الأربعاء 22 مايو 2024

منسق حملة الرئيس السيسي: مصر نجحت في توظيف الاقتصاد لخدمة الأزمات السياسية.. وقضية ريجيني انتهت إلى زوال.. والإرادة السياسية انتصرت على مخططات «قوى الشر»

تحقيقات12-11-2018 | 15:53

له باع طويل في السياسة والدبلوماسية وتولى عددا كبيرا من المناصب المهمة محليا ودوليا، ما دفع الرئيس عبدالفتاح السيسي لاختياره منسقا عاما لحملته الانتخابية الأخيرة التي جرت في شهر مارس الماضي.. إنه السفير محمود كارم، الذي كان سفيرا لمصر لدى الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلنطي ومملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورج حتى 2009، وقد عمل قبل ذلك سفيرا في اليابان حتى 2004، ثم مساعدا لوزير الخارجية لشئون الهيئات والمنظمات الدولية ومساعدا لوزير الخارجية للشئون الآسيوية.

كما عمل بسفارات بعثة مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك ممثلا لبلاده في اللجنة السياسية الأولى للأمن ونزع السلاح، وانتخب بالإجماع مقررا لهيئة نزع السلاح 1981، ومثل "كارم" مصر في مجلس الأمن واجتماعات عدم الانحياز والمؤتمر الإسلامي، ثم مندوبا مناوبا لبلاده في مؤتمر نزع السلاح في جنيف إلى عام 1992، حتى تم اختياره لرئاسة العديد من لجان الأمم المتحدة، كما عينه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية عضوا في مجموعة الخبراء الدوليين لدورة الوقود النووي وغيرها من المناصب الدولية والحقوقية الكبرى.


السفير محمود كارم قدم قراءة للوضع المصري داخليا وخارجيا وسط الأزمات والمخططات التي تحاك بالوطن، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من خبرات وتجارب الدول الخارجية في مواجهة الأزمات وتحقيق التنمية المستدامة.

وفي حوار خص به «الهلال اليوم» تمسك "كارم" بأهمية توظيف التجارة والاقتصاد في حل الأزمات السياسية ومواجهة حرب الشائعات التي تشنها "قوى الشر" على طاولة المجتمع الدولي.. وهذا وأكثر تطرق إليه المنسق العام لحملة الرئيس عبدالفتاح السيسي في الحوار التالي..


في البداية.. كيف ترى جولات الرئيس السيسي المكوكية بين دول الشرق والغرب؟

الرئيس السيسي يهدف إلى التنوع وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط، وجولاته الخارجية تعمل على التجدد وسط التركيز على مواردها ومقدراتها الأساسية، وزياراته يُفهم جيدًا منها أنه لابد من وقفة مع النفس في مصر، وأن نعمل جنبا إلى جنب خلف هذا الرجل؛ لأنه لن يعمل منفردا ولن يحقق أهداف مصر بذاته، ولكن لابد له من ظهير شعبي وسياسي واجتماعي وإعلامي.


ماذا عن تحركات الرئيس في القارة السمراء؟

تحركات الرئيس الإفريقية جزء من جولاته الخارجية، فالقاهرة السمراء مهمة بالنسبة لمصر والرئيس يدرك ذلك جيدا ويسعى لريادة مصر في شتى المجالات وليس الاعتماد على منتج أو صناعة واحدة فقط، ويركز على فتح أسواق أخرى وجديدة وعدم الاعتماد على تقنية المنتج الواحد أو دولة معينة.

المنطقة الصناعية في قناة السويس تعد من أكبر المناطق الاستثمارية الواعدة في مصر.. هل حققت جذبا استثماريا على أرض الواقع؟

المنطقة الصناعة تبلغ مساحة دولة سنغافورة - أحد أكبر الاقتصاديات الناجحة في العالم- ثلاث مرات باعتراف سفير بلادهم في القاهرة، وقال لنا إن بلاده لها ثقل بالمنطقة الصناعية، وتتطلع إلى زيادة تواجدها لأنها توفر لهم أسواقا جديدة، لأن مصر لها أسواق في أفريقيا والكوميسا وفي أوروبا ودول الخليج.

