السبت 23 نوفمبر 2024

أخبار

سفير مصر بإثيوبيا: القاهرة حريصة على دفع العمل الإفريقي المشترك لآفاق أوسع

  • 16-11-2018 | 16:56

طباعة

قال السفير أسامة عبد الخالق، سفير مصر لدى إثيوبيا، ومندوبها الدائم بالاتحاد الإفريقي، إن مصر حريصة كل الحرص على دفع العمل الإفريقي المشترك إلى آفاق أوسع ومساهمتها المالية في الاتحاد تصل حاليا إلى 9,6% من الميزانية العامة، والتي تصب في الموضع الصحيح لتحقق كفاءة الإنفاق وكفاءة المردود لما يحقق تطلعات الشعوب الإفريقية، موضحا أن مصر لم تتخل يوما عن التزاماتها الإفريقية وتحرص دائما واجباتها تجاه القارة الإفريقية.

وأضاف السفير المصري لدى إثيوبيا- في تصريحات للوفد الصحفي المرافق لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي الذي يحضر فعاليات القمة الإفريقية الاستثنائية التي تنطلق غدا نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا- أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي ستبدأ من يوم 7 فبراير المقبل، حيث كان قد تم التحضير لها منذ يناير الماضي بتكليف من الرئيس السيسي لكل من رئيس الوزراء ووزير الخارجية.

وأوضح أن تمثيل مصر للقارة الإفريقية من الأهمية الكبيرة خاصة مع الكلمة التي سيدلي بها الرئيس السيسي خلال مشاركته في أغسطس المقبل أمام مجموعة العشرين، والتي تأتي استكمالا لحديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبذلك تصبح الرؤية المصرية للقارة الإفريقية هي المسموعة في المحافل الدولية.

وأشار إلى أن القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقي هي الرابعة التي تعقد هذا العام وتركز على الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي وفي القلب منها إصلاح مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث تم الاتفاق على إعادة هيكلة مفوضية الاتحاد الإفريقي والتي ستشمل مناصب الرئيس ونائب الرئيس وستة من المفوضين، بحيث يصبح إجمالي عدد المفوضية ثمانية بدل عشرة، إضافة لإعادة توزيع الحقائب واستحداث منصب جديد غير منتخب يمثل مدير عام المفوضية، والذي يكلف بمهام التنسيق ومتابعة مهام عمل أعضاء المفوضية.

وقال سفير مصر لدى إثيوبيا، إن جزءا من إصلاح المفوضية يتعلق بالإصلاح المالي والإداري وتحسين التوظيف وزيادة كفاءة الإنفاق ورفع مستويات الانضباط المالي والرقابة الداخلية والخارجية وهي أدوات لتحسين الأداء الخاص بالمفوضية التي تعتبر في قلب عملية إدارة الاتحاد الإفريقي.

وأشار إلى أن رئيس الاتحاد الإفريقي الحالي بول كاجامي يعتبر حاليا هو قائد ملف الإصلاح وهو ملف يتم العمل به منذ عامين وتم خلاله عقد لقاءات عديدة لمجلس وزراء الخارجية بالقارة الإفريقية انتهاء بالقمة الاستثنائية التي ستعقد غدا.

وأكد أنه لا توجد على أجندة هذه القمة أي قضايا خلافية وسيتم بحث مختلف الأوجه الفنية الخاصة بعملية الإصلاح بصورة متكاملة إضافة إلى بحث مبادرة "النيباد" والتي تعد مصر إحدى الدول التي أسستها وتعتبر الذراع التنموي للاتحاد الإفريقي ومقرها في جنوب إفريقيا، حيث سيتم الحديث عن كيفية تطوير ولاية هذه المبادرة والملامح العريضة لها خاصة فيما يتعلق بخطط تنمية القارة والاندماج الإفريقي لدور الاتحاد الإفريقي.

وقال إن مصر لديها مفوض نشط هو الدكتورة أماني أبوزيد التي تشغل مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الإفريقي حيث أن هذه هي المرة الثالثة التي تشغل خلالها مصر هذا المنصب بعد الدكتورة إلهام إبراهيم التي تقلدت المنصب دورتين سابقتين، في إطار الحرص المصري على الاستعانة بالخبرة المتميزة في هذه الملفات الخاصة بالقارة الإفريقية ومستقبل التعاون بين دولها.

