ذكرت إحصائيات جديدة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن عام 2018 يحل في المرتبة الرابعة على قائمة أكثر الأعوام ارتفاعا في درجات الحرارة منذ بدء التسجيل الموثوق لدرجات الحرارة العالمية في عام 1880.
وأظهرت الأرقام التي نشرتها المنظمة وسجلت للأشهر العشرة الأخيرة أن ارتفاع درجة حرارة الأرض كاد يتجاوز مستوى ما قبل العصر الصناعي بدرجة مئوية كاملة، بحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية.
وكانت السنوات العشرون الأكثر حرارة على الإطلاق قد تم تسجيلها خلال الـ 22 سنة الماضية، وارتفع متوسط ارتفاع درجة الحرارة خلال السنوات الخمس الأخيرة أكثر من درجة مئوية واحدة ليكون بذلك أعلى من المستويات التاريخية.
ويشعر العلماء بالقلق من أن العالم لم يحرز بعد تقدما في هدفه المتمثل في إبطاء وتيرة ارتفاع درجات الحرارة، حيث تزحف مؤشرات مقاييس الحرارة مقتربة من الحد الذي تطمح اتفاقية باريس للمناخ إلى عدم تجاوزه والبالغ 1.5 درجة مئوية.
وقالت نائب الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلينا مانينكوفا: "إنها أكثر من مجرد أرقام، كل جزء صغير من الدرجة ترتفع به الحرارة يحدث فرقا في صحة الإنسان وحصوله على الطعام والمياه العذبة، وفي انقراض الحيوانات والنباتات وبقاء الشعب المرجانية والحياة البحرية... كل جزء صغيرة يهم".
وتعود تسجيلات درجات الحرارة العالمية إلى عام 1880، وهو تاريخ بداية التقديرات الموثوقة لدرجات الحرارة في كافة أنحاء العالم، ويأتي العام الحالي في المرتبة الرابعة خلف الأعوام 2016 و2015 و2017 في قائمة أكثر الأعوام المسجلة ارتفاعا في درجات الحرارة على الإطلاق.
ومع توقعات بحدوث ظاهرة "النينيو" أو "التردد الجنوبي" (ارتفاع درجة حرارة أحد المحيطات لتؤثر على الطقس) من المرجح أن ترتفع درجات الحرارة العام المقبل مرة أخرى باجتماع تلك الزيادة الطبيعية في حرارة المحيطات مع التغير المناخي الذي يتسبب فيه الإنسان.
وقال تيم أوزبورن من وحدة أبحاث المناخ بجامعة إيست أنجيليا البريطانية والتي تمد المنظمة بالبيانات المستخدمة في تحليلاتها، إن الاحتباس الحراري الذي تسببه انبعاث غازات الدفيئة أصبح الآن واضحا للغاية.
ودقت نواقيس الخطر الصيف الماضي في أغلب أنحاء العالم بعد أن أعطت درجات الحرارة المرتفعة والطقس السيء صورة لما سيبدو عليه المستقبل نتيجة التغير المناخي، حيث ضربت حرائق الغابات كاليفورنيا واليونان، فيما اجتاحت موجات الحرارة من أوروبا حتى اليابان وتعرض شرق أفريقيا والهند لفيضانات جارفة.
ومن المقرر أن يضيف البيان المؤقت للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية بشأن حالة المناخ في عام 2018 دليلا قويا لمفاوضات مناخية مهمة تجريها الأمم المتحدة الأسبوع المقبل في بولندا.