الأحد 22 سبتمبر 2024

في ذكرى رحيله.. أسرار استبعاد أحمد زكي من فيلم الكرنك

27-3-2017 | 16:24

في ذكرى رحيل النمر الأسود، الفنان أحمد زكي، يسعدنا أن نلقي الضوء على عدة جوانب هامة في مسيرته الفنية، وحياته الشخصية.

من المؤكد أن طريق أي مجتهد، أو موهوب، لا يكون مفروشًا بالورود، فغالبًا ما تواجهه بعض العقبات؛ مؤثرة في مشواره، وتكون بمثابة ضربات، إما أن يتجاوزها، وتزيده صلابة، وإما أن تتحطم أحلامه عليها، ويتلاشى وجوده.

وهنا نتذكر عقبة واجهت الفنان أحمد زكي، في بداية مشواره الفني، وهي خطوة اختياره ليقوم بأول بطولة في فيلم الكرنك، عام 1974، وبالفعل الفيلم بقصته لكاتب مبدع، وهو نجيب محفوظ، والتي  ترصد مرحلة سياسية هامة، تجسد بعض خطايا مراكز القوى؛ تغري أي فنان، ويسعده أن يكون بطلا للفيلم، وخصوصا أن بطلته أيضًا من النجمات البارزات آنذاك، وهي سعاد حسني.

روى الفنان أحمد زكي، بنفسه، من خلال برنامج من «الألف للياء»، مع الإعلامي البارز طارق حبيب، ملامح تلك العقبة، بقوله إنه تم اختياره بالفعل، من قبل مخرج الفيلم، على بدرخان؛ ليقوم بدور طالب في كلية الحقوق، ويتقاسم البطولة مع سعاد حسني، وفريد شوقي، وكمال الشناوي، مع نخبة لها وزنها من نجوم الفن، وبعد أن تم الاتفاق، وبدأ العمل، ودارت كاميرات مدير التصوير، محسن نصر، وعند عرض الصور، والمشاهد، بدأت علامات الرفض لشخص أحمد زكي، من قبل منتج، وموزع الفيلم. وحسب ما يؤكده أحمد زكي بنفسه، فإن اعتراض المنتج، لم يكن على أداء أحمد زكي، أو فشله في تجسيد الشخصية، بل كان الاعتراض على لون بشرته، وعدم وسامته.

وكانت تلك هي الصدمة الكبرى، في بداية مشوار أحمد زكي، التي حرمته من العمل، مع لفيف له، وزنه في مجال السينما، وفي فيلم نجاحه، مضمون، وسوف يحقق له نقلة كبيرة، في مشواره الفني، لكن العقبة، كانت كبيرة، ولم يخفف من حدتها، إلا تعاطف بعض الكبار معه، منهم الكاتب متعدد المواهب صلاح جاهين، الذي كان يؤمن بموهبة أحمد زكي.

وأصر أن يأخذ أجره كاملا عن دوره في الفيلم، وبالفعل نال أحمد زكي أجره، لكن لم يشف ذلك غليله بعد مشاهدة الفيلم الذي عرض في 29 ديسمبر عام 1975، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا، ولم تتحطم آمال أحمد زكي عند تلك العقبة، خصوصا أنه قام بدورين هامين، في نفس عام استبعاده من فيلم الكرنك، 1974، وهما فيلم «أبناء الصمت»، و«بدور».

ويوجد في الدنيا أشخاص تضع العقبات، فيوجد أيضا أشخاص، تخفف الآلام، وتصنع الآمال، ومنهم الكاتب صلاح جاهين، الذي رشحه لبطولة فيلم شفيقة، ومتولي، عندما قام بكتابة السيناريو، والحوار للفيلم، وبالطبع سعد مخرج الفيلم علي بدرخان، بعمل أحمد زكي معه في فيلمه الجديد، وهو من كان رشحه في فيلم الكرنك.

وتتحقق أمنية أحمد زكي بالوقوف أمام الكاميرا، مع بطلة الفيلم، وهي سعاد حسني، ويحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا عند عرضه في 27 نوفمبر 1978؛ لينطلق بعد ذلك أحمد زكي محققًا مجده الفني في عدة بطولات سينمائية، وتليفزيونية، مازالت عالقة في أذهان محبيه، وجمهور السينما.