وأضاف أن الأجندة الإفريقية الطموحة 2063 التي تعول عليها دول الاتحاد تعد أجندة فضفاضة وتتسم وتركز على الأبعاد التنموية والحكم الرشيد والاندماج القاري خاصة أن القارة الإفريقية تزخر بالفرص والإمكانيات على الرغم من المعاناة التي تواجهها القارة السمراء من تحديات هيكلية تتعلق بالسلم والأمن والصراعات والإرهاب وعلى سبيل المثال ما تعانيه منطقة الساحل الإفريقي التي تمتد من موريتانيا وشمال مالي وحتى تشاد من مشكلات الأمن والإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار في البشر والمخدرات وهي عوامل تخلق بيئة خصبة للفوضي وهو ما ينجم عن غياب حضور مؤسسات الدولة وغياب فرص التنمية.

وأوضح السفير عبد الخالق أن قضايا بعينها تهتم بطرحها مصر ضمن استراتيجيتها خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، وتحظى باهتمام بالغ من القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعلى رأسها الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وفي قمة نواكشوط أصدرنا قرار استضافة مصر لمركز إعادة الإعمار والتنمية الإفريقي.. مشيرا إلى أن منتدى الشباب بشرم الشيخ، كانت إحدى جلساته مناقشة إعادة إعمار وتنمية إفريقيا وإعداد القادة من الشباب الإفريقي، فيما تطور هذا المفهوم ليصبح العمل على استدامة السلام والأمن.

وأشار إلى أنه بناء على ذلك كان لسيادة الدولة وإدارة الرئيس السيسي للسياسة الخارجية توجها والتزاما كبيرا تجله حرص مصر على الحفاظ على بنية الدول وحضورها وأن تظل مؤسسات الدولة هي العمود الذي يحافظ على استقرارها ووفائها بمهامها، ومثال على ذلك تعامل مصر مع ملفات الأزمات في العديد من الدول منها ليبيا وسوريا وفي جنوب السودان.

وأكد أنه رغم الصعوبات الاقتصادية، أدمجت مصر أدواتها للتعاون الفني مع إفريقيا في مبادرة الشراكة والوكالة المصرية للتنمية والتي كان مجال عملها الرئيسي في إفريقيا لتدريب الشباب الإفريقي وكوادر الإعلاميين والدبلوماسيين والقوات الشرطية ومهندسين الري وحفر الأبار وغيرها، وهو ما شدد عليه الرئيس السيسي خلال مؤتمر الشباب السابق.

وأشار إلى أن قمة "التيكاد" تعد محفلا مهما للتعاون بين اليابان والدول الإفريقية التي ستعقد يناير المقبل ويتحدث فيها الرئيس السيسي نيابة عن القارة الإفريقية، وخلاله تدعو اليابان كافة الشركاء الدوليين التنمويين مثل البنك الدولي والاتحاد الإفريقي.

ولفت إلى العديد من قصص النجاح المصرية في إفريقيا والتي كان أخرها فوز شركة المقاولون العرب وتحالف السويدي بإقامة أضخم سد في تنزانيا والذي تم بدعم كبير من القيادة السياسية واهتمام بأن تقدم مصر نموذج بارز وخبراتها بصورة تنافسية للقارة الإفريقية، وأيضا مبادرة التنمية في دول حوض النيل ولها مخصصات تتقدم على إثرها الوزارات المصرية بمشروعات وإتاحة أفضل الخبرات وهو ما ينسجم مع الهدف الأكبر بأن مصر تستعيد حيوية دورها في إفريقيا ولها خط ثابت في إفريقيا يتعلق بمصلحة القارة على خلفية الرصيد التاريخي لمصر في إفريقيا.

وقال إن إثيوبيا والسودان بلدان مهمان لمصر على المستوى الاستراتيجي خاصة فيما يتعلق بملفات التعاون ونهر النيل، الذي يعد شريان الحياة لهذه الدول، موضحا أن فلسفة مصر خلال رئاسة الاتحاد الإفريقي ستنطلق من خلال هذه الأولويات.

وأوضح السفير المصري لدى إثيوبيا، أن لدى الشعبين المصري والإثيوبي الكثير لما يجمعهما ورأينا الرئيس السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي السابق والرئيس السوداني، وهم يرفعون أيديهم في إشارة إلى التعاون والتكامل وطالبوا الحكومات وشعوب الدول الثلاث بالعمل كدولة واحدة تجمعها وحدة العمل المشترك والمصير.

وأشار إلى أن إثيوبيا تهتم بشكل خاص بمصر خاصة فيما يتعلق بالشأن الديني، ما تجلى في احتشاد العاصمة الإثيوبية بأكثر من 800 ألف إثيوبي لاستقبال قداسة البابا الراحل شنودة عام 2009، وهو ما تكرر عند استقبال البابا تواضروس الذي وعدني بأن يجري زيارة قريبة إلى إثيوبيا في الوقت المناسب.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة