جددت الصين تأكيد موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي إلى الالتزام بعدد من المباديء لإيجاد حل للنزاع الممتد من زمن طويل.
وقال المبعوث الصيني الخاص لقضية الشرق الأوسط "قونغ شياو شنغ" - خلال مشاركته في إحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذكرى الـ30 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وفلسطين بسفارة فلسطين لدى بكين اليوم الخميس - إن تحقيق تسوية مبكرة وشاملة وعادلة للقضية الفلسطينية يمثل طموحا مشتركا للجميع، ويخدم مصالح الشعب الفلسطيني والمنطقة برمتها على حد سواء، ويسهم في تحقيق السلام والاستقرار في العالم.
وأضاف شنغ: "7 عقود مرت على تبني الأمم المتحدة قرار تقسيم فلسطين، ولم تقم دولة فلسطينية مستقلة بعد، ولا تزال المنطقة ممزقة بسبب الصراعات والحروب، وشعبها محاصر بين العنف والفقر.. ومثل هذا الوضع لا يجب أن يستمر".
وأكد شنغ أن الصين تدعم دائما القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة، لافتا إلى أن الرئيس الصيني خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوزاري الثامن لمنتدى التعاون بين الصين والدول العربية في يوليو الماضي أكد الأهمية الأساسية التي تحملها القضية الفلسطينية للسلام في الشرق الأوسط.
وتابع المبعوث الصيني أنه بينما يسعى المجتمع الدولي لإيجاد حل للقضية الفلسطينية بعد تغير كبير شهده الوضع المرتبط بها في العام الماضي وما قبله، فإن الصين تؤكد على ضرورة الالتزام بعدد من المباديء، منها: الإبقاء على مسار حل الدولتين، داعيا المجتمع الدولي إلى الاستمرار في "هذا المسار الصحيح لأنه الحل الوحيد القابل للحياة لهذه القضية".
وأشار شنغ إلى أن المباديء سالفة الذكر تتضمن كذلك استمرار الالتزام بالخيار الاستراتيجي لمحادثات السلام، حيث إن استخدام القوة لن يحل المشكلة، ولن يؤدي العنف إلا إلى المزيد من الصراعات والانقسامات المريرة وتقويض احتمالات السلام، داعيا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وخاصة الأخير، في ظل الظروف الحالية إلى "احترام بعضهما البعض، وممارسة ضبط النفس، والامتناع عن اتخاذ إجراءات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع من أجل تهيئة الظروف والمناخ المناسب لمحادثات السلام".
ولفت إلى أن المباديء تتضمن أيضا التعامل مع مسألة وضع القدس وفقا لقرارات الأمم المتحدة والإجماع الدولي، مشددا على أن "حل هذه المشكلة يجب أن يكون من خلال مفاوضات الوضع النهائي بين الأطراف المعنية".. محذرا من أن تغيير الوضع الراهن في القدس من جانب واحد من شأنه أن يعرض الأسس القائمة منذ زمن طويل لحل القضية الفلسطينية للخطر، ويؤدي إلى تصاعد التوترات العرقية والدينية، ويخلق مواجهات واضطرابات جديدة.
ودعا شنغ أعضاء المجتمع الدولي، لا سيما اللاعبين المؤثرين في الشرق الأوسط، إلى القيام بدور بناء بطريقة تفضي إلى تحقيق السلام في المنطقة، مع العمل على تعزيز السلام من خلال التنمية.