البرتغال والمكسيك وبعض الدول الاقتصادية يريدون الاستفادة من وضعية مصر، وقالوا إنهم كانوا موجودين قبل ثورة 30 يونيو ورأوا الكبوات والأزمات التي تعرضت لها مصر وقالوا إننا حققنا نجاحات كبيرة.


هل نجحت القاهرة في إحباط حرب الشائعات التي تتبناها «قوى الشر» في الخارج؟

الحملات الخبيثة وحرب الشائعات ما زالت قائمة، لكن نجحت مصر في تغيير وجهة نظر العالم في الأشواك والأكاذيب التي ينشرها أهل الشر، لأن لدينا إرادة سياسية واعية وقوية وتسير في طريقها ولا تنظر إلى الخلف بفضل الثقة الشعبية وحكمة القيادة السياسية.

تواجه الدولة أزمات كبيرة على رأسها ملف الإرهاب والتحديات الاقتصادية؟

القيادة السياسية نجحت في حل مشاكل وأزمات خطيرة منها تمدد الإرهاب في سيناء، اللي مصر بتدفع فواتير كبيرة وتتحمل تكلفة عالية جدا، وهناك أزمات تعود لإرث من 30 عاما، مثل منظومة الدعم؛ إذ يتحمل المسئولون سياسات الدعم التي تكلف ميزانية الدولة مليارات الجنيهات كل عام، ومحدش قدر يعمل حاجة في سياسة الدعم إلا في عصر الرئيس السيسي.


من وجهة نظرك.. كيف عالجت مصر أزماتها الخارجية؟

حكمة القيادة السياسية والرئيس السيسي، نجحت في توظيف الاقتصاد والتجارة لخدمة القضايا والأزمات السياسية، وأكبر دليل على ذلك عقود الشراكة التي وقعتها شركة «سيمنز» الألمانية وأثرت العملية الاقتصادية على المصالح الألمانية وباتت مرتبطة بطريقة التنمية في مصر، وأصبحوا يقولون عاوزين ننطلق من مصر إلى أفريقيا وإلى فتح أسواق جديدة.

وكذلك المصالح التجارية والاقتصادية الألمانية التي تتماشى مع مصر، فدول الاتحاد الأوروبي تريد الانطلاق من مصر إلى قلب أفريقيا وربوعها باعتبار مصر محطة القيادة، وكلمتها مسموعة بالقارة.


يمكن أن تطلعنا على آخر التطورات في قضية ريجيني؟

قضية ريجيني في طريقها إلى الزوال تماما، فالجانب المصري أظهر صدقا وتعاونا مكثفا مع الجانب الإيطالي في كشف الحقيقة، سواء بتبادل المعلومات وتقديم أدلة البراءة، وتقديم تسجيلات وغيره لقطع الشك باليقين.

والأهم من ذلك زيارات النائب العام إلى روما، ما يعني الشفافية المطلقة في التحقيقات، وأقولها صراحة: "موش مصر اللي تعمل كدا"، ومن فعل ذلك يريد وضع البلاد في مأزق خارجي ودولي.


نجد شكوى دائمة من المراسلين الأجانب والمنظمات الحقوقية.. بماذا ترد؟

الصحفي الأجنبي يعامل في مصر بكل شفافية ولطف ولين، "وكأن لسان حالهم، مهما فعلنا لن يتكلموا عن الجوانب الإيجابية، إنهم جاءوا ليركزا على قضايا معينة، بعد أن استحوذت على عقولهم هواجس الاتهام، وأغفلوا جوانب كثيرة تهتم بها مصر كالحق في السكن، والحق في الغذاء والحق في الصحة، ووقعت مصر معاهدات دولية منها معاهدة الشئون المدنية والسياسية، وعهد دولي للشئون الاقتصادية والاجتماعية.

