«هريدي»: مشاركة
الرئيس بقمة «باليرمو» مهمة لعرض الرؤية المصرية لحل الأزمة الليبية
دبلوماسي سابق:
الدور المصري في حل الأزمة الليبية مهم وأمنها جزء من الأمن القومي
اللاوندي:
قمة باليرمو مقدمة لحل الأزمة الليبية.. ومصر تدعم الحل السياسي وتوحيد الجيش
أكد
دبلوماسيون أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في قمة باليرمو الإيطالية اليوم
حملت أهمية كبرى في ظل ما توليه مصر من أهمية للملف الليبي وجهودها المستمرة لدعم
وحدة الجيش الليبي والحل السياسي، موضحين أن الرؤية المصرية في هذا الملف تتفق مع الخطة
الأممية
وشارك الرئيس
عبدالفتاح السيسي اليوم في أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالأزمة الليبية التي عقدت في مدينة باليرمو الإيطالية، بحضور دول الجوار تونس والجزائر والنيجر وتشاد وإيطاليا
ورئيس وزراء روسيا ومبعوث الأمم المتحدة، غسان سلامة، والقائد العام للقوات المسلحة
الليبية، المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، فايز السراج، تلبيةً لدعوة
من رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي.
وأكد
الرئيس خلال القمة أن أي مقترحات لحل الأزمة الليبية لا بد أن تشمل كل الجوانب، وضرورة
أن يتحمل جميع الليبيين مسئولية تنفيذ الاتفاق السياسي وخطة المبعوث الأممي، مضيفا
أنه يجب أن يكون هناك دورا داعما للمجتمع الدولي للتسوية في ليبيا دون أي انحياز لطرف من الأطراف، أخذاً فى الاعتبار أهمية عامل توحيد مسار
الحل السياسى لمنع الأطراف التي تهدف لعرقلة التسوية في ليبيا للمناورة بين مسارات
دولية متوازية.
عرض
الرؤية المصرية
السفير حسين
هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات
القمة المصغرة للقادة المعنيين بالأزمة الليبية التي تعقد في مدينة باليرمو الإيطالية
على مدار يومين مهمة وسيعرض خلالها الرؤية المصرية للحل، مضيفا أن هذه الرؤية تتفق
مع الخطة الأممية التي أقرتها الأمم المتحدة العام الماضي بشأن الأوضاع في ليبيا.
وأوضح هريدي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن مجلس الأمن في عام 2017 تبنى خطة أممية تقدم
بها المبعوث الأممي لليبيا الدكتور غسان سلامة وافقت عليها الدول الأعضاء تقوم على
ثلاثة مراحل لم يتم تنفيذها حتى الآن، مضيفا أن المنتظر من قمة باليرمو أن تنجح في
بلورة رؤية ذات إجماع عربي ودولي وداخلي ليبي.
وأشار إلى
أن نجاح القمة في حل الأزمة الليبية يتطلب وجود إرادة سياسية لتنفيذ الخطة الأممية
التي أقرت في 2017 على أرض الواقع للوصول في النهاية إلى طرف واحد يمثل لليبيا بدلا
من حالة الانقسام السياسي والعسكري التي يشهدها الداخل الليبي وتحديد موعد لإجراء الانتخابات
العامة.
الدور
المصري
فيما قال السفير
رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن مؤتمر باليرمو في إيطاليا اليوم
هو المحاولة الثانية على مستوى القمم لحل الأزمة الليبية بعد المبادرة الفرنسية في
مايو الماضي والمؤتمر الذي عقد في باريس حينها، مضيفا أن هناك محاولات بين إيطاليا
وفرنسا للسبق في التوصل لحل اللأزمة الليبية.
