الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

تعرضت للاضطهاد فى فرنسا .. د. إيناس عبدالدايم : المرأة حصلت على حقوقها منقوصة ولكن ...

  • 27-3-2017 | 09:32

طباعة

حوار : حاتم جمال - عدسة: صلاح سعيد

لم تدخل فى صراع مع الرجل إلا فى الخارج لاختلاف الثقافات... لم يقهرها رجل ولم تؤثر فيها الغيرة النسائية.. نجحت كإدارية فى كل المهام التى أوكلت لها وأصبحت نموذجاً للمرأة المصرية القوية.. رفضت الخضوع أو الاستسلام أو القهر بكافة اشكاله. إنها الدكتور إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية التى تحدثت عن قضايا المرأة وهمومها وآمالها وآلامها فى السطور التالية...

تقول د. إيناس: المرأة حتى الآن منقوص حقوقها رغم الطفرة التى حدثت فى حقوقها الفترة الأخيرة واهتمام السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بكل قضاياها وتخصيص عام 2017 ليكون عام المرأة المصرية وهذا فتح أبواباً كثيرة للمرأة وساعدها على إيجاد حلول للعديد من مشاكلها وقضاياها، لكن مازالت المرأة لم تحصل على الحقوق كاملة، وإذا دققنا النظر ستجد أن المرأة المصرية الآن لديها مكتسبات عديدة، ففى الوزارة كان تمثيل المرأة قوىاً ومؤثراً ولأول مرة تشغل المرأة منصب المحافظ من خلال السيدة نادية عبده محافظ البحيرة فقد كان قرار تعيينها قراراً جريئاً وهو مسئولية ويظهر حجم تحمل المرأة للمسئولية، فضلاً عن العمدة النسائية التى أصبحت منتشرة فى شتى قرى مصر..

واضافت قائلة: عام واحد لا يكفى فقد فتح الرئيس الباب بهذه المبادرة وعلى المرأة أن تدافع عن الفكرة وتسعى لاستعادة كل حقوقها، فتخصيص عام للمرأة جاء إيماناً بدورها فى المجتمع وعليها أن تتواجد بمساحة أكبر فنحن فى مصر كان لنا السبق فى الاهتمام بالمرأة قبل العالم ووضح هذا فى حضارتنا لكن حدثت انتكاسة فى حقوق المرأة بالعالم كله لدرجة أن فى الخمسينيات كان وجود المرأة داخل الاوركسترا أمراً نادراً على مستوى العالم وليس فى مصر الآن العازفات متواجدات فى كل الاوركسترات.

نساء الأوبرا

واستطردت: نحن داخل الأوبرا نولى اهتماماً بالمرأة ولا يوجد تمييز لأن العمل هو المعيار الأوحد فى التقييم ولدينا مديرات لإدارات ورئيسات لإدارات نساء بجانب الفنانات المنتشرات فى كل قطاعات دار الأوبرا وهن نماذج رائعة وناجحة تشرف مصر.

نصيب المرأة من الفنون

وأوضحت قائلة: لا أريد التصنيف فنحن فى مصر نتحدث عن المردود الثقافي والفني للفرد سواء رجلاً أو امرأة وللأسف الشديد طوال فترات سابقة كانت المدن الكبرى والعاصمة التى تحصل على نصيب الأسد من المردود الثقافى لذا بدأ البحث عن المواهب فى كل قرى ونجوع مصر وتوفير الفرص لهن وتقديم خدمات ثقافية لهذه الفئات، أما بالنسبة للمرأة فلابد أن تعرف أنها عصب المجتمع وليست الأسرة فقط، فالمرأة الصعيدية تستحق الدراسة فهى قوية تتخذ القرارات وتتحكم فى أمور كثيرة داخل محيطها وليس أسرتها فقط وهذا ينعكس على المجتمع لأنها امرأة منتجة كذلك فى الوجه البحرى الأمر الملفت أنى أرى فتيات الآن لديهن حلول غير تقليدية لكل المشاكل يبتكرن أموراً لضخ موارد رزق لا يبتكرها الرجل من مشاريع وأعمال فى كل المجالات فالمرأة لديها الجرأة على اقتحام مجالات لا يقتحمها الرجل ولديها حلول لمعظم المشاكل

