قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ
العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، إن دعوة الرئيس لتكثيف الجهود
لإعادة قراءة التراث الفكري ليست الأولى وإنما طالب بذلك عدة مرات سابقا كخطوة
مكملة لمطلبه بتجديد الخطاب الديني، مضيفة أن تجديد تلك الدعوة هدفها التذكير
والتنبيه.
وأوضحت نصير، في تصريح
لـ"الهلال اليوم"، أن مصر لديها تراث عظيم انفردت به على مستوى العالم
وحافظت عليه وحفظه علماؤها فكانوا حرس أمناء عليه، إلا أنهم لم يضيفوا إليه ولم
يجددوا كما فعل الأوائل، مضيفا أن الجيل الجديد من العلماء ورجال الدين ربما يأخذ بزمام
المبادرة ويبدأ ما لم يقدر عليه ما قبلهم.
وأكدت أن علماء الدين يجب ألا يقتعلوا
من جذورهم وألا يتغربوا عن مستجدات عصرهم لذلك يجب إعادة قراءة التراث الفكري بما
يتناسب مع مستجدات العصر، مضيفة أن رجل الدين كالطبيب يحدد المشكلة ويضع الحلول ولذلك
فإن دعوة الرئيس اليوم بضرورة أن يتمتعوا بعقلية جامعة هي دعوة كريمة يجب أن تصل إلى
كل رجال الدين.
وأشارت إلى أن الرئيس اليوم في
خلال الاحتفال ذكرى المولد النبوي اختتم كلمته بمنتهى الحكمة بضرورة أن يكون رجل
الدين صاحب عقلية موسوعية فكرية ليكون له دورا فعالا ومؤثرا في المجتمع، ليستطيع
أن يغوص في مشاكل الناس ويستطيع وضع روشتة للعلاج.
وخلال كلمته اليوم في الاحتفال
بذكرى المولد النبوي، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه "رغم جهود هؤلاء
العلماء والأئمة والمثقفين، ودورهم المحوري في هذه المعركة الفكرية والحضارية، إلا
أننا نتطلع إلى المزيد من تلك الجهود لإعادة قراءة تراثنا الفكري، قراءة واقعية
مستنيرة، نقتبس من ذلك التراث الثري ما ينفعنا في زماننا ويتلاءم مع متطلبات عصرنا
وطبيعة مستجداته، ويسهم في إنارة الطريق لمستقبل مشرق بإذن الله تعالي لوطننا
وأمتنا والأجيال القادمة من أبنائنا."