وأوضح حسن،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن المؤتمر يسعى لبحث النقاط الخلافية في الأزمة
الليبية منها هل إجراء الاستفتاء على الدستور أم الانتخابات أولا، وهل نظام الحكم سيكون
رئاسيا أم برلمانيا، وكيفية توحيد الجيش الليبي ودور المشير خليفة حفتر إلى جانب حصيلة
مبيعات البترول وكيفية توزيعها والهيئة المسئولة عن ذلك ودور الإخوان هناك.
وأكد أن القمة
سيشارك بها 38 هيئة وشخصية منها البنك الدولي والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي
والجامعة العربية وقادة وممثلين لهيئات ودول عديدة منها مصر وتونس وروسيا والولايات
المتحدة الأمريكية، مضيفا إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة المصغرة شجع
المشير خليفة حفتر على الحضور حيث سيعرض الرئيس خلال القمة رؤية مصر للحل.
وأوضح الدبلوماسي
السابق أن رؤية مصر بشأن الأزمة الليبية مهمة لأنها دولة جوار وعدم استقرار الأوضاع
في طرابلس أدى لمشاكل هددت الأمن القومي منها تهريب سلاح وإرهابيين وهجرة غير مشروعة
ومشاكل كثيرة إلا أن مصر استطاعت بنسبة كبيرة تأمين الحدود وسيكون لها دورا كبيرا في
حل الأزمة الليبية.
وأشار إلى
أن جميع الأطراف يأملون أن تتوصل القمة إلى اتفاق على كل النقاط الخلافية بشكل فعلي
وتحديد موعد الانتخابات، مضيفا أن المبعوث الأممي لليبيا غسان سلامة صرح أن الانتخابات
ربما تجرى في مايو أو يونيو المقبل.
دعم الحل
السياسية
ومن
جانبه، قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، إن مشاركة الرئيس عبد الفتاح
السيسي في القمة المصغرة للقادة المعنيين بالأزمة الليبية التي تعقد في مدينة باليرمو
الإيطالية اليوم، تأتي في إطار النشاط السيسي المكثف للرئيس والاهتمام المصري بالأوضاع
الأمنية غير المستقرة في ليبيا.
وأضاف اللاوندي،
في تصريح لـ"الهلال اليوم"، إن مصر عانت من عدم استقرار الأوضاع في ليبيا
وتستهدف تحقيق الأمن والأمان والاستقرار في الأراضي الليبية وتدعم المشير خليفة حفتر
كقائد للقوات المسلحة وتسعى أيضا لتوحيد الجيش الليبي وجمع الفرقاء لتطهير الدولة من
الإرهابيين فضلا عن أنها تؤكد أن الحل السياسي هو الحل الأمثل للأزمة.
وأشار إلى
أن مؤتمر باليرمو بإيطاليا سيركز على عدة مسارات، الأول هو توحيد كلمة دول الجوار إلى
جانب التركيز على الأوضاع الداخلية لكي لا يكون للدولة حكومتان ونظامان متفرقان بين
الشرق والغرب، وإنما حكومة واحدة يمثلها المشير حفتر القادر على لم شمل، مضيفا إن المسار
الثالث يخص الدول الأجنبية المهتمة بالأزمة الليبية كإيطاليا وفرنسا وتوحيد الرؤى بشأن
حل الأزمة.
وأضاف اللاوندي
إن القمة المصغرة التي عقدت على مدار يومين ستعمل على وضع النقاط فوق الحروف وتمثل مقدمة لقمم أخرى سيشارك فيها جميع
الفرقاء في ليبيا لحل الأوضاع هناك، مؤكدا أن رؤية مصر والتي سيعرضها الرئيس السيسي
هي ضرورة الحل السياسي ومعظم دول الجوار ترى ذلك إلى جانب ضرورة القضاء على الازدواجية
المؤسسية وتوحيد الجيش الليبي.
وأكد أن القمة
من المرتقب أن يعقبها خطوات متوازية على أرض الوقع لجمع الفرقاء وهي قضية مهمة لمصر
لكون ليبيا دولة حدودية وجزء من الأمن القومي المصري.