الجمعة 17 مايو 2024

السيسي يؤكد ضرورة امتلاك رجل الدين لعقلية جامعة.. وخبراء: هذه السمة تزيد قدرته على الحوار واستيعاب الآخرين.. ويجب أن يكون مؤسسة متكاملة والصورة النمطية غير مناسبة

تحقيقات19-11-2018 | 17:29

«الجندي»: العقلية الجامعة لرجل الدين تزيد قدرته على الحوار واستيعاب الآخرين

أستاذ بالأزهر: رجل الدين يجب أن يكون مؤسسة متكاملة ومدركا لمصلحة الوطن

 

أكد خبراء أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة أن يكون لرجل الدين عقلية جامعة هي واحدة من أهم الرسائل التي وجهها اليوم للشعب المصري وعلماء الدين، موضحين أن امتلاك رجل الدين لعقلية جامعة تزيد من قدرته على الحوار واستيعاب الآخر، وأنه يجب أن أيضا أن يكون مؤسسة متكاملة ومدرك لمصلحة الوطن العليا ويخدمها في ظل التحديات الراهنة بما يمكنه من التعامل مع قضايا المرحلة.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أكد في كلمته اليوم خلال الاحتفال بذكرى المولد النبوي، أن رجل الدين الحقيقي الذي يتصدى للتطرف لابد أن يكون صاحب عقلية جامعة لكل العلوم وليس العلوم الدينية فقط، حتى يستطيع رجل الدين من التحدث في كافة المجالات ويعالج قضايا عصره.

وأضاف الرئيس أن الإشكالية الحالية في العالم الإسلامي هي القراءة والفهم الخاطئ لتعاليم الدين، مطالبا بضرورة التصدي للإساءة الكبيرة لسمعة المسلمين حول العالم، موجها رسالة لكل المصريين بأن تكون سلوكياتهم ضمن الفهم الصحيح للدين.

 

مؤسسة متكاملة

الدكتور عبد الحليم منصور، وكيل كلية الشريعة والقانون بتفهنا الأشراف بالدقهلية، قال إن صورة رجل الدين النمطي التقليدية لم تعد مناسبة ويجب أن تتغير في المرحلة الحالية بشكل يناسب الواقع والعرف المحيط به الآن والتحديات الراهنة للدولة، مضيفا أن هذا ما يعنيه تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة أن تمتع رجل الدين بعقلية جامعة.

وأوضح منصور، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن رجل الدين عليه أن يكون مدركا لمصلحة الوطن العليا وتغيرات الزمان والمكان لكي لا يصدر منه ما من شأنه أن يفتت اللُحمة الوطنية بين أطياف الشعب المصري، مضيفا أن تلك العقلية الجامعة تعني أيضا أن يكون ملما بالأدوات الحديثة وكيف يوصل رسالته للآخرين.

وأكد أن رجل الدين عليه أيضا أن يطور نفسه وأن يكون ملما بالعلوم الشرعية والمدنية التي تؤهله لتقديم خطاب ديني متجدد ويناسب المرحلة الراهنة ومصلحة الوطن العليا، مضيفا أن رجل الدين بهذه الصورة هو مؤسسة متكاملة وليس مجرد شخص يصدر رأيا أو فتوى عابرة إنما يكون ما يصدر عنه حكما شرعيا يصب في صالح الأمة.

وأشار أستاذ الأزهر إلى أن تجديد الخطاب الديني هو مسألة أمن قومي لا تقل خطورة عن أي شأن آخر، لأن البعض يعمل على إصدار فتاوى من شأنها الإضرار بالأمن والسلم الاجتماعي لمجرد قرأته لكتاب، مضيفا أن رجل الدين الصحيح يحتاج لصناعة وخبرات تؤهله تقديم فتوى تعلي مصلحة الأفراد والجماعة والدولة.

 

زيادة قدرته على التواصل

وقال اللواء شكري الجندي، عضو لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم خلال الاحتفال بالمولد النبوي هي كلمة قوية وحملت رسائل للشعب المصري عامة ولرجال الدين خاصة، مضيفا أن تأكيد الرئيس بضرورة أن يتمتع رجل الدين بعقلية جامعة ليتمكن من التصدي للأفكار المتطرفة هو من أهم ما تطرق إليه اليوم.

وأوضح الجندي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، رجل الدين عليه أن يلم بجميع العلوم لتتزايد درجة ثقافته وقدرته على الحوار واستيعاب الآخرين والقدرة على التأثير في الناس، مضيفا أن منهج الدين الإسلامي صحيح وكامل لكن التقصير لدى من يقومون بتطبيقه، لأن التطبيق الصحيح هو علاج لكل النفوس حتى الشاذ منها.

وأكد أن الرئيس شدد على مسئولية رجال الدين الكبيرة تجاه الأمة الإسلامية كما وجه بأن يكون هناك تطبيقا عمليا لما أمر به الله ورسوله، مشيرا إلى أن السيسي طالب أيضا بصدق الكلمة وأمانة الموضوع والحرص في العمل وحب الآخرين وإعمار الأرض كما أمر الله ورسوله ونشر السلام والفهم الصحيح لأصول الدين.