مع حلول الذكرى الأولى لحادث الروضة الإرهابي،
والذي استهدف المدنيين في المسجد بمنطقة بئر العبد في شمال سيناء في 24 نوفمبر من العام
الماضي وراح ضحيته أكثر من 300 شخص، نجحت مؤسسات الدولة بالتعاون مع المجتمع المدني
في إعمال القرية بكاملها تعويض المتضررين عن الحادث فضلا عن تأهيل القرية بشكل حديث
يخدم أبناء القرية وخدمة أسر الشهداء.
ونجحت الأجهزة المعنية في إعادة إعمار
54 منزلا وتجهيزهم بالكامل بأثاث وأجهزة الكهربائية، توزيع منح لتمويل 24 مشروعا صغيرا،
توزيع 50 رأس أغنام وماعز على 50 أسرة بدون عائل، التكفل بزواج 10 فتيات يتيمات وتوزيع
10 أجهزة تعويضية لذوي الاحتياجات الخاصة.
وكان الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
قد ألقى خطبة الجمعة من مسجد الروضة، بحضور عدد من الوزراء، واللواء محمد عبد الفضيل
شوشة، محافظ شمال سيناء، واللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد، والدكتور سعيد
عامر، نائبا عن شيخ الأزهر الشريف واللواء يحيى الحميلي قائد قوات شرق القناة.
دعم شعبي
وأكد وزير الأوقاف، أن الشعب المصري بكامل
طوائفه يقف إلى جانب أهالي قرية الروضة وأسر الشهداء والمصابين في الذكرى الأولى للمذبحة
التي وقعت بمسجد القرية في الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي.
وأشار وزير الأوقاف، خلال زيارته القرية،
أن الدولة تعمل على توفير فرص عمل لأبناء القرية من خلال تدشين مشاريع صغيرة، وإنشاء
الوحدات السكنية لهم، لافتا إلى أن وزارة الأوقاف خصصت معاشا استثنائيا لأهالي أسر
الشهداء والمصابين تخفيفا عنهم.
أما اللواء محمد عبدالفضيل شوشة محافظ شمال
سيناء، أن الدولة ساهمت في إعمار قرية الروضة مرة أخرى عقب الهجوم المسلح الذي أودى
بحياة المئات من شباب ورجال القرية.
دعم مالي
وأضاف المحافظ أن الدولة عملت في تضميد
جروح أهالي أسر الشهداء والمصابين، وقدمت وزارة التضامن الاجتماعي ٦٥ مليون جنيه مساعدات
للأهالي.
وأشار إلى أن وزارة الإسكان قدمت ٨٠ مليون
جنيه لإعادة إعمار منازل أسر الشهداء والمصابين، علاوة على توفير معاش استثنائي من
وزارة الأوقاف، مؤكدا أن الأزهر الشريف ووفر ٢٢ مليون جنيه كما يوفر 600 جهاز منزلي
ما بين غسالة وبوتاجاز وثلاجة، كما قرر الأكبر شيخ الأزهر صرف معاش استثنائي من الأزهر
بقيمة 1000 جنيه شهريا لكل أسرة شهيد.
وأوضح أن رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي
صدق على إنشاء ٥١ منزلا بالقرية بكافة الخدمات، مشيرا إلى أنه تم الانتهاء من ٥١ %
من كافة المشاريع.
وأوضح المحافظ أن خريطة التنمية التي شهدتها
قرية الروضة شملت حملة إعادة إعمار وبناء لـ 792 منزلًا شارك فيها جهاز التعمير ومشيخة
الأزهر ووزارة الأوقاف.
كما تم إعادة تجديد شبكة الكهرباء وشبكة
المياه بطول 12 كيلو مترا، بالإضافة إلى توفير 4 آلاف ذريعة سمك وفرتها الثروة السمكية
لدعم 10 أحواض سمكية تم تجهيزها بالقرية ووزعت وزارة الزراعة 16 خلية نحل على 4 أسر
و25 بطارية أرانب فيما انتهت وزارة الداخلية من إصدار ألف ورقة ثبوتية ما بين قسائم
زواج وبطاقة رقم قومي.
مركز شباب مطور
وأشار إلى أن الرئيس أمر بتقديم كاف الاحتياجات
لأهالي الروضة وتوابعها، متابعًا: "أعاهد الجميع عمل كل المطلوب لتصبح قرية الروضة
يشار لها بالبنان بين قرى مصر وسنركز لأن تصبح
قرية الروضة مصدر إشعاع إنتاجه ويحصل الأهالي على كل مطالبهم من إنتاج أياديهم، وستكون
غايتنا تحقيق الهدف".
كما تم وضع حجر الأساس لمركز شباب الروضة
المطور، بتمويل من إدارة المنشآت الرياضية بوزارة الشباب والرياضة، بتكلفة 7.5 مليون
جنيه، وسيقام كبديل للمركز الحالي ليضم منشآت إدارية وملعب خماسي وقاعات اجتماعات وصالات
رياضية وغيرها لخدمة شباب القرية.
كما تم إنشاء ملعبين لكرة القدم فى مدرستي
"آل جرير" الابتدائية و"الروضة" الإعدادية بتمويل من القوات المسلحة
لخدمة شباب القرية، حسبما أكد إيهاب حسن عبدالوهاب مدير عام الشباب والرياضة.
وأشار إلى حرص الوزارة على إقامة مركز الشباب
المطور والملعب الخماسي والملعب الكبير في وسط قرية الروضة؛ علاوة على إجراء حركة تعمير
وتطوير لتشمل جميع مراكز الشباب في المنطقة والمناطق المحيطة.
بينما قال اللواء عبد الفتاح حرحور محافظ
شمال سيناء السابق، إنه كان شاهد عيان على أداء كافة أجهزة الدولة على أرض الروضة التي
لم تتراجع أو تتأخر، وهبت جميعها بتعليمات من القيادة السياسية لخدمة أهالي القرية.
وأضاف أنه رغم تركه منصبه كمحافظ، إلا أنه
لا يزال محافظا على وعده بأن لا يترك خدمة القرية وأهلها قدر ما يستطيع.