المرأة فى الدراما والإعلانات

ورفضت د. إيناس مقولة أن المرأة سلعة حيث قالت: لا يمكن التعميم فى الفن ومساواة الفنون بالإعلانات وهناك فرق شاسع بين الإعلان والدراما فالإعلان شكل تجارى يبتعد عن أى تصنيف ولا يمكن أن نصف المرأة التى تعمل به بأنها سلعة لرواج السلعة لكن الفن المصرى سواء دراما سينمائية أو تليفزيونية قدم المرأة بكل أشكالها وأنصفها فى العديد من القضايا، وعلى مدار تاريخنا هناك نجمات كتبن أسماءهن بحروف من نور فى تاريخ الدراما أما المحتوى فاقتحمت المرأة مجال الكتابة وعبرت عن آمالها وأحلامها منهن فتحية العسال وحسنْ شاه رحمهما الله ويكفى أن الأخيرة غيرت قانون الأحوال الشخصية بفيلم "أريد حلا" وحتى الدراما الآن بها حراك وحرية فكرية فى معالجات قضايا المرأة ولا أنكر أن فى فترة من فترات الفن المصرى حدث اهتزاز وانعكس على دور المرأة لكن عادت الصورة كما كانت وعبرت المرأة بالشكل اللائق عن قضاياها وتناولتها بشكل أدق من الرجل.

الغناء غير المجتمع

واضافت أن هذا الدور لا يقف عند حد الدراما بالعكس فالغناء المصرى نفسه جاء معبراً عن قضايا وهموم المرأة ولعل المثال الأبرز فى هذا النجمة أنغام التى عبرت فى أغانيها عن هموم المرأة المصرية بكل طبقاتها مثل "اكتب لك تعهد" بل أحياناً الأغانى يكون بها قسوة لنقد واقع مجتمعى، الجميل أن كتاب هذه الأغانى رجال ولا ننكر أصالة وسميرة سعيد وشيرين وامال ماهر وغيرهن الكثيرات ممن قدمن أعمالاً غنائية تعبر عن واقع المرأة بمشاكلها.

لم يقهرنى رجل

وعن تجربتها الشخصية فى التعامل مع الرجل والمرأة قالت: أعتبر أن تجربتى الشخصية فريدة من نوعها فلم أواجه أى نوع من الصراع مع الرجل إلا فى مرحلة واحدة ففى مصر طول عمرى نتبارى دون منافسة أو تمييز وكنت مسلحة بأسرتى الفنية ووالدى الذى يدفعنى للأمام ووالدتى التى لها الفضل فى كل ما وصلت له ولكن الصراع كان خارج مصر عندما كنت فى فرنسا للدراسة وكان هناك صراع لاختلاف الثقافات فكان يرانى قادمة من مجتمع شرقى غير متحضر لكنى بمجرد ما أثبت الجدارة والكفاءة انتهى الأمر فهم شعوب لا تعترف إلا بالكفاءة فقط وفى مرحلة أخرى كان هناك صراع مع الرجل فى مرحلة من مراحل الإدارة، فلابد أن نعترف أننا فى مجتمع ذكورى ومن الصعب أن يتقبل رجل أوامره من امرأة ولكنه بعد أن علموا أن المصلحة العامة هى الأساس انصاع الجميع للأمر.

الغيرة النسائية

الغيرة موجودة فى كل زمان ومكان ولا تقتصر على المرأة فقط فهناك غيرة من الرجل أيضا ولكن الغيرة النسائية فى الغالب تكون سلبية وللأسف الشديد أحياناً تكون مدمرة للشخص الذى يغير فهناك نماذج ناجحة البعض يغار من هذا النجاح وكارهون له وتؤثر بشكل سلبى على الفرد والمجتمع وعن نفسى تعرضت لهذا والبعض غرن منى لكنى لا أتألم منها لأنها لا تؤثر فىّ فأنا مقتنعة بأن العمل هو الذى يبنى ولا التفت لأى شىء آخر غير عملى فقط ونجاح المنظومة التى أتولى الاشراف عليها.

    الاكثر قراءة