هؤلاء المتربصون صدعوا المجتمع الدولي بالحديث عن العهد الخاص بالشأن السياسي، ونسوا تماما العهد الخاص بالشئون الاقتصادية وأقول لهم :" تعالوا شوفوا غيط العنب، تعالوا شوفوا منطقة الأسمرات، تعالوا شوفوا الحق في الصحة، وشوفوا البرنامج الإصلاحي للرئيس، وبرامج صحة المواطن، والضريبة، وتطوير المستشفيات، الحق في التعليم و"التوكاتسو الياباني".

الحق في الحياة والأرواح اللي بنقدمها في سينا عشان خاطر بلدنا تعيش، موش كل دي حقوق إنسان، الحق في الانتخاب، التصويت في الخارج الذي لم يكن موجودة.


نرى مصر تقدم خطوات ثابتة وجادة في قضايا حقوق الإنسان.. رغم ذلك نجد إنكارا من بعض المنظمات التي تهاجم بلادنا.. بمَ ترد عليها؟

مصر حققت نجاحا كبيرا في السياسات المدنية، وقدمنا نتائج جيدة جدا في 5 سنوات، ورغم ذلك مش بيعجبهم لأن تلك الكيانات تتربص بمصر وتركز على السلبيات فقط وتتبنى مواقف معينة.

المجتمع الأوروبي ذاته لم يتفاهم أو يتقارب إلا من 50 عاما والتاريخ خير شاهد، على الدماء والقتل والتخريب.


كيف يمكن نقل تجارب الدول الصاعدة اقتصاديا وكيفية الاستفادة منها؟

من إحدى طرق الاستفادة، تنظيم المؤتمرات والاحتفاليات التي تقام لنقل المعرفة وتبادل الخبرة، فهناك دول حققت نجاحات كبرى رغم ندرة الموارد بها وعدم إنتاجهم للغاز والبترول ومنهم دول حبيسة، ومصر أيضا تحقق نجاحات فلا بد من التعلم من تجارب الغير.

فمسألة التنمية في البرتغال مثلا رغم التعثر الاقتصادي والاجتماعي والأزمات المتتالية إلا أنهم ركزوا على قطاعات معينة وحققوا فيها نجاحات كبرى، مثل علوم الطيران وصناعة النسيج وصناعة والجلود وأصبحوا أكبر دول العالم تصديرا للأحذية الجلدية اللي خاماتها مستوردة من مصر.

فلماذا في ظل استيراد كل هذه الخامات من مصر لا تستفيد من صادراتها التي تعود لها بعد ذلك مصنعة وبأسعار مضاعفة، لا نقول يجب أن تكون البداية قوية، ولكن على الأقل أن تدخل في شراكات صناعية وإنتاجية عبر إقامة مصانعها بمصر، ثم بعد ذلك تستقل حينما تلوح لها الفرصة، وقس الأمر على السيراميك والرخام الذي يتم استيراده وتقطيعه وبيعه بأسعار أغلى بالخارج.


هل لديك تجارب أخرى يمكن لمصر الاستفادة منها؟

سنغافورة حققت تنمية اقتصادية واسعة وطفرة كبيرة لأنهم ركزوا على الموارد البشرية والإنسان، وكان مهما جدا تطوير الإنسان، واهتموا بملفات التعليم، لذا استندت سنغافورة طيلة 50 عاما على التعليم، وجعلوه إلزاميا، والدولة تتحمل بشكل كبير هذه الميزانيات وترصد لها مبالغ طائلة، بلا أي تفرقة عنصرية.

وبعد الانتهاء من التعليم الإعدادي والثانوي المجاني يفتح أمامهم السوق السنغافوري على مصراعيه من خلال الذهاب لأي جامعة وطنية أو خاصة أو أهلية، أو سفر خارجي للتعليم، فالتعليم لديهم واجب تحمله الدولة على عاتقها، وبلا شك فهي بذلك تجربة تستحق الإشادة والتصفيق لما لها من بعد نظر.


ما أقرب تجربة يمكن الاستفادة منها؟

لا أستطيع أن أجزم أن هناك دولة تشبهنا، ولكن ما يتماشى معنا ونستفيد منه نأخذ به، ونترك ما لا يتماشى مع أوضاعنا وظروفنا وهو ما يتوافق مع مفاهيم الإدارة الحديثة للدول.