الأربعاء 15 مايو 2024

فرنسا تتجرع مرارة «الربيع العربي».. دافعت عن عمليات التخريب في مظاهرات 2011 فطالتها التعديات.. والشرطة الفرنسية على خطى نظيرتها العربية: قلقون من اختراق الاحتجاجات

تحقيقات27-11-2018 | 23:45

ربما تتجرع فرنسا من الكأس نفسها التي شربت بعض البلاد العربية منها عام 2011 هو ما أطلق عليه "ثورات الربيع العربي"، وأدانت خلاله باريس أداء الشرطة التي تصدت إلى عمليات التخريب والاعتداء على الممتلكات العامة الذي تقدم فرنسا الآن على ما هو أعنف وأسرش لمواجهة المظاهرات التي وصل الأمر بها إلى حد الاعتقال على الرغم من تشدقها دائمًا بحرية الرأي والتعبير.

العاصمة الفرنسية باريس وعلى بعد أمتار من قصر الشانزليزيه، شهدت احتجاجات عارمة، السبت الماضي، خصوصًا في شارع الشانزليزيه الذي تحول إلى ساحة مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين؛ الأمر الذي خلف خسائر مادية كبيرة.


تتعرض فرنسا الآن إلى عمليات تخريب ونهب وتحطيم للمنشآت العامة والخاصة في قلب العاصمة الفرنسية، ما يزعجها بشدة على الرغم من دعمها للمظاهرات والاحجتجات في كل من مصر وتونس والليبيا واليمن، وحاولت الضغط على الحكومات والأنظمة الموجودة بزعم دعمها للحرية والديمقراطية في الوطن العربي؛ على الرغم من أنها تهدف إلى ذلك بعمليات التخريب والنهب والسرقة والاعتداء على الممتلكات، الآن باريس تتجرع من الكأس نفسها وتنطفئ الأنوار ليحل محلها ضوء لهيب النيران والحرق والنهب.

ويعارض المحتجون الضرائب التي طرحها "ماكرون" العام الماضي على الديزل والبنزين، بغية تشجيع المواطنين على التحول لاستخدام وسائل نقل أقل ضررا للبيئة.

واستخدمت الشرطة في العاصمة الفرنسية باريس الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق متظاهرين يحتجون للأسبوع الثاني على رفع أسعار الوقود؛ الأمر الذي رفضه في الدول العربية على الرغم من الانتهاكات الواسعة التي تعاني منها حتى الآن.


وظهرت الدول العربية وقتها من اختراق التنظيمات الإرهابية والتخريبية للتظاهرات ما صعب السيطرة عليها، والآن تواجه فرنسا المصير نفسه، بعد أن أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي دخوله على خط المظاهرات.

وبحسب ما ذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية، فإن مجموعتين تابعتين لتنظيم داعش المتشدد نشرتا ملصقات تحرض فيها "الذئاب المنفردة" على استغلال احتجاجات "السترات الصفراء" وتنفيذ هجمات ضد المدنيين، وجاء في إحدى الملصقات عبارة "يا أيتها الذئاب المنفردة، استغلوا الاحتجاجات.. في فرنسا".

وعلى خطى الوضع في الدول العربية، عبرت قوات الأمن الفرنسية، عن قلقها وخوفها من أن يتسلل متطرفون إلى المظاهرات، ما يزيد تحديات السيطرة على الجماهير.


واندلعت اشتباكات في منطقة الشانزليزيه، إذ حاول متظاهرون اختراق طوق أمني فرضته الشرطة حول مواقع حساسة، وتجمع نحو 5000 متظاهر في المنطقة، واعتقلت السلطات 18 شخصًا على الأقل بعد الاشتباكات.

وفي السبت الماضي، خرج نحو 280 ألف متظاهر في أكثر من 2000 موقع في شتى أنحاء فرنسا، ووصف المنظمون احتجاجات اليوم بأنها "المرحلة الثانية" من حملتهم المتواصلة.

وتعترض الحملة، المعروفة باسم احتجاجات "السترات الصفراء" نسبة إلى السترات التي يرتديها المتظاهرون، على زيادة الرسوم على وقود الديزل.

واصطدم آلاف المتظاهرين في الشانزليزيه بحواجز معدنية ومتاريس نصبتها الشرطة، بهدف منعهم من السير باتجاه مواقع حساسة، مثل المقر الرسمي لإقامة رئيس الحكومة.