خبير علاقات دولية: زيارة «شكري» لبلغاريا تدفع التعاون الثنائي والتبادل التجاري

دبلوماسي سابق: العلاقات المصرية البلغارية تاريخية.. والزيارات المتبادلة تعززها

دبلوماسي: الاستثمار والتبادل التجاري والسياحة أهم أولويات شكري في بلغاريا

 

أكد دبلوماسيون وخبراء بالعلاقات الدولية أن زيارة سامح شكري وزير الخارجية إلى بلغاريا اليوم تعكس مدى حرص الدولتين على تعميق العلاقات الثنائية حيث أنها الزيارة المتبادلة بين مسئولين من الدولتين بعد الزيارة التي أجراها رئيس الوزراء البلغاري إلى القاهرة أكتوبر الماضي، موضحين أن هناك عدة ملفات تشغل أولوية خلال الزيارة أبرز الاستثمار والتبادل التجاري والتباحث حول القضايا ذات الاهتمام المشترك وعلى رأسها الأوضاع الإقليمية ومكافحة الإرهاب.

وتوجه سامح شكرى وزير الخارجية، اليوم الأربعاء، إلى العاصمة البلغارية صوفيا، فى زيارة تستهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وإجراء مشاورات حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك على ضوء الأهمية التى توليها مصر لتوطيد العلاقات مع شركائها فى شرق أوروبا.

وتأتي زيارة شكري اليوم إلى صوفيا في أعقاب زيارة أجراها رئيس الوزراء البلغارى بويكو يوريسوف إلى مصر فى أكتوبر الماضى، والتي التقى خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي واتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة برئاسة وزيرى خارجية البلدين.

ومن المقرر أن يلتقى شكري خلال الزيارة بكل من الرئيس البلغارى، ورئيس الوزراء، ووزيرة الخارجية، لبحث سبل دفع العلاقات الثنائية فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، فضلا عن بحث القضايا الدولية والإقليمية، وعلى رأسها قضايا مكافحة الإرهاب والجريمة عابرة الحدود والهجرة غير الشرعية والأزمات فى الشرق الأوسط.

 

دفع التعاون الثنائي

الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية، قال إن زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى بلغاريا اليوم تأتي في أعقاب شهر تقريبا من زيارة رئيس الوزراء البلغاري إلى مصر ولقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي وذلك في أكتوبر الماضي، مضيفا أن الزيارة الحالية مهمة لتقوية وتعزيز العلاقات ودفع التعاون الثنائي بينهما وخاصة التبادل التجاري والتواصل السياسي.

وأوضح اللاوندي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن أهمية التواصل المستمر بين البلدين تنبع من كونه يعكس رغبة الدولتين في تقوية العلاقات ذات الجذور التاريخية بينهما، مضيفا إن مباحثات الرئيس السيسي ورئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف أسفرت عن الاتفاق على عقد لجنة مشتركة في يناير المقبل وإنشاء جامعة بلغارية في مصر ودفع وتعزيز التبادل التجاري.

وأكد أن هناك جملة من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين منها الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط والأزمات التي تؤرق كافة دول العالم بينها الهجرة غير المشروعة ومكافحة الإرهاب ووضع اللاجئين، فضلا عن العلاقات الثنائية كزيادة الاستثمارات والتعاون في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية.

 

ملفات ذات أولوية

وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى بلغاريا تستهدف متابعة نتائج زيارة رئيس الوزراء البلغاري إلى مصر أكتوبر الماضي، ولقائه بالرئيس عبد الفتاح السيسي والاتفاقيات ومذكرات التفاهم والمشروعات التي تم الاتفاق عليها مبدئيا خلالها.

وأوضح "حسن"، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن زيادة الاستثمارات والتبادل التجاري والسياحة كلها ملفات رئيسية ستطرح خلال زيارة شكري إلى العاصمة البلغارية صوفيا، مشيرًا إلى أن شواطئ بلغاريا تستقبل سياحة مصرية كما تستقبل شواطئ البحر الأحمر سياحة وافدة من بلغاريا، مشيرًا إلى أنه من المهم تعزيز هذا التوافد.

وأكد أن الزيارة تستهدف أيضا تبادل الآراء بشأن اللاجئين والهجرة غير الشرعية لكون بلغاريا ودول شرق أوروبا رفضت استقبال اللاجئين، مضيفا إن المباحثات بين البلدين ستتطرق إلى تبادل الآراء بشأن الأزمات في الوطن العربي كالأزمة السورية والخوف من انتقال الإرهابيين إلى شرق أوروبا عبر اللاجئين.

وأشار إلى أن الزيارة ستبحث أيضا قضايا اليمن وليبيا ومكافحة الإرهاب وتطورات القضية الفلسطينية التي لبلغاريا فيها موقف واضح يتفق مع الرؤية العربية، وهي ضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود 1976، مضيفا أن بلغاريا واحدة من دول الاتحاد الأوروبي ومن المهم تنسيق المواقف وتبادل الآراء معها.

 

علاقات تاريخية

من جانبه، قال السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية البلغارية قديمة منذ بدء التمثيل الدبلوماسي بينهما في عهد الملكية، ثم تطورت وشهدت فترات قوة وضعف خلال العهود التالية، مرجعًا ذلك لكون بلغاريا أحد دول الكتلة الشرقية الأوروبية إلا أنها ظلت مستمرة، مضيفا أن زيارة وزير الخارجية سامح شكري إلى العاصمة البلغارية صوفيا تأتي لتعزيز هذه العلاقات.

وأوضح "الصفتي"، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تبنى سياسة منفتحة على كافة الدول في العالم، حيث التقى الشهر الماضي برئيس الوزراء البلغاري بويكو بوريسوف وتم الاتفاق على عقد لجنة مشتركة في يناير، إضافة إلى تعزيز التعاون، مضيفًا أن زيارة شكري ستبحث مجمل أوجه التعاون بين الدولتين.

وأشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن الزيارات المتبادلة بين قادة الدولتين تعمل على تقوية وتعزيز العلاقات في شتى المجالات، والبناء على الأساس التاريخي للروابط بين البلدين، مضيفًا إن بلغاريا دولة متقدمة في المجال الصناعي ويمكن لمصر الاستفادة من خبراتها وتجربتها في هذا الشأن، إلى جانب تقوية العلاقات التجارية بشكل أفضل مما هو عليه.