الدول الكبرى الأعضاء في مجلس الأمن، وطبعا الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا سيكون لهم دور كبير في هذا اموضوع، لأن الولايات المتحدة موجودة في شرق سوريا، وروسيا موجودة في الغرب.

 

هناك تنقضات وملفات خلافية كبيرة موجودة بين البلدين، ولكن على الأقل ربما في سوريا تتمكن الدولتين بعد إنهاء داعش من الضغط على كل الأطراف لكي تأتي إلى الحوار السياسي، وأن يكون هناك مصلحة مشتركة في إنهاء هذه الأزمة، ولكن يبدو هناك شرط أساسي وهو ضرورة أن تنسحب كل القوات الغريبة المتطرفة، مثل بقايا داعش والنصرة وغيرها من القوى المتطرفة، والعناصر غير السورية منها عليها أن تنسحب، وعلى الجانب الآخر ينبغي أن ينسحب حزب الله والمليشيات الموالية لإيران، وعلى هذه الشروط يستطيع السوريين من مختلف مواقعهم السياسية أن يلتقوا ويقررا مستقبل سوريا.

 

من هو وليد فارس

وليد فارس هو أكاديمي أمريكي من أصل لبناني، ولد عام 1957، اختاره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كمستشار له للشؤون الخارجية ومنطقة الشرق الأوسط خلال حملته الإنتخابية، وكان فارس مرافقًا أساسيا لترامب منذ بداية ترشحه، ولعب دورًهامًا  في الإدارة الأميركية الجمهورية الجديدة، ورسم سياستها في منطقة الشرق الأوسط، بسبب خبرته في عدة هيئات أميركية ودولية مثل وزارة،  ووزارة العدل، والأمن القومي والكونجرس الأميركي بصفته خبيرا في الشرق الأوسط والعالم العربي ومكافحة الإرهاب.

 

ولا يزال فارس منخرطاً في الدوائر المحيطة بالرئيس ترامب، حيث أنه يشغل حاليًا عدة مواقع، بينها منصب مستشار مجلس النواب الأميركي لمكافحة الإرهاب منذ عام 2008، والأمين العام المشارك في "المجموعة البرلمانية الأطلسية لمكافحة الإرهاب"، وهي تجّمع لأعضاء في الكونجرس الأميركي والبرلمان الأوروبي، منذ عام 2009، ويتميز فارس باتقانه لثلاث لغات هامة هي العربية والإنجليزية والفرنسية.