الجمعة 17 مايو 2024

من عزيزة أمير إلي هالة خليل .. المخرجات أكثر جرأة من تناول قضايا المرأة

27-3-2017 | 09:44

كتب : محمد نبيل

شهدت السينما المصرية عبر تاريخها العريق تجارب نسائية مشرفة دفعت بدايات هذه الصناعة ليس فى مصر فقط بل فى العالم بأسره، حيث شهدت العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضى ظهور أربع مخرجات فى وقت لم يكن فيه العمل بالسينما بالأمر الهين، وفى حين كان عدد المخرجات حول العالم رقما ضئيلا جدا، فقدمت عزيزة أمير فيلم "بنت الليل" عام 1929، وأخرجت نجمة عصرها فاطمة رشدى فيلم "الزواج" عام 1933، فيما قدمت بهيجة حافظ فيلم "ليلى بنت الصحراء" عام 1937، وفى العام نفسه أخرجت أمينة محمد فيلم "تيتا وونج"، وقد أنتجن المخرجات الأربع أفلامهن، وكان ذلك بمثابة التطور الطبيعى للتطورات السياسية والاجتماعية التى مرت بها مصر، فى ظل بوادر الحركات النسائية. غابت المرأة عن الأخراج بشكل ملفت بعد ذلك، حتى قامت ثورة يوليو عام 1952، ولكن الأمر لم يتغير حتى بعد إنشاء التليفزيون عام 1960، وظلت تجارب الثلاثينيات هى الأخيرة ولم تجرؤ أى سيدة فيما بعد التصدى لإخراج أفلام سينمائية حتى قررت النجمة ماجدة عام 1966 من خلال فيلمها "من أحب"، وذلك عقب تخرج أولى دفعات معهد السينما عام 1964

ومع بداية الثمانينيات ظهر عدد من التجارب المتواضعة على مستوى الأفلام القصيرة، حتى برزت أسماء مثل "نادية حمزة التى أخرجت "بحرالأوهام" عام 1984، وقدمت حتى عام 1991 ثمانية أفلام، وإيناس الدغيدى التى أخرجت فيلم "عفوا أيها القانون" عام 1985، وتعتبر صاحبة أكبر عدد من أفلام فى مصر والوطن العربى بالكامل حيث قدمت أكثر من 15 فيلما ، ولا شك أن انعكاس وجود هذه المخرجات للأفلام وما تلاها ساهم فى مناقشة قضايا المرأة على الشاشة بشكل أكثر تكثيفا.

ومع نجاح أفلام المخرجات الشابات، تحمس عدد أكثر من المنتجين لغيرهن فقدمت نادية سالم فيلم "صاحب الإدارة بواب العمارة" عام 1985، ثم "شحاذون ونبلاء" لأسماء البكرى عام 1991، فيما انتظرت ساندرا نشأت لتقديم فيلمها الأول "مبروك وبلبل" عام 1998، وخلال العقد الأول من القرن الحادى العشرين لمعت أربع مخرجات شابات، أبرزهن هالة خليل من خلال فيلم "أحلى الأوقات" عام 2004، وقامت ببطولته حنان ترك، منة شلبى، وهند صبرى، وكاملة أبوذكرى بفيلم "سنة اولى نصب" بطولة خالد سليم، وأحمد عز، وداليا البحيرى ونور.

وبالوقوف عند هالة وكاملة فسوف نجد أنهما من أهم المخرجات على الساحة فى مصر الآن، حيث أثبتت تجاربهما فيما بعد مدى التمكن الذى يتمتعان به، حيث ظهر تفوقهما عن باقى مخرجات جيلهما.

هالة خليل بدت للمتابعين موهبة صاعدة منذ تخرجها فى معهد السينما عام 1992 وطرحها لمشروع التخرج فيلمها "ماريونيت" ومن ثم أخرجت اكثرمن فيلم قصيرحتى كافحت لخروج اول أفلامها الروائية الطويلة للنور وهو "أحلى الأوقات"، ثم أكدت أنها جديرة أن تكون مخرجة كبيرة من خلال فيلمها الثانى "قص ولزق" فيما أبدعت عبر فيلمها الأخير "نوارة" والتى حصلت به منة شلبى على جائزة أفضل ممثلة من مهرجانى وهران و دبى ، أما كاملة أبو ذكرى فقد تألقت فى تجربتها المميزة "واحد صفر" مع السيناريست مريم نعوم، وسط كوكبة من النجوم،وتم عرضه فى عدد كبير من المهرجانات ونال عدد من الجوائز قبل أن ينال إشادة نقدية لافتة، قبل أن تقدم فيلمها الاخير "يوم للستات" ليعرض فى افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورته الـ38، بطولة إلهام شاهين، نيللى كريم، أحمد وفاروق الفيشاوى، محمود حميدة، إياد نصار وناهد السباعى والتى نالت عنه جائزة أفضل ممثلة فى المهرجان نفسه. ولا تزال السينما المصرية تقدم مواهب إخراجية جديدة، أمثال أيتن أمين - نادين خان - تهانى راشد - هالة لطفى - ماجى مرجان - نادية كامل - روجينا بسالى - ماجى أنور، وبرغم عدم حصول هذه الاسماء على فرص كبيرة إلا أنها تبشر بمستقبل مشرق لاستكمال مسيرة المخرجات المصريات على مرالتاريخ.