الأحد 19 مايو 2024

بمناسبة إعلان الرئيس السيسى 2017 عام المرأة المصرية .. رائدات المسرح المصرى .. رحلة كفاح لتحقيق الشهرة

27-3-2017 | 09:36

كتب : محمد جمال كساب

المرأة لها دور بارز فى تقدم المجتمع،من هنا جاء إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى 2017 عاماً للمرأة المصرية، لذا نسعى لرسم ملامح لحياة بعض رائدات المسرح المصرى وكفاحهن من أجل الوصول إلى المكانة المتميزة من خلال موسوعة «صناع المسرح المصرى» تأليف الناقد د. أحمد سخسوخ العميد الأسبق لمعهد الفنون المسرحية، وهن: فاطمة رشدى وبديعة مصابنى ومنيرة المهدية وروز اليوسف.

فاطمة رشدى

بدأت فى «القرية الحمراء» ووصلت شهرتها أوروبا والصين

تعد فاطمة رشدى إحدى رائدات المسرح والفن المصرى بشكل عام. أُطلق عليها «سارة برنار الشرق».

وُلدت فاطمة رشدى بالإسكندرية عام 1908، عشقت المسرح منذ طفولتها اكتشفها سيد درويش وجاء بها إلى القاهرة للعمل بفرقته، ثم اتجهت للعمل كمغنية بمسارح روض الفرج.

تعرفت على الأديب محمد تيمور الذى رعاها وتعرفت من خلاله على رموز الوسط الفنى، ومنهم عزيز عيد الذى تحمس لها وساعدها على تعلم القراءة والكتابة وقواعد التمثيل والإلقاء اللغة الفرنسية، وقدمها فى أولى مسرحياتها «القرية الحمراء»، ثم انتقلت للعمل مع يوسف وهبى بفرقته «رمسيس» وشاركت معه بعدة عروض منها «النسر الصغير» ثم تزوجت أستاذها عزيز عيد وأنجبت عزيزة وأسس لها فرقة تحمل اسمها قدمت فيها الكثير من المسرحيات منها «يوليوس قيصر» و«مجنون ليلى» و»ليلة من ألف ليلة» و«أميرة الأندلس»، بعدها اندمجت فرقتها مع فرقتى جورج أبيض ويوسف بك وهبى، جابت من خلالها العديد من الدول الأوروبية والصين والهند.

اعتزلت الفن بعدما انحسرت عنها أضواء الشهرة لتعيش وحيدة تعانى المرض، حتى توفيت عام 1996.

بديعة مصابنى...

عملت فى ملاهى القاهرة للإنفاق على أمها.. وسافرت إلى لبنان لتأسيس فرقة باسمها

اسمها الحقيقى «وديعة» ونظراً لجمالها الأخاذ أُطلق عليها اسم «بديعة مصابنى» وُلدت فى دمشق والتحقت بالمدرسة الداخلية، فاكتشفت الراهبات موهبتها الفنية. تنقلت من سوريا إلى لبنان حتى وصلت إلى مصر مع أمها، فاتجهت للعمل فى الملاهى مغنية وراقصة، ثم بدأت ترتاد المسارح حتى تعرفت على جورج أبيض، الذى آمن بموهبتها فطلب من المؤلف فؤاد سليم تعليمها اللغة العربية، ثم أسند لها أدواراً فى بعض مسرحياته.

بعد ذلك سافرت إلى لبنان لتؤسس فرقة فنية باسمها وذاع صيتها فى منطقة الشام، ثم عادت إلى مصر مرة ثانية وتعرفت على الفنان نجيب الريحانى الذى أُعجب بها وتزوجها وشاركته مسرحيات عديدة منها «بدر البدور» و«الشاطر حسن» و«ريا وسكينة» و«البرنسيسة». حققت بديعة مصابنى شهرة كبيرة كمعلمة للرقص لأشهر راقصات مصر والوطن العربى، أبرزهن تحية كاريوكا وسامية جمال رحلت عن عالمنا 23 يوليو1974.

منيرة المهدية.. «سلطانة الطرب»

اسمها الحقيقى «زكية حسن» وُلدت فى قرية مهدية بمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية عام 1884، برزت موهبتها فى الغناء منذ طفولتها، فجابت القرى وأحيت الكثير من الحفلات.

تعاونت مع أشهر الملحنين أمثال سيد درويش وبديع خيرى ومحمد عبدالوهاب ومحمد القصبجى ورياض السنباطى.

البداية عندما اكتشفها محمد فرج صاحب ملهى «فرج» بالأزبكية عام 1905، وقدمها لجمهور القاهرة ثم تزوجها إلى أن وقع الطلاق بينهما، فانتقلت للعمل فى ملهى «الألدورادو» وتزوجت محمود جبر وأسست معه ملهى «نزهة النفوس» بعد ذلك أُعجب بها عزيز عيد وضمها إلى فرقته عام 1915 لتغنى قصائد الشيخ سلامة حجازى بين فصول المسرحيات، وبعد عامين كونت فرقتها الخاصة على مسرح «برنتانيا» لتقديم أدوار الشيخ سلامة حجازى، ثم انتقلت إلى مسرح الكورال لتبدأ فى تقديم الأوبرات العالمية بعد تمصيرها، وقدم لها الملحن كامل الخلعى ألحاناً امتزجت فيها الموسيقى الشرقية بالغربية، فقدمت «كارمن و«تاييس» و«أدنا» و«روزينا» ثم انتقلت لمرحة أخرى لتقديم الأوبرا الشعبية.

وكان أشهر لقب حملته هو «سلطانة الطرب».

بدأ نجمها فى الأفول فعاشت أواخر أيام حياتها منزوية عن الوسط الفنى لترحل عن عالمنا فى 11 مارس 1965.

روز اليوسف.. «الفودفيلة الحسناء»

وُلدت فاطمة اليوسف «روز اليوسف» يتيمة الأب لم تتلق من التعليم سوى القليل. كانت تذهب إلى مسرح «دار التمثيل العربى» وهى طفلة لتشاهد عالم السحر والخيال والبطولات، فيبهرها ما تشاهده وأخذت تتسلل إلى الكواليس لتكشف أسراره وقد رآها الممثل عزيز عيد أثناء ذلك وعرف ظروفها وأخذ بيديها وتبنى موهبتها ليقدمها فى أولى تجاربها المسرحية «عواطف البنين» لتلعب دور الجدة العجوز ذات السبعين من عمرها رغم أن سنها صغيرة لتحقق النجاح الكبير ليقوم عزيز عيد بإحضار مَن يعلمها اللغتين العربية والفرنسية حتى قدمها فى مسرحية «خلى بالك من إميلى» أمام نجيب الريحانى، فاستحقت أن يطلق عليها لقب «الفود فيلة الحسناء»..

اتجهت روز اليوسف إلى العمل الصحفى والسياسى، فأصدرت مجلة «روز اليوسف».

خاضت «روز اليوسف» معارك طاحنة ضد الملك فاروق والاحتلال الإنجليزى والفساد وصودرت مئات المرات، ودعمت الحركة الوطنية حتى سجنت عدة مرات بسبب نضالها وتصديها للحكومة والفاسدين.