أكدت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، أنه بموجب القانون
الدولي والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان ينبغي إعادة قرابة المليون شخص من أقلية الروهينجا
المسلمة الذين فروا من ميانمار وتكدسوا في معسكرات اللاجئين في بنجلاديش، إلى وطنهم
مع ضمان حقوقهم بالعيش في بيئة آمنة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، في افتتاحيتها في عددها الصادر
اليوم، إلى أنه تم بحكمة وقف عملية التي تولى دفتها ميانمار وبنجلاديش الأسبوع المنصرم
بضغط من الصين لدفع الروهينجا إلى العودة إلى الحدود. جاء هذا نتيجة اعتراض الأمم المتحدة
والجماعات الحقوقية التي تتعامل منذ فترة طويلة مع أقلية الروهينجا لأن الخطة ينقصها
الضمانات بأن العائدين، من الأقلية المسلمة المستهدفة في حملات الإبادة الجماعية، سوف
يعاملون بشكل أفضل قبل فرارهم من وطنهم.
ونقلت الصحيفة عن المفوضة السامية للأمم المتحدة ميشيل باشيليت
قولها: إن إرسال اللاجئين إلى ميانمار في هذه المرحلة يعني إرجاعهم مرة أخرى إلى دائرة
انتهاكات حقوق الإنسان التي يعاني منها هذا المجتمع منذ عقود".
وأوضحت (نيويورك تايمز) أنه لم يستشر أحد الروهينجا في الخطة
ولذا شعروا بالهلع حينما رأوا القوات البنجالية تقتحم المعسكر وتخبرهم بأن على مجموعة
أولى من 200 شخص الاستعداد للتحرك. وفي نفس الوقت هتفت الجموع في نفس واحد "لا
نريد الذهاب!".
وعلى مدار الـ 15 شهرا فإن أكثر من 700 ألف من الروهينجا
فروا حملات منظمة للقتل والاغتصاب وحرق القرى التي قالت عنها الأمم المتحدة "كمٌ
من الجرائم الخطيرة التي لا شك فيها بموجب القانون الدولي" وبذلك ينضموا لـ
200 ألف شخص أخرين هربوا قبل ذلك بسبب موجات العنف.
ووافقت بنجلاديش وميانمار على خطة الترحيل بضغط من الصين
التي لديها علاقات اقتصادية مع كلتا الدولتين ولخطهها الطموحة في المنطقة. ولكن وفقا
لمنظمة حقوق الإنسان، فإن حكومة ميانمار، التي يسيطر عليها الجيش، والتي تنفي قيامها
بإبادة جماعية، لم تفعل شيئا حيال خلق ظروف مواتية لعودة اللاجئين بشكل آمن وكريم أو
حتى التعامل مع جذور الأزمة".
وأشارت المنظمة إلى أن اللاجئين خائفين من الرجوع بدون ضمانات
بأن يحجزوا في معسكرات اعتقال مثل المعتقلين حاليا في ميانمار ويبلغ عددهم 124 ألف
من أقلية الروهينجا منذ نزوحهم بسبب العنف في 2012.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن مشكلة الروهينجا تعد من أسوء
حالات الظلم في العالم اليوم. ونفت حكومة ميانمار، برئاسة زعيمة ميانمار "داو
أونج سان سو كي"، التي كانت شخصية بارزة ذات يوم، إلقاء اللوم عليها متذرعين بالمظالم
التاريخية والتاريخ المحرف بأن الروهينجا دخلاء مسلمين في أرض ذات أغلبية بوذية.
وحينما أخبر نائب
الرئيس الأمريكي مايك بنس، داو أونج سان، في 14 من الشهر الجاري في اجتماع إقليمي في
سنغافورة بأن قمع الروهينجا ليس له سبب. ردت عليه قائلة "نفهم دولتنا أفضل من
فهم أى دولة أخرى لها ولذلك نحن في وضع أفضل للتوضيح لك ماذا يحدث".