وجه الأمين
العام للجماعة العربية أحمد أبو الغيط، خلال كلمته في يوم التضامن العالمي مع الشعب
الفلسطيني الذي أعلنت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها عام 1977،
الشكر لكل الحضور في بيت العرب.
وقال "أبو
الغيط"، إنه اليومٌ الذي نتذكر فيه حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف حقوقه
الطبيعية في ممارسة تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف فى اليوم
العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني إنه يومٌ
ننحني فيه احتراماً أمام نضال هذا الشعب، ونبعث فيه برسالة لأبنائه بأن العالم لا ينسى
قضيتهم العادلة، ومعاناتهم وآلامهم الطويلة، مشيرا إلى أننا نبعث كذلك برسالة إلى المجتمع
الدولي وشعوبه الحرة نذكرهم فيها بمسئولياتهم والتزاماتهم في صيانة الشرعية الدولية
وحماية مبادئ القانون والنظام الدولي، ذلك أن القضية الفلسطينية – بثوابتها المعروفة-
هي محك رئيسي لقياس عدالة النظام الدولي القائم، ومدى التزامه بالقانون والشرعية.
وأوضح أبو الغيط
إن ذكرى التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني تمر علينا هذا العام، في وقت تتعرض فيه
القضية الفلسطينية لتهديدات غير مسبوقة، مضيفا أنه ما زالت الإدارة الأمريكية تُصر
على اتخاذ جملة من المواقف المنحازة والقرارات المُجحفة التي توشك أن تقضي على أي فرصة
لتطبيق حل الدولتين.. دون أن تطرح بديلاً مقبولاً أو معقولاً.
وتابع الولايات المتحدة سعت عبر العام الماضي لتغيير معالم
حل الدولتين وتقويض ثوابته بسحب قضيتي القدس واللاجئين من على طاولة التفاوض، عبر نقل
سفارتها للقدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، ثم إيقاف دعمها للأونروا، قائلا إن هذه
الخطوات لن تغير من ثوابت القضية شيئاً وهي تظل خطوات معزولة لا تحظى بأي إجماع أو
توافق دولي.
ولفت أبو الغيط
إلى إن دول العالم المختلفة سارعت إلى إعلان
تمسكها بالمرجعيات القانونية وبمقررات الشرعية الدولية في قرار الجمعية العامة للأمم
المتحدة بشأن القدس في ديسمبر من العام الماضي،مشيرا إلى ان الكثير من الدول الصديقة، ولها كل الشكر والتقدير،
سعت إلى سد الفجوة التمويلية في موازنة الأونروا لكي تظل مدارسها ومشافيها مفتوحة أمام
ملايين اللاجئين .
وأشار إلى إن الرسالة
جلية، والإرادة الدولية في دعم الحق الفلسطيني واضحة وساطعة: لا بديل عن إنهاء الاحتلال
وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد أبو الغيط، أن الاحتلال الإسرائيلي بلغ حداً غير مسبوق
من الاجتراء على أبسط مبادئ القانون الدولي الإنساني حتى صار يتبنى، علناً وبلا شعور
بالعار، منظومة كاملة من الفصل العنصري، لم يخجل أن يجعل لها قانوناً سموه "قانون
القومية" الذي يتجاهل حقوق أكثر من 2 مليون فلسطيني من فلسطيني الداخل، ويقصر
حق تقرير المصير على اليهود دون غيرهم، مضيفا ناهيك عن مخططات تهويد القدس وافراغها
من سكانها –حصاراً وتهجيراً- وإحكام منظومة الاستيطان في الضفة – توسيعاً وترسيخاً-
ليعيش الفلسطينيون داخل كانتونات معزولة تُذكر بأسوأ نظم العزل والفصل العنصري التي
عفى عليها الزمن، وتجاوزتها الإنسانية
وشدد أبو الغيط
على إن سكوت العالم على هذه الجرائم اليومية هو عارٌ حقيقي، مشيرا إلى ما نلمسه من
بعض الشركات العالمية مؤخراً من التوجه الجدي إلى مقاطعة الاستثمار والعمل في المستوطنات
هو أقل ما يمكن عمله لرفض هذا الواقع اللاإنساني والتبرؤ منه.